مع جزيل تفوقات حياة المرحوم الأمير سلطان بن عبدالعزيز بما تكاثر مما يفوق الخيال من تدافع مشاعر التعاطف والتواجد في «بنوة» الولاء لأب رعى شمولية هائلة ممن كان له فضل في تحسين حياتهم.. وتحسين حياتهم لا يتوقف بما عند «طبقة البساطة» في المعيشة اجتماعياً؛ وإنما في شمولية ما يعنيه الفرد المواطن من جماعية التعاطف الاجتماعي.. نرتفع إلى كل مستويات المجتمع ثم نتناول كثافة الحضور الدولي ومزايا المشاركة العزائية عربياً بما لم نجده قد حدث في وفاة زعامات دولية.. أقصد التعاطف من مختلف الفئات وبالحضور الدولي.. ماذا يعني هذا الواقع؟ إن سلطان - رحمه الله - رجل شارك بجزالة مع رجال تطور الدولة منذ تأسيسها في خلق واقع مشرف لمجتمع بدأ من عصر سادت فيه البداوة وضآلة وجود القرى.. ولدينا توثيق في مركز المعلومات ونشرنا شيئاً منه يوضح أن زوجة الملك عبدالعزيز وإحدى أخواته بعثتا له بخطاب تذكران فيه أن كمية القهوة الموجودة لا تكفي ليومين.. ولأخرى تؤكد ضآلة موجود التمر.. وأذكر شخصياً.. أن رجل خدمات في منزل والدة الملك فهد حصة بنت أحمد السديري قال لي بعد وفاتها إن الزمن القديم كان بالغ القسوة حيث عندما تشتري ملابس لأبنائها في مكة لا يتم التسديد للبائع إلاّ بعد أشهر يتوفر بعدها ما هو مطلوب.. إذاً فالتطور.. وتوظيف الثروة لم يكن خصوصية لحاكم ولا محدودية أشخاص وإنما كان هو وسائل نقل مجتمع معدوم التعليم آنذاك إلى مراحل تطوره الاجتماعية والاقتصادية والعلمية، ثم بشواهد العصر الآن بأنه أفضل بلد عربي في واقع مناحي ذلك التطور إضافة إلى حصانته العسكرية.. هذا الاختلاف عن أي بلد عربي آخر يجعلني أتأمل ما يتحدث به بعض مَنْ يسمون أنفسهم معارضين، وهم لا يتجاوزون أصابع اليد، كيف يتجاوزون هذه المقارنة وكيف يتحدث بعضهم في قنوات فضائية وبالذات في ال «بي. بي. سي» بما هو غير منطقي ولا موضوعي.. سيدة تمارس عداوة غير موضوعية، وآخر في لندن لم يترك أي فرصة كلام عبر الفضائيات أو غيرها إلا وتحدث وكأنه صاحب يقين مؤكد، وهو جاهل مركب حاول منذ بضع سنوات أن يفتعل وجود مظاهرات.. أن يدنس مفاهيم حقائق.. أن يروج أكاذيب.. لكنه لم يفلح.. لا يهمني استعراض مسيرة هؤلاء.. وإنما يهمني إيضاح حقيقتين.. الأولى: أن وجود أشخاص دون مستوى أصابع اليد ليسوا شيئاً بالنسبة لما يزيد على الثمانية عشر مليوناً.. الثانية: أريد من هؤلاء أن يسألوا أنفسهم.. ما هي مقارنتهم بين واقعهم وبين غيرهم من معارضي كثير من الدول العربية وهم بالآلاف، ومع ذلك لا يستطيعون إعلان آرائهم عبر أسمائهم لأن معظم الدول العربية - خارج الخليج - تفضل توجيه رصاصة واحدة إلى قلب أي إنسان يعرّض بدولته.. لابد أنهم سعداء لكنهم شتامون ضد دولة إنسانية لا تهبط بتصرفاتها إلى مستوى هبوط عقلياتهم..