لم يكن مفاجئا ل"خالد الدباسي" انخفاض نسبة الناخبين في المجالس البلدية والتي أعلن عنها، ف"خالد" كمواطن يرى أن ذلك طبيعي، بل ومن المتوقع أن يحدث أكثر من ذلك، متسائلاً: ما الذي يدفع مواطنا أن يغادر منزله أو عمله ويضحي بوقته ومشاغله من أجل لاشيء؟، مبيناً أنه في الطريق إلى مكان الاقتراع وصناديق الانتخاب ربما تتضرر سيارته من حفرة مقاول نسيها في الطريق، وهي تلك الحفرة التي وعد أعضاء المجلس البلدي في الدورة السابقة بالعمل على طمرها، بل ووعدوا الأهالي ببيئة صحية مثالية، وإذا ب"براميل النفايات" ممتلئة، والقطط تحوم حولها، مشيراً إلى أنهم وُعدوا كذلك بمراقبة المشروعات و"الصرف الصحي"، ووجدنا أن ما قالوه ممنوع من "الصرف"، وكذلك وُعدنا بمتابعة عدالة توزيع المنح ومراقبة الأسواق، حتى توهمنا أن كل مشاكلنا حُلت، لنُصدم بلا شيء!. وأضاف أن الانتخابات كمبدأ تُعد بوابة لدخولنا إلى مؤسسات المجتمع المدني، ولكن حتى هذا الحديث لا يسمن ولا يغني من جوع إن لم يؤت ثماره على أرض الواقع، مشيراً إلى أن الواقع يقول إن الانتخابات لازالت تدور في دائرة من عدم الوضوح وعدم الفعالية والخلافات على الصلاحيات، متسائلاً: كيف يعمل مجلس بلدي بالإشراف على الشؤون البلدية في مدينة أو قرية والعمل بمهام المتابعة والإشراف على المشروعات البلدية ورئيس البلدية أو أمين الأمانة هو رئيس للمجلس؟، ذاكراً أنه يجب علينا أن ننظر إلى الإشكاليات التي حدثت في انتخابات النادي الأدبي في الأحساء وما صاحبه من تشكيك في نزاهة التصويت والانتخاب بشكل عام وتم تصعيد الأمر إلى الوزارة، وكذلك اختلاف الأنظمة من ناد أدبي إلى آخر، متسائلاً: ماالفائدة من الانتخابات إذا؟، مشدداً على أنه يجب أن تكون هناك رغبة حقيقية وصادقة لتعزيز ثقافة الانتخابات عملياً، مع ترسيخها بأنظمة وقوانين وإجراءات وآليات عملية بمراقبة عادلة وموضوعية. وأوضح أن هناك من يقول إن ثقافة الانتخابات غير متجذرة ومتأصلة في مجتمعنا، وهذه رؤية تبريرية، مؤكداً على أنه إذا أردنا غرس ثقافة الانتخاب فعلينا أن نسأل من يستفيد من هذا الانتخاب؟، وبالتأكيد الإجابة هي المجتمع والوطن، مشيراً إلى أنه لكي يؤمن المجتمع بأهمية الانتخاب ويتواصل ويتفاعل، فلابد أن يلمس ثماره لهذه الانتخابات على أرض الواقع، فالمواطن يريد من ينزل إليه، ويستمع إلى همومه، ويؤمن باحتياجاته ومشاكله والعوائق التي تقف أمامه، مشدداً على أهمية أن يضع الأعضاء المنتخبون هذه المطالب في أجنداتهم العملية ودراستها والتفاعل معها، ومتى ما لمس المواطن أن صوته مسموع واحتياجاته أُخذت في الاعتبار والعوائق قد أزيلت، فهنا ستتعزز ثقافة الانتخاب، بعد أن يثق في جدواها، بل وسيذهب إلى ترشيح الأكفأ والأصدق والأكثر خبرة.