@@ نشعر بالمرارة.. وبالإحباط.. حين تقابل جهودنا.. ومواقفنا.. واهتماماتنا.. وتضحياتنا.. بما يؤلم.. ويحزن.. ويقتل. @@ نشعر بالمرارة.. لأننا لم ندخر شيئاً إلا وفعلناه.. ولا طريقاً إلا وسلكناه.. ولا أسلوباً إلا وجربناه من أجل من كنا نعتقد بأنهم يستحقون منا الكثير من الخير.. ومن الحب.. ومن الدعم.. ومن المؤازرة والتشجيع. @@ ونشعر بالإحباط.. لأننا كنا نأمل في أن يثمر فيهم ما قدمناه.. وبذلنا وفعلنا.. وأعطينا إخلاصا.. ووفاء ومحبة.. لكن ما حدث أو يحدث لا يدعو للتفاؤل أو الارتياح.. @@ ونشعر بالصدمة.. لأننا بدل أن نزرع في نفوسهم الاحساس بالأمان.. وبالولاء وبالاستقرار.. فإننا لم نحصد سوى المزيد من التدمير للنفس.. والقتل للقدرات.. والتحطيم للقيم.. والاستهتار بالكرامة.. والانغماس في الوحل. @@ نشعر باليأس.. لأننا لا نشعر بأن هناك أملاً في الانتصار على النفس.. وعدم الاستسلام للضعف.. أو الارتهان للخطيئة المدمرة. @@ ونشعر بالشفقة.. لأننا ندرك بأن من أردنا لهم الخير.. لا يستحقون الوصول الى هذه الدرجة من "السقوط" و"التحلل" و"الانفلات". @@ وعندما يوصلنا الإنسان الى هذا المستوى من المرارة.. والاحباط والصدمة.. واليأس.. والشفقة.. فإنه يجعلنا أعجز ما نكون عن مساعدته للتخلص من حالته المحزنة تلك. @@ وأسوأ ما يمكن أن يصل إليه الإنسان هو الإحساس بعدم القدرة على إنقاذ عزيز يغرق.. أو مسكين يتخبط.. أو إنسان يترنح.... بفعل تحكم هوى النفس "الشريرة" ونوازعها "السوداء".. واختياراتها "المؤلمة".. في مسلكه اليومي.. @@ وإذا كان هناك ما يؤلم أكثر.. @@ فإن هؤلاء الطيبين.. يدفعون ثمن "اندفاعاتهم" المجنونة.. من أعمارهم الغضة.. وشبابهم الذابل.. ومستقبلهم الغامض. @@ ومع ذلك فإنهم لا يدركون حقيقة المصير المظلم الذي يتجهون إليه.. ويكتبون سطوره الأخيرة بأيديهم.. ولا يفكرون إلا في "اللحظة" العابثة التي تمتعهم.. حتى وإن كانت على حساب آدميتهم.. وكرامتهم.. وسمعتهم.. ومستقبلهم. @@ وعندما يغيب العقل.. @@ ويتلوث الاحساس الصادق.. @@ على يد مجموعة من "الأشرار".. و"الفارغين" و"سماسرة" الليل.. وتجار "الرذيلة" و"الضائعين" والعجزة.. والمفلسين أخلاقياً فإن الأمل يصبح ضعيفاً او معدوماً في مساعدة هؤلاء الناس وإنقاذهم. @@ ولا نملك في مثل هذه الحالة.. سوى الخوف عليهم.. والدعاء لهم.. فقد يأتي اليوم الذي يثوبون فيه الى رشدهم.. قبل أن يفوت الأوان.. ويدمنون الخطيئة.. ويصبحون في خبر كان. @@ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.. @@@ ضمير مستتر @@ (من لا يحميه ضميره من الانغماس في الخطيئة.. لا يمكن أن تحميه محبة الآخرين له وحرصهم عليه).