وداعاً «سلطان الخير»..وداعاً تتردد من كل قلب تألم وحزن لفراقك..وداعاً من كل عين تكحلت برؤيتك وبكتك..وداعاً من كل روح ناجت ربها في ظهر الغيب دعوة لك..وداعاً من كل نفس مكلومة لفراقك..وداعاً من كل أرض وطأتها قدمك..وكل ركن شهد جولاتك وزياراتك..وداعاً..وداعاً..وداعاً..كلمة سيرددها الملايين اليوم وهم يودعون ولي العهد وعضيد الملك..إلى الرفيق الأعلى موجهين دعواتهم إلى الله أن يتغمده بواسع رحمته. سنفتقد «سلطان الإدارة» وبعد نظره وحكمته وإدارته..ولكن ستبقى أعماله وإنجازاته شاهدة على كل عمل قدمه ورسمه..ومهما غاب «سلطان» عن عيوننا ستبقى هذه الابتسامة الصادقة والجميلة.. وسيبقى أثرها ماثلاً ومؤثراً..ولكن ياسلطان الخير والعطاء عندما نودع جسدك الطاهر..ستبقى دائماً وأبداً في قلوبنا..وسيبقى خيرك نهراً جارياً عبر مؤسساتك ومشاريعك الخيرية والإنسانية.. تبرع بكل ما يملك ماعدا «بيوته الخاصة» لدعم أعمال مؤسسته الخيرية إنّ العالم اليوم والشعوب الخليجية والعربية والإسلامية..والشعب السعودي بشكل خاص وهم يودعون صاحب الأيادي البيضاء والأعمال الخيرية والإنسانية.. بالحزن والألم والدموع..لن تغيب عن ذاكرتهم الأعمال والإنجازات التي لا يمكن حصرها..مسيرة طويلة من العمل والمثابرة في خدمة الدين والوطن..مشروعات خيرية وإنسانية نشاهدها أمامنا بالعين ويستفيد الفقير والمحتاج من خيرها. إنّ الأعمال الخيرية والإنسانية التي قدمها الأمير سلطان لوطنه وأمته وللشعوب الشقيقة والصديقة؛ ستكون حاضرة في أذهان الملايين اليوم وهم يودعون ربان أعمال الخير والإنسانية وداعمها الأول..ولن تغيب كل هذه الأعمال عن مخيلة الجميع..وستبقى ماثلة أمام مرأى العالم بأكمله. سموه يرسل بالجوال أول رسالة تبرع لجمعية الأمير سلمان للإسكان الخيري يقول الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز في حديث سابق: (إن نظرة سمو ولي العهد للخير أكبر وأشمل بما فيها مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز الخيرية التي انبثقت منها المدينة الطبية، حيث إنّ «شركة باذل الخير» هي الوقف التي تجمع املاك سمو ولي العهد والتي تعمل بكل شفافية تامة، وهذه الشركة هي الوقف الذي يغذي مستقبلا المؤسسة إن شاء الله وليس الآن، وهذه الشركة الآن في مراحلها التنفيذية وتقوم بعمل العديد من المشاريع الاستثمارية كالاستثمار في الاراضي أو الاستثمار في المبالغ النقدية فيها ولله الحمد سائرة فيها وهي التي سوف تغذي المؤسسة مستقبلا خلال السنوات القليلة القادمة). إن هذه النظرة لسمو الأمير سلطان -رحمه الله- في دعم أعمال الخير لم تتوقف عند إنشاء مؤسسة فقط وإنما امتدت لإنشاء هذه الشركة لإدارة الأوقاف والأملاك الخاصة بسموه ماعدا بيوته ليصرف ريعها على أعمال المؤسسة الخيرية، فقد كانت نظرة سموه -رحمه الله- مستقبلية ولاتتوقف عند مرحلة التأسيس فقط فالعمل الخيري ينمو ويستمر إذا كان هناك مصادر تمده وتدعمه ليستمر نهراً جارياً لاينضب، إن هذه الرؤية العميقة للأمير سلطان -رحمه الله- تدل على حرصه على استمرار هذا الخير حتى بعد وفاته فهو لم ينظر لمرحلة آنية وإنما كانت نظرته بعيدة. الأمير سلطان يسلم وثيقة أحد المستفيدين من مشروع الإسكان الخيري في الخيوط بجنوب مكة إنّ هذا الريع الدائم الذي خصصه الأمير الراحل لاستمرار أعماله الخيرية سيجعل من فراقنا لسمو الأمير حسياً وجسدياً فقط..ولكن سيبقى حس أعماله نشاهده ونستفيد منه..ونفس إنسانيته يتنفس بيننا ليمنح الفقراء والمحتاجين والثكالى والأرامل والمعوزين روحاً ونفساً يمنع عنهم بإذن الله مآسي الأيام وتعب السنين. وكذلك يقول الأمير فيصل بن سلطان في حديث سابق: (إنّ باذل الخير شركة استثمارية هدفها استثمار الأصول المتبرع بها من قبل المؤسس سمو سيدي الأمير سلطان حيث وهب المؤسسة جميع أراضيه إضافة إلى أصول أخرى، وقد قامت لاستثمار وإيجاد القنوات الاستثمارية الأمثل لهذه الموارد ونحن نطمح إن شاء الله أن تقوم بتمويل الأعمال الخيرية للمؤسسة وتغطية كامل ميزانيتها). إن استثمار هذه الأصول الخاصة بالأمير في هذه الشركة الاستثمارية الرائدة التي ستكون سفينة خير وبحر عطاء لايتوقف بعد وفاة ربانها..فكم من عمل سيتم بناؤه وإنجازه من نتائج هذا الاستثمار الأمثل..إن الرجال العظماء لايغيبون عن الذاكرة والمشهد الحضاري واليومي بل يبقون حاضرين في المشهد اليومي وفي كل مناسبة..إن الأمير سلطان لن يغيب عنا وسيبقى حاضراً في كل مناسبة خيرية..وسيكون اسم الأمير من خلال مؤسسة سلطان الخيرية متواجداً في كل محفل كان يتواجد فيه سابقاً. ..ويستجيب لاحتياجات الأرامل