أكد مخرج الفيلم السعودي «مونوبولي»، الذي لقي رواجاً كبيراً بعد بثه عبر شبكة الإنترنت قبل يومين، بأن اختيار الاسم كان «متعمداً لأن الكلمة تعني الاحتكار». وذكر بدر الحمود، في برنامج نشرة الرابعة على قناة العربية يوم أمس، أنه استشار الاقتصاديين قبل تصوير الفيلم «بقصد التحقق من صحة المعلومات التي توصلنا إليها». كما نفى أن تكون هناك أية مبالغة ، مشدداً على «أن المبالغة إن حدثت فلن تكون مستغربة كونها من طبيعة الكوميديا السوداء التي تهدف لإيصال الفكرة بشكل مضحك وساخر مع الاعتماد على تصوير الواقع المقصود». وبخصوص التكاليف المادية المتعلقة بالفيلم، قال الحمود: «من المفاجئ أن أقول إن الفيلم لم يكلف شيئاً بحكم أن الممثلين كانوا متطوعين وحرصوا من خلال مشاركتهم على تقديم تجاربهم الشخصية». وحقق الفيلم نسبة مشاهدة عالية لتتجاوز أعداد متابعيه حاجز ال666 ألف مشاهد حتى ظهر يوم أمس، إذ أصبح الفيلم حديث المجتمع بحكم مناقشته لواحدة من أبرز القضايا التي تشغل السعوديين. «الحياة» التقت كاتب سيناريو الفيلم، ومساعد المخرج عبدالمجيد الكناني، الذي أبدى سعادته بالتفاعل إذ قال: «رد فعل المتلقين أشعرتني بسعادة بالغة كوننا كفريق استطعنا ملامسة قضية تشغل الناس، وأتمنى أن يصل الفيلم للمسؤولين ليتفاعلوا مع القضية بشكل رائع وواعي، وبالتالي يتم النظر في المشكلة بشكل جدي». وحول فكرة العمل، قال: «الفكرة كانت متداولة قبل حوالى عام من الآن، لكن العمل الفعلي عليها لم ينطلق إلا قبل سنة وأشهر»، موضحاً بأن تسيير الفيلم على نمط الكوميديا السوداء كانت فكرته منذ البداية «كانت هدفاً من أهدافي، كوني مؤمن أن الكوميديا أصعب الفنون وأرقاها لذلك أعمد على هذا الأسلوب سواء في المسرح أو السينما، وأولينا اهتماماً شديداً بجمالية الصورة كما حرصنا على الإبداع في إيصالها للجمهور، وكانت هذه مهمة الحمود في المقام الأول». لكن هذا النجاح لا يقلق الكناني، على رغم أنه يأتي بعد نجاح فيلمهم السابق التطوع الأخير، إذ يعلق: «بكل تأكيد أن ذلك وضعنا أمام تحد كبير وصعب، لكن الفن بحر لا ينضب وبإذن الله سنستطيع أن نغرف من هذا البحر ما يليق ونقدم أعمالنا القادمة بكل صدق وجدية». أما الكاتب الاقتصادي عصام الزامل، والذي شارك في الفيلم لتقويم المشكلة، فيقول عن مشاركته: «اقترحت قبل مدة على بدر الحمود أفكاراً عامة بلا تفاصيل حول تصوير فيلم وثائقي تقليدي عن أزمة السكن واحتكار الأراضي، ولكنه فاجأني قبل أشهر بفكرة جديدة تحقق نفس الغرض، وهي فكرة الفيلم الوثائقي الكوميدي الممزوج ببعض المشاهد التوضيحية الجادة. وكانت الفكرة غريبة بالنسبة لي، بل أني قلت لبدر أن المزج قد يضر بالفيلم، لكن بدر كان واثقاً من نجاح الفكرة ونجاح المزج وفعلاً تم تصوير لقاء توضيحي معي وأضافه بدر للفيلم بأسلوب محكم وكان سبباً كبيراً في إيصال رسالة الفيلم بشكل كامل». فيما وصف الزامل ردود الفعل بالاستثنائية، كونها فاقت كل توقعاتهم، «شخصياً لم أشاهد مثيلاً لهذا التفاعل، فالفيلم تحول في وقت قصير لحديث الشارع». فيما أبدى الزامل تفاؤله بتجاوب المسؤولين «أنا واثق بأننا سنشاهد ردود فعل إيجابية منهم خلال الفترة القادمة». وعن لب المشكلة وهي أزمة الإسكان، وكيف سيكون حلها الأمثل، فقال: «لو تم حل مشكلة ارتفاع أسعار الأراضي فستحل مشكلة الإسكان بالكامل، وأية حلول أخرى لا تحل جوهر المشكلة وهو ارتفاع أسعار الأراضي لن يكون لها أية فائدة تذكر».