قبل فترة قريبة جمعتني مناسبة خاصة بالمهندس خالد الملحم مدير عام الخطوط الجوية مع ثلة من الكتاب ورجال الأعمال، وطبيعي أن تكون الخطوط الجوية وشؤونها وشجونها المحور الرئيسي أو الوحيد لحديث امتد إلى وقت متأخر من الليل.. ليست المرة الأولى التي أقابل فيها المهندس خالد ونتحدث عن الناقل الجوي الوطني، ولكنها المرة الأطول التي قلبنا فيها أوراق مؤسسته بكل تفاصيلها.. المهندس خالد شخصية مهذبة وعقلية متقدمة في فكرها الإداري والاقتصادي، وله رؤى تطويرية تدهشك حين تسمعها، ولكن يتملكك العجب العجاب كيف أنها لا تنعكس على أداء المؤسسة بعد الفترة التي قضاها في إدارتها، وهي حتى إن كانت قصيرة نسبيا إلا أنها كافية لظهور مؤشرات للتغيير نحو الأفضل.. لم ينكر المهندس خالد وجود المشاكل في مؤسسته، وتقبلنا منه بعض الأسباب التي يؤكد أنها خارج نطاق صلاحياته، لكن من الصعب جدا أن نستوعب أنه غير ممكن انتشال الخطوط من انحدارها المستمر في جوانب لا علاقة لها بالقرارات السيادية.. كلنا نشعر بحزن عميق على ما آلت إليه خطوطنا الجوية، ولا يمكن أن يجمع كل الناس على خطأ، أو أن يكونوا جميعا متقصدين للخطوط أو يحملون موقفا سلبيا تجاهها دون سبب منطقي.. ورغم تقديري للمهندس خالد كشخص وإعجابي بدماثته إلا أنه لابد من مصارحته أن الأمر أصبح لا يطاق أبدا، وقد قلت ذلك سابقا، بل وطالبته بالتنحي إن لم يكن بوسعه تقديم شيء لأن ذلك أفضل لتاريخه المهني. بيد أن المشكلة لا تتوقف عند الأداء السيئ للخطوط ولكن في إصرار بعض قياداتها على عدم الاعتراف به، ما يعني أنها ستنحدر من السيئ إلى الأسوأ، وهذا ما يلمسه كل الناس في كل خدمات الخطوط. وأقول كل خدماتها دون استثناء.. شيء غير منطقي أبدا أن يكون الناقل الجوي الوطني لدولة بمكانة المملكة وإمكاناتها بهذا المستوى المخجل والمتعب والمحزن.. لا يمكن أبدا أن تستمر معاناة الناس بسببها لا سيما والبدائل غير موجودة، ولا يمكن قبول الأعذار مهما كانت.. إذا لم يكن بوسع المسؤولين فيها إنقاذ ما يمكن إنقاذه فلا بد من تدخل الدولة بشكل فوري لرفع المعاناة عن الناس والحفاظ على سمعة الوطن. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة