أكد «د.حبيب بن مصطفى زين العابدين» -وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية ورئيس الإدارة المركزية للمشروعات التطويرية- على أن خطة الوزارة في مجال تشغيل وصيانة المشروعات التطويرية بالمشاعر المقدسة خلال حج هذا العام نجحت في تحقيق أهداف حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -حفظهم الله- في توفير كافة وسائل الراحة والطمأنينة لضيوف الرحمن، والذين تمكنوا من أداء نسك الحج بسهولة ويسر. وقال في حديث ل»الرياض»: إن توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز -وزير الشؤون البلدية والقروية- ومتابعته الميدانية للوقوف على هذه المشروعات التطويرية الحديثة، كان لها الفضل بعد الله في أن ترى النور وفق الجدول الزمني المحدد لها، موضحاً أن الأمير منصور أشرف على وضع خطة التشغيل، وشدد على ضرورة مراعاة الخطة لإستراتيجية الرامية إلى توفير كل سبل الراحة لحجاج بيت الله، مبيناً أن الخطة التشغيلية للمشروعات التطويرية والاستعداد لموسم الحج بدأ مبكراً من حيث عمدت الإدارات المختلفة على وضع خططها لمتابعة أعمالها في منطقة المشاعر المقدسة، مؤكداً على أن تلك المشروعات كان لها الفضل بعد الله في أن يخرج حج هذا العام بهذه الصورة المشرفة التي وجدت استحسان ضيوف الرحمن وممثلي بعثات الحج، وفيما يلي نص الحوار: «قطار المشاعر» نقل الحجاج بشكل سريع وب«تفويج منظم» وب«طاقة استيعابية كبيرة» خطة النجاح * ماهي الخطة التي اعتمدت عليها الوزارة في نجاح حج هذا العام؟ - تم التركيز على إدارة وتشغيل المشروعات التطويرية، منها ما تم الانتهاء منه خلال هذه العام، وبعضها تم تنفيذه على مراحل خلال السنوات القريبة الماضية، ومن هذه المشروعات المنشأة الحديثة لجسر الجمرات، وقطار المشاعر، والمجازر الآلية للهدي والأضاحي، ومشروعات الإصحاح البيئي، وكذلك مشروعات تصريف السيول وإنشاء السدود، إلى جانب مشروعات إنشاء خزانات المياه لسقيا الحجيج، ومشروع إضافة (36) ألف دورة مياه في المشاعر. قطار المشاعر سهّل حركة نقل الحجاج وخفف من زحام السيارات 4 مليارات ريال * ماذا عن تطوير منشأة رمي الجمرات؟ - مشروع تطوير منشأة رمي الجمرات يعد أحد أهم المشروعات الحديثة التي قدمتها الوزارة، والمشروع بما تضمنه من خطط تطوير استطاع أن يحقق طموح المسؤولين في الدولة والمتمثلة في تمكين أكبر قدر من الحجاج من تأدية هذا النسك دون حوادث تذكر، كما أنه من وجهة نظري ثمرة جهود عدد من الجهات كان لها شرف المشاركة في تصميم هذا المشروع بوضعه الحالي الجديد، وقد استمرت فترة دراسات المشروع أكثر من أربعة أعوام، انتهت بالموافقة على المشروع وترسيته والمباشرة بتنفيذه في نهاية ربيع الآخر من عام 1426ه، حيث بلغت مدة التنفيذ أربعة أعوام وثمانية أشهر انتهت بموسم حج 1430ه بتكلفة بلغت 4 مليارات ريال. إنشاء عدد من الخزانات بغرض تغذية الشبكات ودورات المياه في «منى» و«مزدلفة» مشروع متكامل * هل بالإمكان أن تحدثنا عن مكونات المشروع، وما هي التقنيات الحديثة التي استخدمت في تنفيذه حتى أصبح بهذا الشكل الجديد؟ - المشروع يتكون من دور سفلي يتم استعماله لتجميع ونقل الحصى والمخلفات من مختلف أدوار الجسر ونقلها خارج منطقة الجمرات عبر الأنفاق المحيطة به، ويتم تهيئة الدور السفلي للقيام بعمليات الاخلاء عبر مصاعد متصلة بالأدوار العلوية، أما الدور الأرضي فيمكن الوصول إليه من مختلف الجهات ويستعمل للرمي، مع تعديل الأحواض به لتكون بالشكل البيضاوي بطول (40م) وعرض أقصى يبلغ (14م)، أما الدور الأول فيتم الدخول إليه من جهة منى عبر منحدرين يواجهان طريق المشاة الشمالي وطريق المشاة الجنوبي، مع إمكانية جيدة لرؤية الدور الارضي، وبالنسبة للدور الثاني فيتم الدخول اليه من جهة مكةالمكرمة عبر منحدرين الأول شمالي والثاني جنوبي، أما الدور الثالث يتم الوصول إليه من جهة منى عبر منحدر يبدأ من جهة طريق الملك فهد وبواسطة خمسة مبان تضم «سلالم متحركة» وسلالم عادية، والدور الرابع ويتم الوصول إليه من جهة الجنوب عبر منحدر من ربوة الخيف على شارع الملك عبدالعزيز، كما يتضمن المشروع إنشاء أبراج الخدمات ،اثنان منها بها مهابط للطائرات العمودية، وتصل هذه الأبراج حتى الدور السفلي وتتضمن مكاتب لمختلف الجهات المعنية بالحج ومصاعد وسلالم. د.حبيب زين العابدين برنامج التفويج * لقد نجح برنامج التفويج للجمرات، وكان له أثر في تنظيم الحجاج وبالتالي انعدام الحوادث، ما هي أبرز ملامح هذا البرنامج؟ - خطة عمل البرنامج لعام 1432ه اعتمدت على ضبط مجموعات الخدمة الميدانية التابعة لمؤسسات الطوافة وشركات ومؤسسات حجاج الداخل من جانب التوعية والتفويج، إلى جانب جاهزية أدوات التوعية من الفيلم التوعوي والمنشورات المختلفة، وجاهزية أدوات التفويج من خلال توفر الجداول الزمنية والمرشدين وحملة الرايات، إضافةً إلى توفر معلومات المسار للذهاب والعودة، كما أن البرنامج اعتمد على الرقابة والتي تبدأ اعتباراً من مساء يوم التاسع من شهر ذي الحجة، عبر (13) مدخلا، وهي كامل المداخل المؤدية إلى منشأة الجمرات، يتم فيها وعلى مدار (24) ساعة يومياً من مساء يوم 09/12/1432ه و حتى نهاية يوم 13/12/1432ه رصد كافة الأفواج الحاملة للراية والمارة بنقاط الرقابة والتابعين لمؤسسات الطوافة وشركات ومؤسسات حجاج الداخل. جوانب فنية * عملية التطوير لمنشأة الجمرات شملت خلال هذا العام ربط «شارع الرابطة» بالجسر، وهو ما يعد أحد الإنجازات التي تضاف إلى عملية التطوير، نود معرفة الهدف من هذا الربط والفوائد التي حققها؟ - هناك جوانب فنية تم أخذها في الاعتبار، منها مشروع ربط «شارع الرابطة» و»درج ربوة الحضارم» بالمنحدر الجنوبي، للوصول إلى الدور الثاني للمنشأة، وقد كانت مدة المشروع خمسة أشهر بقيمة بلغت (15) مليون ريال، وقد بدأ المشروع في 13/6/1432ه، ويهدف إلى إنشاء سلالم ثابتة ومتحركة ومعبر علوي فوق شارع الرابطة؛ لانتقال المشاة بين «شارع الرابطة» و»المنحدر الجنوبي» للدخول إلى الدور الثاني، بالإضافة إلى إنشاء منحدر لربط «درج ربوة الحضارم» ب»المنحدر الجنوبي»، للدخول إلى الدور الثاني؛ وذلك لتسهيل وصول الحجاج إلى جسر الجمرات وتخفيف الزحام على الدور الأرضي والأول. مياه وسدود * تضمنت خطة الوزارة التطويرية في المشاعر المقدسة تنفيذ عدد من المشروعات الهامة الأخرى خصوصاً في مجال صحة البيئة، ما هي أبرز هذه المشروعات؟ - أنشأت الوزارة خلال العام الماضي (36) ألف دورة مياه جديدة، بقيمة بلغت (650) مليون ريال، بغرض خدمة الحجاج في المشاعر المقدسة، كما تم إنشاء عدد من خزانات المياه وإقامة عدد من السدود بمنطقة المشاعر المقدسة، بغرض تدعيم مشعري «منى» و»مزدلفة» بعدد من الخزانات؛ لتغذية شبكات المياه ودورات المياه باحتياجاتها من المياه خلال موسم الحج، إلى جانب إنشاء ثلاثة سدود لحجز المياه المتجمعة من خلال القنوات الجبلية وتحويلها إلى الأنفاق لصرفها خارج مشعر منى، وقد تم تحديد مواقع هذه السدود في أكثر المناطق تعرضاً لشدة سقوط الأمطار، حيث تم اقامة السد رقم (1) في منطقة «مجر الكبش» والسد رقم (2) ب»منطقة جسر الملك خالد» والسد رقم (3) في «منطقة الشعيب الغربي». مشروع القطار * حدثنا عن مشروع قطار المشاعر؟ - يُعد من أهم المشروعات نظراً لما حققه من فوائد عدة، منها تسهيل حركة النقل وتخفيف حدة زحام السيارات، كما يهدف إلى نقل الحجاج بشكل سريع وتفويج منظم وبطاقة استيعابية كبيرة ما بين «عرفات» و»مزدلفة» و»منى»، ويقع المشروع في منطقة المشاعر المقدسة في الجزء الجنوبي منها، ويبلغ طول الخط حوالي (20كم) بمسارين مرتفعين عن الأرض، بحيث تُخلى الشوارع من المركبات للإفادة منها عبر سيارات الطوارئ والخدمات، وقد أسهم هذا الخط في سحب حوالي (30) ألف سيارة من شبكة الطرق داخل المشاعر، وهي السيارات التي يستخدمها حجاج الداخل من مواطنين ومقيمين، بالإضافة إلى حجاج الخليج وحجاج البر من الخارج، مما ساعد في تخفيف الضغط بشكل كبير على شبكة الطرق، بل وحل مشكلة النقل وازدحام السيارات، كما أن الطاقة الاستيعابية للقطار بلغت (72) ألف حاج في الساعة؛ لمواجهة الطلب على النقل في النفرة من «عرفات» إلى «مزدلفة»، ومن «مزدلفة» إلى «منى»، حيث تم نقل حوالي نصف مليون حاج خلال (6) ساعات، وهي تعد أعلى طاقة استيعابية في العالم. سكة المسار * هناك جوانب فنية وهندسية تمت مراعاتها في تنفيذ المشروع، نود توضيحها؟ - الجوانب الفنية أو مكونات المشروع، اشتملت على عدد من العناصر الهامة وهي تشمل سكة مسار القطار، وتضم المسار والمحطات ومحطة تخزين وصيانة القطارات، وبالنسبة للمسار فإنه مزدوج بطول حوالي (20 كم)، يبدأ من منطقة التخزين شرق عرفات، وينتهي بمحطة الجمرات على طريق الملك عبدالعزيز جنوب منشأة الجمرات الحديثة بمحاذاة الدور الرابع، منها (18.5كم) على جسر علوي، كما أن المسار والمحطات مرتفعة عن الأرض وهو محمول على أعمدة أحادية وسط الشارع، عدا بعض المناطق التي تستقر على مرتفعات في أجزاء من «منى» و»مزدلفة»، ويبلغ عدد الأعمدة في المشروع حوالي (1500) عمود، وقد تم استخدام حوالي (500) ألف متر مكعب من الخرسانة في المشروع، إضافةً الى حوالي (52.500) طن من الحديد المسلح في الجسور، كما تم في إطار المشروع تنفيذ (10) تقاطعات خاصة عند الطرق الرئيسية بفتحات بعرض (50 – 70م)، لضمان إنسيابية الطرق القائمة، أما بالنسبة للمحطات فإن عددها يبلغ (9) محطات موزعة على3 محطات في «عرفات» ومثلها في «مزدلفة» ومثلها أيضاً في «منى»، وقد تم تصميم رصيف المحطة بحيث يشتمل على ثلاثة مناطق انتظار، منطقتي انتظار يفصل بينهما «باب أوتوماتيكي»، ومنطقة أخرى من الجهة المقابلة، إلى جانب منطقة انتظار أخرى أسفل المحطة؛ للمساهمة في تنظيم عملية تدفق وتفويج الحجاج، ويبلغ طول المحطة (300م) تقريباً، وملحق بها مبنى الإدارة والتقنية في نهاية الرصيف، مما يجعل إجمالي الطول حوالي (350م)، ومتوسط عرض المحطات (36م). المستهدفين من النقل * بالرغم من هذه الإمكانات والتقنية المستخدمة في التشغيل، إلاّ أنكم وضعتم خطة للتفويج بالقطار، ما سبب ذلك؟ - خطة التفويج قصدنا بها الحجاج المستهدفين للنقل بالقطار لرحلة الحج الكاملة من التصعيد وحتى الانتهاء من الحج، وهم حجاج الداخل من مواطنين ومقيمين، إضافةً إلى حجاج الخليج وحجاج البر وحجاج بعض الدول العربية وجنوب آسيا، إلى جانب استخدام القطار في نقل الحجاج الراغبين أيام التشريق إلى المستوى الخامس من وإلى الجمرات، وبالنسبة لشراء التذاكر لرحلة الحج الكاملة وكذلك لأيام التشريق، فإنها تمت بشكل مسبق قبل بدء موسم الحج لتنظيم مواعيد الرحلات، وبلغ عدد القطارات التي تعمل على الخط (20) قطارا، كل قطار يسحب (12) عربة بطول (300م)، وتتسع كل عربة ل (250) حاجا على الأقل، بحيث ينقل القطار الواحد ما لا يقل عن ثلاثة آلاف حاج، وقد تم تشغيل القطار في حج هذا العام 1432ه بنسبة (100%)، حيث تم نقل حوالي (500) ألف حاج من الحجاج المستهدفين في رحلة الحج الكاملة، ومن عرفات إلى مزدلفة خلال (6) ساعات، إضافةً إلى نقل حوالي مليون حاج في أيام التشريق، أما خطة التشغيل فقد وضعنا خلالها نظاما دقيقا لتفويج الحجاج لضمان سلامتهم، وعملنا على تنظيم خدمة النقل بالقطار بما يتناسب مع أوقات الاستخدام، حيث تم النقل في أوقات الذروة -التصعيد والنفرة- بنظام مجموعات من ثلاث محطات مغادرة إلى ثلاث محطات وصول، أما في باقي الأوقات فقد تم العمل بنظام المترو العادي -التوقف في كل المحطات-، وأيضاً تم العمل بنظام التفويج، والتحكم بالحشود على غرار ما تم في منشأة الجمرات الحديثة، واستخدام العد الالكتروني للداخلين والخارجين من المحطات، وتمت عملية المراقبة لكل عمليات التشغيل بالكاميرات الحاسوبية الحرارية.