أنت تبحث عن شيء غامض عن إنسان مجهول.. عن أمل "شارد" عن إحساس مفقود.. عن وضع لا تعرف طبيعته ولا ما هو لونه.. ولا ما هي خصائصه ولا أين يكون ويوجد.. أنت تبحث عن المستحيل في رحلة .. لا تعرف نهايتها.. ولا تعرف كيف تسير فيها.. ولا أين تتوقف عندها.. وعندما يتخبط الإنسان في خطواته.. وعندما يصعب عليه معرفة مواضع قدميه وعندما يسير دون هدف.. أو غاية.. وعندما يتحرك – فقط – في ظل الأهواء.. وعندما تتقاذفه الرياح.. دون هوادة.. فإنه قد يسقط في البداية.. وقد "يترنح" في أواسط الرحلة.. وقد ينهار قبل نهاية الطريق .. وقد لا يصل إلى أي غاية ينشدها.. أو هدف يريده.. بل انه قد يفقد عقله.. كما فقد آدميته وكرامته قبل ذلك.. فإذا فقد الإنسان حياته.. فإنه يصبح أسير حالة من الجنون .. يسير، كما تسير القطعان.. ويستسلم لكل هبة ريح.. ويقع تحت تأثير كل صدمة جديدة يتلقاها.. أو يُفجأ ..أو يفجع بها.. وعندها .. فإنه ينهار.. كما ينهار البنيان الشامخ.. ويسقط كما تسقط "الأحلام" الكبرى التي "تسكع وراءها.. وسعى إليها.. وقدم من أجلها الكثير والكثير.. ومع ذلك فإنه لم يستطع الوصول إليها.. أو حتى الاقتراب منها.. كما أنه لم يستطع المحافظة على عقله.. وكرامته وآدميته.. فأصبح بذلك "متاعاً" رخيصاً.. ومبتذلاً.. يتسلى به "الآخرون" ويطارده الصغار.. والتافهون من شارع إلى شارع.. ويتشمت به "الشامتون" بعد أن عز عليهم .. ونفر منهم.. وتنكر لهم.. ويحزن عليه جميع المحبين وحتى الكارهين ولكن بدون جدوى (!) *** ضمير مستتر الموت.. ولا الإهانة.. عند كرام الناس