دمشق، نيقوسيا، عمان - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 11 مدنياً على الأقل قتلوا أمس بينهم تسعة في حمص برصاص قوات الأمن السورية في أول أيام عيد الأضحى. وكان 13 شخصاً قتلوا أول من أمس، غالبيتهم في حمص أيضاً. وعلى رغم العمليات العسكرية الجارية منذ أسابيع في حمص التي تحولت مركزاً للحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، شهد معظم أحياء المدينة تظاهرات كبيرة أمس. وقال المرصد «ارتفع إلى تسعة عدد الشهداء المدنيين من مدينة حمص الذين انضموا في أول أيام العيد إلى قافلة شهداء الثورة السورية». كما أعلن مقتل مدنيين اثنين برصاص قوات الأمن في مدينتي حماه وإدلب، شمال البلاد. وقالت التنسيقيات المحلية التي تتابع التظاهرات في سورية إن الجيش وقوات الأمن تدخلت أيضاً في زملكا وعربين في ريف دمشق. من جهة أخرى، أكد المرصد واتحاد التنسيقيات أن «على رغم التواجد الأمني الكثيف خرجت تظاهرة في الأحياء الجنوبية لمدينة بانياس تطالب بإسقاط النظام». وفي محافظة حماه خرجت تظاهرات حاشدة بعد صلاة عيد الأضحى تطالب بإسقاط النظام في مدينة حماه وطيبة الإمام وحلفايا واللطامنة والحماميات وكرناز وكفرنبودة وخطاب وصوران وكفرزيتا. أما في دمشق فخرجت تظاهرة حاشدة بعد صلاة العيد من جامع الدقر في حي كفر سوسة ولم تتمكن قوات الشرطة من قمعها قبل وصول التعزيزات الأمنية التي باشرت على الفور بإطلاق القنابل المسيلة للدموع وإطلاق الرصاص في الهواء واستخدام الهراوات. وقال المرصد إن ذلك «أدى إلى إصابة خمسة متظاهرين بجروح واعتقال أكثر من 30 متظاهراً»، مشيراً إلى أن «أجهزة الآمن شنت على الأثر حملة اعتقالات واسعة أسفرت عن اعتقال 43 شخصاً من الحي». وقالت الهيئة العامة للثورة السورية في بيان إن عشرة محتجين على الأقل أصيبوا في بلدة تلبيسة قرب حمص وفي الحارة بسهل حوران في الجنوب. وأوضحت الهيئة أن 50 محتجاً اعتقلوا بعد تظاهرة بكفر سوسة في دمشق. وانتشر الجنود في ضواح عدة بدمشق وطوقوا المساجد حتى لا تحتشد الجموع بعد صلاة العيد. إلى ذلك، أكد المرصد أن «معتقلي الرأي والتظاهر السلمي في السجون والمعتقلات السورية دخلوا في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجاً على عدم تنفيذ الوعود الكاذبة من السلطات السورية بالإفراج عنهم». وكان النظام السوري أعلن السبت إطلاق 553 شخصاً اعتقلوا في سياق قمع الحركة الاحتجاجية كخطوة أولى على طريق تطبيق الخطة العربية للخروج من الأزمة على رغم استمرار العمليات الأمنية الدامية. في موازاة ذلك، أعلنت الرابطة السورية لحقوق الإنسان أن أجهزة الأمن اعتقلت هذا الأسبوع عدداً من النساء بينهن محامية فيما اختفى مخرج سينمائي الخميس في دمشق. وأفادت الرابطة في بيان أن «أجهزة الأمن السورية قامت الخميس باعتقال المحامية أسماء الساسة (28 عاماً) من القصر العدلي في مدينة دمشق واقتادتها إلى جهة مجهولة»، مشيرة إلى أنه تم اعتقال 114 محامياً منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية. وتابعت الرابطة أن «المخرج السينمائي نضال حسن تعرض للاختفاء القسري (الخميس) ويساور عائلته وأصدقاءه شكوك قوية بأنه تعرض للاختطاف على يد عناصر أمنية سورية قامت باستهدافه نتيجة لنشاطه الداعم للثورة السورية». كما أشار البيان إلى أن أجهزة الأمن اعتقلت الجمعة في دمشق أربع فتيات هن باسمة مسعود وسمر بيرقدار ورزان عكاشة وراما العسعس في منطقة باب السريجة بدمشق «بعد محاولتهن إنقاذ أحد المتظاهرين الشباب من أيدي عناصر ميليشيات الأمن السوري (الشبيحة) أثناء تعرضه للضرب المبرح».