أقبلت خمس عشرة فتاة ، يلبسن الأخضر والأبيض لونيْ علمنا ، يحملن في أيديهن وروداً بيضاء وعلم المملكة يرفرفن به .. أقبلن يغنين للوطن ، لأرضه وسماه في أوبريت جميلة كلماته وألحانه .. كانت تلك الفتيات ، يحتفلن بتتويج سيدة جمال الأخلاق في القطيف ، وكان القلب معهن ينبض باخضرار الحب للوطن والعطاء له ، كلنا منه وله ، هو تماما كالأرض التي تحضن الجميع .. أرض خضراء بالعطاء أن كان فوقها الخضرة والنخيل أو باطنها حيث نهيرات الذهب الأسود .. هي القطيف كانت لؤلؤة الخليج العربي ، ازدهرت منذ القدم وعرفت أن تجوب البحار برجالها مرددة اليامال الخليجي ، ليصل صوتها عبر بحر العرب لشمال الهند وجنوبه وللصين .. هذه الواحة احتفلت ليلة الثلاثاء بسيدة جمال الأخلاق، وتهادت تلك الفتيات لسيدة جمال الأخلاق. الفكرة جديدة وبدأت منذ أربع سنوات، فكرة عن مباراة لاختيار سيدة جمال الأخلاق، وهي للفتيات، ما بين سن 15 سنة و25 ، تتقدم الفتيات لها ومن ثم يمررن بسلسلة من الدورات والعمل الميداني، مع أهم شيء وهو علاقتهن بأمهاتهن وآبائهن بمعنى يكن بارات برّاً مشهوداً لهن .. هذه الفكرة جميلة جدا ليس للتتويج فقط ولكن للتنافس على الأخلاق الجميلة، وبر الوالدين بحيث تجعل الشباب يتنافسون على البر بوالديهم، ويشعر المتهاون منهم بالأسى فيعود ليحسن علاقاته بوالديه.. هذه الفكرة أتمنى لو تتبناها وزارة التربية والتعليم للجنسين لكل مراحل الدراسة فيها، بحيث يتسابق الطلاب على الفوز بهذا اللقب والحصول على جوائزه ولعل أكبر جائزة يحصل عليها المتسابق رضا والديه.. وهي المشكاة التي تنير حياته كلها، كما هي المنجية له من النار في الآخرة بعد رضا الله عز وجل .. القطيف لم تكن بعيدة عني ولا فتياتها اللواتي عملت معهن منذ امد طويل ، وكانت أغلبهن فتيات صغيرات يتحسسن مواقعهن للبذل للمجتمع ، تلك الروح التطوعية روح فطرية في أغلب السيدات هناك .. وكن كخلية النحل في مركز الخدمة الاجتماعية بالقطيف ، ما بين انشطة في الصباح والمساء.. تعاونهن مساعدات من الدول العربية آنذاك ، حتى أمسكت فتيات منهم العمل ، وغادرت العربيات وهن يمتلئن حبا لهذه المدينة الجميلة ذات العطاء . قلت إن الفتيات اللواتي يدخلن المسابقة يمررن بسلسلة من الدورات التدريبية والعمل التطوعي والخدمة الاجتماعية حتى تصل عشر منهن للنهائي ، حيث يعمل حفل التتويج .. والذي كان بدورته الرابعة في قاعة الملك عبدالله بالقطيف وتحت صورة مليكنا الكبيرة كان الأوبريت بحب الوطن أخضرَ .. خفقت القلوب مع رفرفة الأعلام .. كان التنظيم جيدا ، كل لجنة تعمل بموجب ما عليها يتكامل الكل فيسطرون لوحة أخرى للتعاون تضاف لنشاط هذا العمل القائم بذاته .. والذي له مجلس إدارة خاص به ، وتتعاون مؤسسات وأفراد في الترتيب له ، حتى النهاية.. أخيرا فازت ثلاث فتيات ، توجت واحدة طالبة في كلية الصيدلة بلقب سيدة جمال الأخلاق ، واثنتان وصيفتان لها . وهما طالبتان في الثانوية العامة .. ما أقول من مثلب يؤخذ على المساببقة هو الفسحة العمرية إن صح التعبير ، فالفتيات يستطعن دخول المسابقة من سن 15- 25 ما يجعل خبرة ذوات العشرين عاما واسعة وكبيرة بالنسبة لمن هن تحت العشرين ،لذا كان ممكنا تجاوز ذلك بجعله للفئات ، فئة ثانوي ومتوسط ، وفئة جامعات.. أخيرا لا أملك إلا أن أشد على أيدي القائمات على المشروع متمنية لهن التوفيق..