كم مرة قلت لكم هذا الكلام ولكن يبدو انكم ما ودكم تسوون شي؟ نسمع مثل هذه العبارة على المستوى الشخصي وقد يكون أبا يخاطب اولاده او شخصا يخاطب ربعه وشلته، وفي قاعة الاجتماعات بالعمل فهذه العبارة تكون؛ لقد طرحنا هذا الموضوع للنقاش منذ فترة ولكن لم يتم شيء حتى الان؟ اما في اقسام التسويق والمبيعات فيقولون كم مرة اعلنا وارسلنا رسائل بالجوال ولكن يبدو ان الناس ما يفهمون والدليل ان عدد العملاء لم يزد بالشكل المطلوب؟ والعبارة الاخيرة هي موضوع حديثنا. كثيرا ما نسمع عدم تجاوب الناس مع الرسائل التسويقية او عدم تجاوبهم مع رجال البيع الذي يقومون بزيارات ميدانية لهم وتدور الشكوى حول هذه الظاهرة في مجالات الاعمال المختلفة بشكل عام فليس قطاع باحسن حال من الاخر. وسنحاول الوقوف مع احد اسباب عدم التجاوب هذا. مع زحمة الاعمال وكثرة المشاغل تجد انك لا تذكر ماذا قال لك زميلك او صديقك عندما قابلته بالامس بل انك احيانا تنسى ما قلته انت له، والسبب ببساطة ان ما قلته او سمعته كلام يطير به الهواء فانت لم تسجل ما سمعت او ما تحدثت به باي شكل من الاشكال وبالتالي اعتمدت على ذاكرتك لاسترجاع ما سمعته، وهيهات هيهات ان تتذكره كل ما هو مهم فما بالك بما هو ليس مهما. وكثير من الناس يصنف الرسائل التسويقية التي يسمعها خلال اليوم ب غير مهم، وهنا مربط الفرس، وبالتالي فان هناك احتمالا كبيرا انه لم يسمعها جيدا اثناء بثها على مسامعه، اما ان يتذكرها فهذا شان اخر. ولذلك نسمع احيانا عبارة (هاه وش قلت) بعد الانتهاء من الحديث الشخصي (لاحظ الشخصي) مع احد افراد الاسرة او احد زملاء العمل او عامة الناس عندما ننهي الحديث معهم عن موضوع يصنفونه ب غير مهم. وان كان تشخيص المشكلة هذا هو جزء كبير من الحل لانه اذا عرف السبب بطل العجب؛ الا ان هناك من الاسباب التي تساعد على حل هذه المشكلة ومنها، اولا: محاولة ربط العبارة المرسلة بشيء ملموس ومن ذلك كتابتها على غلاف المنتج او داخل الفروع او على مركبات المنشاة وغيرها مما يحث على تكرارها وقربها من المتلقي في اوقات واماكن مختلفة؛ ثانيا: استخدام عبارة قصيرة يسهل تذكرها فكلما كانت العبارة طويلة شتت ذهن المتلقي، ثالثا: ان تكون مكتوبة بلغة بسيطة ولكنها غير عامية لان صعوبة التركيب او المفردات يجعل تذكرها صعبا؛ رابعا: استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنقل الرسائل التسويقية وتكرارها مع توظيفها بشكل يتناسب مع المتلقين ويحقق رغباتهم واحتياجاتهم، واخيرا وضع هذه الرسالة في اكبر عدد ممكن من المواقع المختلفة والمتنوعة ذات العلاقة بطبيعة عمل المنشاة مما يؤدي الى ارتباط هذه العبارة بالمكان وبالتالي بالمنشأة وبمنتجاتها وبخدماتها. وكل هذه الاسباب تركز على جانب مهم وهو محاولة تثبيت العبارات التي نرسلها في اذهان المتلقين ولاطول فترة ممكنة. تبقى هذه المشكلة واقعا ملمومسا وطبيعة بشرية لا يمكن تجاهلها فلن تستطيع ان تجبر الناس ان يكونوا عملاء لك او ان يشتروا منتجاتك او خدماتك بمجرد انك ارسلت لهم رسالة ولكن استراتيجيتك التسويقية يمكن ان تحسن من اداء رسالتك بشكل يجعلها تعلق في اذهان المتلقين لفترة اطول مما يكون لها تاثير عند قرارهم الشرائي مع ربطها بعناصر التسويق الاخرى التي تعزز من مصداقيتها وفعاليتها. * إدارة إستراتيجية وتسويق كلية إدارة الأعمال – جامعة الملك سعود