أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة يوكيا أمانو أمس أن واجبه تنبيه العالم بشأن نشاط مشتبه به في ايران لتطوير قنابل نووية مبيناً أن القوى الكبرى مستعدة لزيادة الضغط على طهران. وأوضح أمانو خلال مؤتمر صحفي على هامش اجتماع لمجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة أن إيران أمامها قضية تحتاج للرد عليها وأنه يتعين علينا تنبيه العالم قبل حدوث الانتشار النووي بالفعل. وكانت القوى الكبرى قد تقدمت أمس بمسودة قرار تبحثه الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرب فيها عن "قلق عميق ومتزايد" ازاء البرنامج النووي الايراني في اعقاب تقرير للوكالة الاسبوع الماضي اثار مخاوف شديدة بشأن ايران. وتعرب المسودة التي تقدمت بها الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن اضافة الى ألمانيا عن "القلق العميق والمتزايد بشأن القضايا العالقة المتعلقة بالبرنامج النووي الايراني، بما في ذلك الايضاحات اللازمة لاستبعاد احتمال وجود بعد عسكري" للبرنامج النووي الايراني. واطلعت فرانس برس على نسخة من المسودة التي من المقرر أن يبحثها مجلس حكام الوكالة الذرية اليوم والمرجح ان يقرها. ولا تدعو المسودة ايران الى تبديد مخاوف الوكالة، وبدلا من ذلك تطلب "من المدير العام (للوكالة) ان يدرج ضمن التقرير الذي يرفعه امام اجتماع مجلس الحكام في مارس 2012 تقييما حول تنفيذ هذا القرار". وقالت المسودة "من الحيوي ان تكثف ايران والوكالة الحوار بينهما" داعية طهران الى "الوفاء بشكل كامل وبلا ابطاء بالتزاماتها بمقتضى القرارات ذات الصلة التي اصدرها مجلس الامن الدولي". كما تعرب عن "مواصلة دعم حل دبلوماسي، وتدعو ايران الى الاشتراك بشكل جاد ودون شروط مسبقة في المحادثات الهادفة الى اعادة الثقة الدولية في الطبيعة السلمية الحصرية" للبرنامج النووي الايراني. غير ان التقرير كشف عن خلافات عميقة داخل ما يسمى بمجموعة خمسة+1 المكلفة التعامل مع المسألة الايرانية وهي الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الامن -- الولاياتالمتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا -- اضافة إلى ألمانيا. فقد سارعت واشنطن وباريس ولندن الى الاستشهاد بتقرير الوكالة باعتباره تبريرا لتشديد الضغوط على ايران، التي واجهت بالفعل اربع مجموعات من عقوبات مجلس الامن فضلا عن قيود اضافية من جانب الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي. غير ان بكين، التي تعتمد بكثافة على وارداتها من النفط الايراني، وموسكو، التي تربطها علاقات تجارية وثيقة بطهران وقد بنت المنشأة الايرانية الوحيدة لتوليد الكهرباء عبر الطاقة النووية، كانتا اكثر حرصا في تفسير تقرير الوكالة.