هو الحاضر على طول مسافات الوطن.. ومساحته الشاسعة.. ورفيق السفر والمسافر في مهمات الطوارئ.. ومصدر الاطمئنان حتى بعد كل «نقطة تفتيش» نتجاوزها.. والقريب من تفاصيل البلاغات التي ترد إليه.. والمسارع في تلبيتها والوصول إليها مهما كانت تحديات الطريق.. أمن الطرق..الجهاز المنفرد في حضور مسؤولياته على طول طرق واسعة ومتشعبة..وامتداد جغرافي بعيد، وتكوين مناطقي متعدد، ووعي أمني متزايد..هو الحاضر أمامنا في كل رحلة سفر نقطع فيها الأميال ولا نجد بعد الله سواه معيناً في أوقات الأحداث، والمنغصات.. تحقيق «الرياض» قريب من تفاصيل المهمة لجهاز أمن الطرق، وتحديداً في شمال المملكة، حيث كثرة أعداد المسافرين، والحجاج، والمعتمرين، وينقل بالصورة انفرادات الإنجاز، وسرعة التواجد في طريق أوله ليس مثل آخره. مهمات أمن الطرق في البداية عدّد «المقدم.سعد بن هليل الحربي» -قائد القوة الخاصة لأمن الطرق بمنطقة تبوك- مهام جهاز أمن الطرق، وقال:»إنّ من أهم المهام تلقي البلاغات وتمريرها للجهات ذات العلاقة لاتخاذ اللازم حيالها، وضبط الحالات الجنائية والنظامية على الطرق، وإعداد الخطط الأمنية في المناسبات والمواسم -ومنها مواسم الحج والعمرة والإجازات-، ووضع العديد من نقاط التهدئة والفرز للتأكد من سلامة إجراءاتهم»، مشيراً إلى أنّ أمن الطرق له العديد من المشاركات والفعاليات للتواصل مع المجتمع، وذلك بهدف التوعية التي يستخدم فيها رسائل الجوال والمطويات التي توزع في الحملات الأمنية التوعوية، إضافة إلى اللوحات الإرشادية الإلكترونية، كما أنه ينسق مع الجهات ذات العلاقة في رصد ملاحظات الطرق ومعالجتها مثل إدارة الطرق أو إدارة المرور. وأضاف أنّ التعامل مع مرتادي الطرق يعد ضمن التواصل مع المجتمع؛ فلذلك حرصت قوات أمن الطرق بعقد دورات لمنسوبيها محلياً وخارجياً لتطوير الأداء الميداني، والتعامل مع المرتادين، مشيراً إلى أنّ من ضمن دور أمن الطرق عمل الإحصائيات اللازمة وتحليلها لمعرفة الإيجابيات وتطويرها والسلبيات للتقليل منها، منوهاً بما يجده قطاع أمن الطرق من دعم وتوجيه من أمراء المناطق، مؤكداً على اهتمام قائد قوات أمن الطرق العميد «خالد بن نشاط القحطاني» في دعم القطاع بما يحتاجه من القوة البشرية والآلية وكافة التجهيزات، وتفقد سير الأعمال الإدارية والميدانية. أعمال ميدانية وخلال جولة «الرياض» ؛ للتعرف على أعمال أمن الطرق الميدانية، وتحديداً في منطقة تبوك -كنموذج لمناطق المملكة الأخرى في السياسات والقواعد والإجراءات-؛ رافقنا الملازم أول»سليمان الرشيدي» -مدير شعبة العمليات-، حيث انتقلنا في البداية إلى شعبة العمليات بمبنى القوة الخاصة لأمن الطرق بمنطقة تبوك، وأوضح لنا أنها شعبة متخصصة بتلقي البلاغات الواردة من قبل مرتادي الطرق، وهي مهيأة بكافة الأجهزة الحديثة التي تساعد على تحديد رقم المتصل ومكانه، ومن ثم يبدأ التعامل مع نوع البلاغ، حيث يتم التوجيه فوراً لأقرب دورية من الحدث على الطريق، كما أن من ضمن مهام الشعبة متابعة فرق الدورية على الطريق، ومعرفة التوقيت مابين تلقي البلاغ وتنفيذه بعد التوجيه، وذلك لضمان الوصول السريع لموقع الحدث. وعدّد «الرشيدي» أنواع البلاغات الوارده لشعبة العمليات، أبرزها بلاغات الحوادث المرورية، وطلبات المساعدة والخدمات، وبلاغات عن الحالات الجنائية والمخالفة للنظام، وكل البلاغات يتم التعامل معها بخصوصيتها ونوعها، فالبعض يتعامل معه رجال أمن الطرق بمفردهم ويتم تحويلها للجهات ذات العلاقة إن تطلب الأمر. توزيع المهام وأكمل «الملازم.الرشيدي» حديثه عن الأعمال الميدانية خلال انتقالنا في إحدى الدوريات الأمنية على أحد الطرق بمنطقة تبوك، وقال: «كل دورية أمنية مجهزة بالتقنيات الأمنية الحديثة التي يتم من خلالها توزيع أفراد الدوريات في مواقع محددة، حيث يعمل كل فرد بأداء مهمته بالمتابعة والسير على الطريق حسب الموقع والمكان المحددين؛ بهدف تأمين الطريق من النواحي الأمنية»، مؤكداً على أن كل دورية متابعة من خلال شعبة العمليات التي تعرف تحديد موقع أي دورية خلال تسلمها البلاغ، وذلك لضمان وصول رجل أمن الطرق لموقع الحادثة في أقرب وقت والتعامل معه ومعرفة هوية الأشخاص ذوي الحدث. جهود إنسانية وعرج «الرشيدي» على الأعمال الإنسانية التي يقدمها جهاز أمن الطرق خلال العمل الميداني، ومنها تقديم المساعدات العامة للمتعطلين، وتحديد الإتجاه الصحيح للمسافرين، إضافة إلى التنبيه بوجود الإبل السائبة أو أعمال الصيانة المفاجئة على الطرق. وعند وصولنا إحدى نقاط التفتيش الخاصة بأمن الطرق أوضح: «أن من أهداف النقاط التفتيشية سواء الثابتة أو نقاط التهدئة التنبيه بالالتزام بالسرعة المحددة، وكذلك التنبيه لوجود أي عوائق أمام المسافر، كما من أهدافها تقديم المساعدات الإرشادية خصوصا الحجاج للوصول للطرق المؤدية للمشاعر المقدسة». تقنية المعلومات وفي ختام الجولة أوضح الملازم «طلال العطوي» -مدير شعبة تقنية المعلومات- أنّ جهاز أمن الطرق يعد الآن من ضمن أحدث الأجهزة تعاملاً مع التقنية الحديثة، وذلك إيماناً بالدور الهام لأمن الطرق، وما نعيشه من نهضة تقنية معلوماتية، فهذا الجهاز يتعامل مع التقنيات الحديثة التي تسهل الوصول الفوري لهوية الأشخاص، والتأكد منها، إلى جانب توعية السائقين، حيث نتعامل مع رسائل الجوال التي تبث عبر الأبراج المحاذية للطرق، مشيراً إلى أن رساله جوال كافية للتنويه عن العوائق، وإرشاد قائد المركبة بما أمامه، وتنبيهه عن أجواء الطقس سواء كانت ممطرة أم ذات عوالق ترابية أو أنها مغلقة. دورية أمن الطرق تساعد أسرة على إصلاح عطب الإطار أحد رجال شعبة العمليات يتلقى بلاغاً للمساعدة الزميل الأحمري يرافق رجال أمن الطرق في جولة ميدانية رجلا أمن طرق يباشران تنفيذ أحد البلاغات الملازم الرشيدي يشرح مواقع الدوريات الأمنية وكيفية متابعتها ميدانياً الملازم العطوي متحدثاً عن إمكانات شعبة تقنية المعلومات