بين عيدكم مبارك .. وعظم الله أجركم ... كان هناك فاصل بسيط بين السيدات اللاتي حضرن صلاة عيد الأضحى المبارك وتبادلن التهاني وأحيانا التعازي في وفاة المغفور له بإذن الله الأمير سلطان بن عبدالعزيز ، حيث توافدت مئات السيدات من جنسيات مختلفة قبل السادسة صباحاً إلى الجوامع الكبيرة في الأحياء لأداء الصلاة مع أطفالهن الذين يحملون سلات الحلوى وأطباق التمور وامتلأت ساحات المساجد الداخلية والخارجية بالمصلين والمصليات حتى لم يعد هناك فرق بين داخل المسجد وخارجه يفترش المصلون والمصليات الشوارع من جهة الجامع لا يعزلهم عن ارض الشارع سوى سجادة الصلاة التي أتى بها أغلب المصلين تحسباً للزحام الذي لن يتيح للكثيرين فرصة الصلاة داخل الجامع .. وشوهدت المسنات برفقة بناتهن أو خادماتهن المسلمات والبعض على كراسيهن المتحركة فلم تمنعهن الإعاقة من مشاركة المسلمين فرحتهم بالعيد .. كما شوهد الصغار يوزعون الريالات والبعض الآخر الحلوى وهم سعيدون بمشاعر حب العطاء والمبادرة أم عبدالعزيز الأحمري على كرسيها المتحرك توزع على الصغار الحلوى وتبارك للجميع عيد الأضحى المبارك تقول " بصراحة تختلط علينا الفرحة بالحزن فلازلنا نعيش العزاء في أمير الإنسانية وفي نفس الوقت من السنة النبوية الشريفة أن نظهر الفرح في العيد .. رحم الله الأمير سلطان وحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله .. إنني أحرص في كل عام على أداء صلاة العيد مع بناتي وخادمتي المسلمة التي تفرح كثيرا بحضور الصلاة والسلام على مثيلاتها من نفس الجنسية وألتقي هنا بجيراني وبعض الأحباب وأرى الفرحة في عيون الصغار .." أما السيدة علويه عبدالله فتقول إنها تحب توزيع الريالات على الأطفال ليشعروا بطعم العيدية وتقول إن العيد الحقيقي لهؤلاء الصغار أما الكبار فعيدهم بالحج والدعاء وتبارك للجميع عيد الأضحى المبارك وتقول إنها تنتظر والديها أن يعودا من الحج ولن تشعر بالعيد قبل عودتهما ..." وتؤكد الشابة أفراح العتيبي على أهمية حضور صلاة العيد لما لها من تأثير كبير في النفوس المسلمة وتقول إنها سعيدة بوجود جاليات غير عربية مسلمة وتجدها فرصة لتطبيق المفاهيم والأسس الإسلامية في التعامل وتستطرد قائلة " بصراحة أراقب من بعيد علاقتنا بغيرنا من الجنسيات وأراها فرصة عظيمة لنرى على أرض الواقع تبادل المحبة ونختبر مشاعرنا الإسلامية الموحدة والتي يجب ان تزول بينها الفوارق مهما كبرت فهذه التي تصلي بجانبي من الجنسية الباكستانية وتلك اندونيسية والتي خلفي من هناك هندية ... وهكذا في جمع لا فرق بينهم ... لقد شعرت بمشاعر الحجاج رغم أنني لم أحج بعد .. شكراً لله على نعمة الإسلام .." وتعبر أم نهله العسيري عن مشاعرها وفرحتها وهي تدف عربة "الكرسي المتحرك"والدتها المسنة والتي أصيبت منذ شهور بمرض الزهايمر في حين لا تنسى حضورها إلى المسجد لمشاهدة جيرانها ومشاركة المسلمين صلاة العيد وتقول إنها في عيد الفطر الماضي وكذلك عيد الأضحى تحاول المجيء مع بناتها لصلاة العيد بدون جدتها خوفاً عليها ولكن هذه الجدة الطيبة تعي بعض ما يحصل حولها وما ان تشاهد الصغار يتهيأون لصلاة العيد حتى تصر على الذهاب معهم ... وتتقدم تلك الجدة لتعبر "للرياض" عن فرحتها بعيد الأضحى وترفع يديها تدعو الله أن يحفظ هذه الأمة وأن يديم على مملكتنا الأمن والأمان ..." حرصت على صلاة العيد رغم المرض الأطفال رافقوا أمهاتهم إلى المسجد