"سلطان الخير"..و"سلمان الوفاء"..توأمان فرقهما الموت..وجمعهما حب الخير..والجود والعطاء.."الخير والوفاء" كلمات وعبارات وأوصاف تكررت كثيراً على الألسنة..وارتبطت باسمين عزيزين وغاليين على أبناء هذا الوطن..سلطان بن عبدالعزيز..-رحمه الله- "سلطان الخير" أو "الخير سلطان"..كلمات تصف أميراً عاش شهماً وعظيماً وكريماً ومعطاءً..ولن يمنحه هذا الوصف كامل حقه من المكانة والتقدير الذي يجده في قلوب كافة أفراد الشعب السعودي.. والشعوب العربية والإسلامية والصديقة..لقد كانت الأعمال الخيرية والإنسانية التي يقدمها الأمير سلطان لأمته ووطنه وشعبه خير مثال على ما يكنه لمجتمعه والمجتمعات الإسلامية من حب وتقدير مرسوم على طباعه وصفاته، وكانت ابتسامته لا تفارقه في كل عمل يقدمه أو منجز يفتتحه. وفي ذات الأمر أصبح وصف "سلمان الوفاء" متلازماً مع أمير الرياض وأمير الوفاء..ومهما أطلق وأسبغ عليه من أوصاف فلن تمنحه هذه الأوصاف جُلّ حقه ومكانته..فقد كان وفياً مع إخوانه الملوك والأمراء وكافة عائلته وأسرته..وكان وفياً لوطنه بوقفاته وأعماله الخيرية..ولذلك كان وفياً وصادقاً في الوقوف مع شقيقه الراحل في رحلاته العلاجية..أو حديثه عنه..يقول الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض عن شخصية الأمير سلطان -رحمه الله- وحضوره في مجال الأعمال الخيرية والإنسانية: "إن الأمير سلطان بطبعه منذ خلق، وهو مؤسسة خيرية بذاته، وصاحب خير، ويسعى للخير، وكل مكان يكون فيه لا بد أن يكون له فيه عمل خير، فسلطان بحق هو مؤسسة خيرية قائمة بذاتها". وحينما يتحدث رجل بقامة الأمير سلمان عن سلطان الخير فهو القريب منه دائما ويعلم أن الأعمال الخيرية التي يقدمها الأمير الراحل -رحمه الله- كانت سعادته وفرحه..فكان قمة في العطاء والجود حتى أصبح الخير وسلطان توأمين لايفترقان..والأمير سلمان خلال هذه المسيرة الطويلة من الأخوة الصادقة والقرب بشكل مستمر من شقيقه سلطان..كان يجد في الأمير سلطان خير مثال يحتذى في الجود والكرم والعطاء..فكانت هذه الأوصاف ماثلة في شخص الأمير سلمان وكانت منهجه وخير معين له في حياته..فقد كان من عظيم إعجابه بتلك المعاني العظيمة أن أصبحت هذه الصفات لا تفارق كل حديث للأمير سلمان يكون الأمير سلطان حاضراً فيه..سواء كان في مناسبات عامة أو محافل خاصة..أو مقالات مكتوبة. وفي حديث للأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، رمز الوفاء الذي صحب سمو ولي العهد في رحلة العلاج في مجلة "إمارة" التي أصدرتها إمارة منطقة الرياض، يقول سموه: "ليس من اليسير الحديث عن سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، فالإنسان مهما بلغ من القرب من سموه فلن يحيط بجوانب حياته المتعددة والمتشعبة سواء منها جهوده في خدمة هذا البلد العزيز أو ما يقدمه في مجالات الخير المختلفة المعلن منه والخفي حتى استحق عن جدارة لقب سلطان الخير". الأمير سلطان تبرع بثلاثين مليون ريال لصالح جمعية مكافحة السرطان ويواصل الأمير سلمان وصف أخيه ولي العهد -رحمه الله- بكل شفافية من خلال صحبته له في رحلته العلاجية بقوله: "وخلال الأشهر الماضية كان لي شرف مرافقة سموه أثناء رحلته العلاجية التي امتدت لأكثر من عام، فما رأيت منه جزعاً أو خوفاً أو تردداً، وإنما كانت الابتسامة لا تفارقه واليقين بحكمة رب العالمين ولطفه لا يغيب عن باله، وكان مؤمناً أشد الايمان بأن ما يقدره الله على الإنسان من أمور إذا ما تقبلها الإنسان بالرضا والشكر تنقلب إلى منحة من رب العالمين يؤجر عليها الإنسان في دنياه وآخرته". ولا يود الأمير سلمان أن يتحدث عما هو غير معلن من أعمال الخير لأخيه ولي العهد، ولكنه يطرح رؤية سمو ولي العهد -رحمه الله- القائمة على أن الإنسان إذا لم يقدم الخير ويسعى لإسعاد الآخرين بماله وجاهه فإن ما يملكه من مال لن يسعده وإنما هو مجرد حارس له، وهذه نظرة صائبة وتنم عن يقين وسعي ودأب على عمل الخير قل أن يوجد لدى إنسان إلا ويفتح الله عليه أبواب الرزق والسعادة والخير في الدنيا والآخرة. إنّ هذه الرؤية التي لخصها الأمير سلمان للواقع الذي عايشه عن قرب للأمير سلطان -رحمه الله-..تؤصل على أنّ حب الخير متعمق في جذور هذه الأسرة المباركة..فهذه العلاقة الأخوية والإنسانية انعكست بدورها إيجاباً على الأمير سلمان الذي كان ولايزال مهتماً وحريصاً على كل الأعمال الخيرية ودعمها بكل الوسائل الممكنة..فوفاؤه المطلق لإخوانه الملوك والأمراء؛ أثر بشكل مباشر على علاقته بالوطن والمواطنين..فحب العمل الخيري والإنساني ينبع من صفة الوفاء. فأمير الرياض استطاع أن ينجز للجمعيات الخيرية الكثير من المكاسب، ويحتضن في منطقة الرياض العديد من الجمعيات الخيرية المختلفة، ولا مقارنة في عدد ومتانة ونوعية وخدمات الجمعيات في منطقة الرياض بغيرها من الجمعيات المختلفة في المناطق الأخرى، ولذا لم يغب عن بال "سلمان" جمع وإبراز الجمعيات الخيرية تحت منظومة واحدة. أمير الرياض مستقبلاً أطفال جمعية المعوقين وأكد سمو أمين منطقة الرياض الأمير الدكتور عبد العزيز بن محمد بن عياف آل مقرن مؤخراً على إنشاء جمعية الأمير سلمان بن عبد العزيز للأعمال الخيرية حيث أنشئت هذه الجمعية الخيرية بمناسبة تقلد الأمير سلمان إمارة المنطقة لأكثر من 50 عاما، تعبيرا عن وفاء وتقدير أهالي المنطقة للأمير سلمان، على أعماله الخيرية وجهوده الكبيرة في تطوير المنطقة. وقال: "أبدى عدد من أعيان وأهالي ورجال الأعمال في الرياض رغبتهم في إقامة احتفال مرور 50 عاما على تقلد الأمير سلمان إمارة المنطقة، للتعبير عن عرفانهم للدور التاريخي للأمير سلمان في تطوير المنطقة بشكل عام ومدينة الرياض بشكل خاص، والجهود الجبارة التي بذلها في سبيل نهوضها، مما جعلها محط أنظار وإعجاب من الجميع، وعندما عرض هذا المقترح على الأمير سلمان، أوضح أنه إذا كان لا بد من الاحتفال والاهتمام بهذه المناسبة، فإنه يمكن إطلاق مشروع خيري يخدم الرياض وأهلها، ويدعم الجمعيات والأعمال الخيرية، وتدارس عدد من أعيان وأهالي الرياض هذا المقترح ورحبوا به، وعقدوا العزم على إنشاء جمعية خيرية باسم جمعية الأمير سلمان بن عبد العزيز للأعمال الخيرية، جرى الترخيص لها من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية في 18/6/1432ه، ومن مهامها مساعدة الجمعيات الخيرية من حيث التدريب، الخبرة، الدعم، المساندة، إنشاء وقف خيري يصرف من ريعه على الأعمال الخيرية". فالأمير سلمان اكتسب من مدرسة "سلطان" دروساً مهمة في حب العمل الخيري والإنساني، والابتعاد عن حب الذات وتقديم مصلحة الآخرين ومايفيدهم على نفسه ومكانته..لأنّ الإنسان الشهم هو الذي يكون "التواضع" طريقه ومنهجه.. والإنسان العظيم هو من ينفي عن نفسه كل مظاهر "الزُّهو" بالنفس..مما يكسبه التقدير والإعجاب. «أبو فهد» داعم للأيتام وتأهيلهم للعمل وخدمة الوطن الأمير سلطان حاملاً الطفل الجريد «صورة إنسانية» بين «سلطان وسلمان» التقطها الطفل «الجريد» "سلطان" و"سلمان" جمعهما حب الخير والعمل الإنساني.. حتى في طريقة تعاملهما مع حالة إنسانية للطفل "عبدالله عادل الجريد" الذي كان بحاجة إلى حنانهما وعطفهما.. فرغم أن هناك فارقاً زمنياً بين هذين الحدثين والصورتين.. ولكن المطلع على الصورة يلحظ كيف يحملان هذا الطفل بأبوة حانية وصادقة.. ويُشعرانه بالحب والحنان.. ومع أن هذا الطفل الذي حظي بحمل هذين الأميرين له في مكانين مختلفين.. يحزن اليوم على فراق "سلطان".. ولكنه محظوظ أن والده الآخر "سلمان" موجود وسيعوض لوعته وألمه بفراق "سلطان الخير".. فكأن حاله تقول: إن غاب فينا سيد قام سيد.. فهذا المشهد الإنساني والمعبر الذي كان بطله الطفل الصغير سيبقى حاضراً في مخيلة الجميع.. وهو يحكي قصة عمق التعامل الإنساني الذي يحظى به ذوو الاحتياجات الخاصة من لدن "سلطان" و"سلمان". الأمير سلمان مع الطفل الجريد