هدوء يسود حركة البيع والشراء في السوق العقاري، هناك بعض التغيرات التي يشهدها السوق سعيا إلى تحريكه بعد الركود الذي شهده منذ أوائل العام الحالي ووصل إلى أوجه هذه الأيام، ومن يبرر بأننا مررنا بفترة صيف ورمضان وموسم حج فهذا كلام مستهلك، أهم ما يحدث حاليا توجه الكثير من ملاك المخططات والأراضي البيضاء إلى تطويرها وإيصال الخدمات إليها. وقد يكون هذا الركود مقدمة لتصحيح الأسعار التي شهدت أرقاما قياسية خلال السنوات الثلاث الماضية. واستقرار الأسعار وانخفاضها في كثير من المناطق واقع ملموس وليس مجرد تخمين، والحديث عن أسعار العقارات من أراضٍ ومبانٍ سكنية وتجارية يجب أن يخضع للمنطق بعيدا عن الأهواء والأماني والمصالح الشخصية. هذا الكلام يجد القبول والترحيب لدى المستفيد النهائي الذي عانى كثيرا ولا زال من تضخم الأسعار التي تجاوزت قدرته الشرائية، وأيضا يناسب العاملين في السوق من غير مالكي العقارات لأنه ينعش آمالهم بتحريك السوق من خلال البيع والشراء وبالتالي الفائدة المادية لهم. بينما لا يعجب معظم العقاريين والمستثمرين الذين يصرون ويؤكدون على أن الأسعار متجهة للارتفاع. الحقيقة لا يمكن حجبها بمجرد الأماني أو التضليل من قبل المستفيدين من تضخيم الأسعار، فبمجرد زيارة إلى أقرب مكتب عقاري أو زيارة كتابات العدل التي تكاد تكون خاوية من المراجعين يلحظ الركود الحاصل. هذا يعني أن مرحلة تصحيح الأسعار قد بدأت ويمكن أن تظهر بشكل واضح العام القادم. من جانب آخر قد يعتقد بعض الحالمين بتملك المسكن وهم شريحة كبيرة من المواطنين بأن الأسعار ستنخفض بنسب قوية وبسرعة وهذا غير صحيح، فطبيعة السوق العقاري تختلف عن غيرها وتحتاج إلى وقت لنزولها إذا كنا نتحدث عن التصحيح ووصول الأسعار إلى مستويات مقبولة. والسوق العقاري لا يمكن مقارنته بسوق الأسهم فأغلب ملاك الأراضي من تجار ومستثمرين وعقاريين لديهم القدرة على الانتظار والإبقاء على عقاراتهم في حال انخفاضها إلى أسعار قياسية والانتظار حتى تنتهي الدورة الاقتصادية للسوق العقاري والإبقاء عليها لسنوات حتى تشهد الانتعاش. الاستقرار في الأسعار سيكون للأحياء المطلوبة في المدن والتي تشهد ندرة في الأراضي وهي مكتملة الخدمات، بينما الانخفاض سيشمل الأراضي الخام والمباني القديمة في بعض الأحياء وسط المدن والمخططات الجديدة التي تقع في أطراف المدن والمخططات التي تقع خارج النطاق العمراني. عموما من لديه القدرة على التملك ويجد فرصة جيدة لشراء أرضٍ أو عقار جاهز في مكان مناسب فليغتنمها حتى لو كان متوقعا انخفاضها في المستقبل لأن الحاجة يجب أن تغلب الرغبة والأماني.