هل المنطقة العربية مرشحة لأدوار عنف جديدة تقودها إيران وسورية وحزب الله في لبنان ؟ المؤشرات كثيرة، فقد أصبح من يزور البلدان الثلاثة عرضةً للاختطاف وتهم التجسس والمؤامرات، مثلما حدث لمراسليْ محطات الفضاء الكويتية المعتقلين في إيران بهذه التهمة.. قد يصبح لبنان المتضرر الأكبر لو تم اعتقال أو قتل أي سائح كهدف انتقام من دولة خليجية أو عربية أخرى تضامنت مع الشعب السوري، ودانت أعمال طهران بإرسال خلايا التخريب لهذه الغاية.. الرادع مفقود في هذه الدول، وخاصة سورية، التي تشعر أن السلطة تغرق بدماء شعبها، وحزب الله يريد فتح جبهات للتخفيف عنها، وقد تنضم فئات من العراق تأتمر بتعليمات إيران لأنْ تكون قنطرة مساعدة لذات الغاية، ولعل رابط هذه السلسلة هو دمشق التي ظلت تقود تياراً مضاداً لأي هدف عربي، وبالتالي صار إسقاط النظام هدفاً قومياً لا قطرياً أو إقليمياً لأن نوايا الحكم انكشفت وأصبحت المتلاعب، بالنيابة عن إيران، في لبنان من خلال حزب الله، وحماس، وحتى العراق المتعاطف الآن مع دمشق من خلال الروابط الطائفية، هو من تعرض لتدريب وتهريب عناصر الإرهاب بدءاً من الزرقاوي، وإلى آخر عنصر متغلغل في الصلب العراقي من قبل دمشق.. الرؤية ترشح المنطقة لموجات إرهاب تقودها، هذه المرة دول وأحزاب طائفية، أي أن ميلاد (قاعدة) شيعية محتمل تماماً، لكن مثل هذه التطورات لو حدثت، فإن الأمور ستخرج من إطارها المستهدف إلى بُعد عالمي، لأن الإرهاب أياً كان منشؤه فهو سيصبح أداة مفتوحة على كل هدف.. البلدان الأربعة تتصاعد داخلها أزمات تختلف نسبة كل منها عن الأخرى، وحتى تخفف الضغوط، تحاول نقل أمراضها للخارج، غير أن الإجماع العالمي الذي دخل مرحلة الحرب على المنظمات والخلايا النائمة واليقظة بدءاً من أفغانستان وباكستان، ومروراً باليمن والصومال والعراق يريد حسم القضية التي باتت لعبة اليائسين تجاه أنظمة مستقرة، وتريد الاستمرار في بناء مؤسساتها وتنميتها.. اكتشاف أكثر من مؤامرة تدار بواسطة تلك الدول، وأغلبها في الأيام الماضية جاء من المصدر الإيراني، تعد رسائل تحذير، ولكنها بداية مواجهة مع المجتمع الدولي الذي لم يعد يسمح بأن يكون رهينة بيد قطاع من البشر خارج عن القيم والتقاليد والنظم الكونية، وإيران إذا كانت تعتقد أن باستطاعتها تمرير أفعال تدار بواسطة منظمات خارجة عن القانون، فهي الخاسر الأكبر، لأن المواجهة لم تعد بين دولة وأخرى، بل مع العالم بأسره، وقد كان الاتحاد السوفياتي بكبرياء قوته، هو من مدّ وساند «بادرماينهوف» وغيرها لأنْ تكون جزءاً من أسلحته، ولكنه سقط ومعه كل عوامل قوته السرية والعلنية..