** يعتقد الإنسان في بعض الأحيان.. ** أن بإمكانه التحكم في مختلف الظروف المحيطة به.. ** وأن بإمكانه أن يجعل الناس على كيفه.. ** وأن يتصرف على النحو الذي يعجبه..أو يرضيه..أو يوافق هواه.. ** وأن على كل الناس.. ** وأن على الحياة.. ** وأن على العالم كله..أن يكون طوع أمره..وعلى مزاجه..وهواه (!).. ** وقد تصل به القناعة في أحيان أخرى..إلى حد الاعتقاد..بأنه قادر على أن يأمر فيطاع..وأن يقول ما يقول فلا يسمع إلا كلمة (لبيك).. ** هذا الإحساس المتضخم.. ** هذا الإحساس الواهم.. ** هذا الإحساس المفرط في الثقة..وفي الغرور..لا يمكن أن يصل إليه الإنسان إلا إذا كان قد فقد عقله..أو أن الآخرين بمن فيهم أنت قد ساهمت في وصوله إلى هذه الدرجة من التخيل بأنه وحيد زمانه. ** وبأنه يملك القدرات..والمؤهلات..والمزايا ما يؤهله لكي يرفع صوته..فيرتعد الناس أمامه.. ويطلب فتُلبى كل طلباته..ويتثنى..فيستلب عقول عباد الله..ولا يسمع كلمة (لا) في كل الأحوال (!) ** فالإنسان ولاسيما المعجب بنفسه.. ** الإنسان الهائم بقدراته..وصفاته..وخصاله.. ** الإنسان المفتون بجماله..أو بقوة تأثيره في الغير واستمالته لهم.. ** هذا الإنسان..يعاني..ويعاني..ويعاني.. ** فهو يعاني من حالة فراغ نفسي..وحسي متناهية.. ** وهو يعاني من حالة جوع عاطفي..لم يلبث أن يتحول معها إلى مراوغ..إلى كذوب..إلى مبتز..إلى وحش كاسر..إلى نمر متمرد.. بمجرد أن يمتلئ من الداخل بهذا النوع المريض من الإحساس القاتل بأنه.. وأنه..وأنه..وأنه (!!).. ** ولذلك فإنه سرعان ما يُصدم بقوة حين يجد من يصفعه على وجهه..أو يهين كبرياءه..أو يُشعره بحجمه الطبيعي..أو يهمله.. ** وقد يتحول إلى صنم متداعٍ..ومحطم..تتناثر أشلاؤه في كل اتجاه..بعد أن تكون الأوهام قد جعلت منه هرماً ورقياً..تتقاذفه الرياح في كل اتجاه..بلا هوادة.. ** مسكين هذا النوع من البشر.. ** ومسكينة هي نفسيته التي تتعرض بفعل المغالاة في حب الذات..إلى ملهاة.. ** وهو مسكين لأنه يكون قد خسر كل شيء في هذه الحياة..خسر حتى نفسه..وكرامته.. وآدميته..وفقد معها في النهاية مستقبله أيضاً.. *** ضمير مستتر: ** (من لا خير له في نفسه..فلا خير له في غيره).