ثمة أسلوبان أساسيان للمنحوتات (الحفر والتشكيل).. فبالحفر يعالج الفنان خامته سواء كانت حجراً أو خشباً أو غيره عن طريق ازالة الأجزاء الزائدة منها.. فالصورة لديه موجودة داخل كتلة الخامة وهو يراها طيلة وقت العمل بعين خياله ودوره العمل على اظهارها واطلاقها من معقلها.. وأي خطأ يمكن أن يشوّه العمل. أما النحت بأسلوب التشكيل فهو عكس ذلك تماماً.. نرى المثال يبني ويضيف ليصل الى الشكل المطلوب عن طريق خامات مرنة.. لينة.. كالصلصال والشمع.. وخلال كل مراحل العمل يكون التمثال قابلاً للتعديل أو التغيير ولا يوجد هناك أي أخطاء جسيمة، لأن أي جزء يمكن ازالته وإعادة تشكيله، أي أنه يمكن للفكرة أن تتبلور أثناء العمل اذا لم يكن هناك سابق فكرة. يعد (أوغست رودان) 1840 - 1917م مفجر ثورة النحت،، وواعداً من أعظم النحاتين في تاريخ الفن الغربي بعد مايكل أنجلو، ودوناتيللو، وبرينيني.. استطاع (رودان) ان يضفي على تماثيله واقعية شديدة الإقناع، وعمله الضخم الأول (عصر البرونز) أثار اعتقاداً بأنه قد صبه على نموذج حي!!! كما نشاهد في هذا العمل وكيف توحي لك لمساته الواثقة بأن الشكل.. نابض بالحياة.. بدقة تشريحه وتفاصيله.