من المنتظر ان يثير الفيلم الوثائقي الذي ينتظر عرضه الثلاثاء على قناة البي بي سي عن تجارة الاطفال في اسبانيا والتي استمرت لعقود من الزمن ازمة اجتماعية كبيرة قد تهز المجتمع الاسباني. ويكشف الفيلم الذي قامت بالتحقيق فيه الصحفية كاتيا ادلر عن فضيحة تتمثل في بيع اكثر من 300 الف طفل و طفلة اسبانية سرقوا من امهات بعد ولادتهم وبيعوا باثمان باهظة لمن يصعب عليهم الانجاب. وقامت شبكة مؤلفة من اطباء وممرضات وقساوسة في عهد الدكتاتور الاسباني الجنرال فرانكو حتى نهاية الثمانينات من القرن ببيع مئات الالاف من الاطفال عبر الادعاء بانهم ماتوا اثناء الولادة او بعدها. وكانت غالبية النساء المنجبات من صغار السن او غير المتزوجات. ولتمرير الحيلة على الأمهات احتفظ الاطباء بجثة لطفل واحد في ثلاجة للموتى وكانت تعرض على جميع الامهات الذين قيل لهم ان أطفالهن قد ماتوا غير ان الامهات لم يمكن من حضور مراسم الدفن الخاصة باطفالهن. وفي واقع الأمر بيع الأطفال حديثي الولادة لمن لا ينجبون . كما ان الاوراق الرسمية قد زورت للمولدين حيث اضيف اسم الاب و الام (مقتنيين الطفل بمبلغ كبير من المال) على شهادة الولادة وأصبح الاطفال فيما بعد ينتمون الى هذين الابوين المزورين. وقالت الصحفية كاتيا ادلر انه "وضع مأساوي لالاف الرجال والنساء وأن حياة العديد في اسبانيا قد انقلبت رأسا على عقب عند اكتشافهم بانهم ليسوا ابناء لوالدين وأنه تم شراؤهم . كما ان هناك العديد من الامهات من من لم يصدقن ان اولادهن و بناتهن ماتوا بالفعل اتهمن بالجنون والهستيريا. وتأتي هذه الفضيحة المدوية بعد ان اكتشف الاسبانيان انطونيو باروسو و خوان لويس بورينو انه تم بيعهم. وكشف والد بورينو وهو على فراش الموت انه اشترى الطفل الرضيع من قس في مدينة سرقسطة (شمال اسبانيا) بمبلغ 200 الف بيزتا وهو مبلغ كبير انذاك يكفي لاقتناء شقة, وهو ما تعذر على المشتري دفعه دفعة واحدة إلا أن القس وافق على دفع المبلغ على أقساط. كما ان العديد من اختبارات الحمض النووي قد كشفت بان الاطفال لا ينتمون الى من اشتراهم. ويبين الفيلم الوثائقي امرأة تبلغ من العمر 89 عاما اسمها اينيس بيريز و التي اعترفت في لقاء معها ان قسا اقنعها بان تقوم بحمل زائف كي تدخل مستشفى سان رامون في العاصمة مدريد ليتم احضار طفل رضيع والادعاء بأنه طفلها. و يعتبر مستشفى سان رامون في العاصمة مدريد مركزا اساسياً لتجارة الأطفال في ذاك الحين.الصحفية كاتيا أدلر مع خوان لويس بورينو