تلقينا ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام (يرحمه الله) حيث فقدت المملكة واحداً من رجالاتها الخيّرين الذين تشرفوا بصحبة ملوك الدولة ، بدءاً من المؤسس الملك عبد العزيز (طيب الله ثراه) ، وانتهاء بمساهماته الكبيرة وانجازاته الحضارية العملاقة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز (حفظه الله) . وقد كان سموه الكريم (يرحمه الله) نموذجاً في التفاني والأمانة وحب الوطن، وكانت له بصمات يشهد بها الجميع في النهوض والارتقاء بمملكتنا الحبيبة، وكان الساعد الأمين والعضد القوي لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز (يحفظه الله). وإذا تحدثنا عن مآثره ومكارمه وانجازاته طيلة مسيرة حياته نجد أنها لا تعد ولا تحصى ويشهد بها القاصي والداني ، حيث يمثل سموه (يرحمه الله ) ركناً أساسياً من أركان النهضة الشاملة التي شهدتها المملكة .. وكان الفقيد رجلاً من أوفى الرجال، ومثالاً للوطنية الصادقة والأخلاق، حيث عمت أياديه البيضاء مختلف أرجاء المعمورة، وامتدت أعماله الخيّرة إلى خارج الوطن في كثير من مناطق العالم.. وكان (يرحمه الله) حامي حمى الوطن حيث شهدت وزارة الدفاع والطيران في عهده تطورات تكنولوجية وعلمية وفكر عسكري راقٍ كما كانت له مواقف حكيمة وعقلانية ، واستطاع بحنكته ورؤيته السديدة أن يجنب بلادنا الكثير من الأزمات والمخاطر وكانت ابتسامته التي لا تفارق محياه البلسم الشافي عندما يقابل المحتاجين فهو لم يرد سائلا أو محتاجا طيلة حياته حتى لُقب (بسلطان الخير). وختاماً نود التأكيد بأن غياب صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز (يرحمه الله) يمثل خسارة كبرى للأمتين العربية والإسلامية.. وأن سيرته الطيبة والعطرة ستبقى حية في قلوب كل من عرفه، كما ستبقى مآثره وأياديه البيضاء شواهد ناصعة على أعماله وسيرته.. وختاماً فإننا نتقدم بخالص العزاء وصادق الدعوات لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز (يحفظه الله) وللأسرة المالكة الكريمة، وللوطن العزيز، والشعب السعودي النبيل. سائلين الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. * محافظ الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة