لطالما سمعت عن جمالها وأصالتها ... ولطالما جمعت المعلومات القيمة عما تحتويه من جمال آسر وتنظيم رائع ... وكم كانت فرحتي حينما جاء ت أول خطوات عملي الحكومي في محافظة الخرج لأسطر بيدي أول خطواتي وأساعد في بناء جيل المستقبل .. ذلك الجيل الواعد الذي يبني هذا الوطن ويحيي هذه الأمة,,, وحينما خطت قدماي هذه اللوحة الرائعة قبل عامين بدأت أشاهد هذا التقدم الرائع الذي يسير بخطوات متوازية مع الزمن بل وقد يسبقه بخطوات ... فمساحة التقدم والعناية لهذه المحافظة واضحة وجلية ... وكما تناهى الى مسامعي عن ما تحتويه هذه المحافظة الرائعة من معالم تاريخية وأثرية ظلت صامدة كصمود الزمن الذي يسير إلى جوارها محملا بكل جديد ورائع ,,, ولكن في بداية قدومي كنت أرى أشباحاً تحاول أن تخنق هذا الجمال ... وأن تشوه هذه الحضارة وهذا الماضي العريق وكنت أغمض عيني لكي امسح هذا الشبح من خيالي لأفتحها مره أخرى وارى هذه الأشباح تتراءى لي من جديد ,,,, ولكن من هي ؟؟ ومن هم صانعوها؟؟؟ نظرت فرأيت لهذه المحافظة الجميلة ، لهذه المنظومة الرائعة واللوحة الفنية وجه آخر مشوٌه ... يشبه الموت يتجرع البعض منه مرارة النظر إليه ليل نهار... والبعض الآخر يصنعه ويتجمل بصنعه ويرسم تجاعيد هذه الوجوه المشوهه التي تشوه هذه الأصالة والحضارة ... وننظر إليها وكأنها أساطير وخيالات في ظل هذا التشويه وهذه المعوقا ت التي تعرقل مسيرة التقدم والإبداع.....من هم الذين يزرعون هذه الأشواك أمام الورود اليانعة؟؟؟ فأينما يحط التقدم رحاله تتقاذفه أيادي مشوهه وتصفعه وجوه يشوبها العتمة والسواد ؟؟؟ وحتى هذه اللحظة أتواجد بهذه المحافظة الرائعة ولكن تحيط بنا هذه الأشباح المخربة التي تشوه شوارعنا وأحياءنا ....ولكن أين تكمن هذه الأشباح وهذه الوجوه المشوهه ؟؟؟؟ وأين مخابئها ؟؟؟ إنها في شوارعنا وعند إشارات المرور تفُزع المارة وقد تتقاذفها السيارات ... وبالتأكيد تتعرض للخطورة التي تتنافى وحقوق النفس لدى الإنسان نفسه ... فلأجسادنا علينا حقا وهو الحفاظ عليها وعلى كرامتها... إنهم المتسولون والمتسولات الذين يقذفون بأنفسهم بين المركبات ويشوهون جمال شوارعنا ويعطون الصورة السيئة عن مجتمعاتنا .. حتى أننا أحيانا قد لا نفرق بين من هم مشوهون ومتسولون يضعون الأقنعة وبين ما يمليه علينا ديننا ومجتمعنا ... فالنساء المتسولات يرتدين الحجاب وعباءة المرأة السعودية . وعندما تحدثك تسمع وتتيقن بغير ذلك ... أليس هذا تشويها للحقيقة وصورة سيئة لمجتمع محافظ وبيئة راقية ؟؟؟؟ تراهم عند إشارات المرور وعند مكائن الصراف و المطاعم وحتى عند ركوبك سيارتك تجدهم يلاحقونك ولاشك ان تواجدههم ببعض المواقع يشكل خطراً جسيماً على صحتهم اذا يتسابقون على السيارات بمنظر يخدش الصورة الجميلة لهذه المحافظة حتى يوحى للزائر ان هذه المحافظة تخلوا من وجود أي جهات خيرية تهتم بالفقراء على الرغم من كثرتها ! والملفت للنظر ان المظهر الخارجي لبعض المتسولات يوحي أنهن من جنسيات أخرى ولا غرابة ان يكون البعض منهن رجل متنكر بزي امرأة !! وهذا ما يشكل خطورة أخرى على من يتعاملون معه !!!!؟؟؟؟ من أطفال ونساء,,,,, أنا لا انفي وجود الحاجة لدى البعض ولكن حكومتنا الرشيدة وضعت وكلفت وساعدت الكثير من الجمعيات لرعاية مثل هذه الأسر ... ولكن اصرار البعض على تشويه الحقيقه هو ما يشوه هذه المحافظة الرائعه التي ترعاها أيادٍ أمينة وأياد ٍ تصر على النجاح والنهضة .... ولم أكد انتهي من ملاحظاتي على هذه الظاهرة المشوهه للخرج حتى رأيت ما هالني وأذهلني ,,, شباب يستهترون بأرواحهم وأرواح الآخرون ويضربون بدعوات آباءهم ودموع أمهاتهم عرض الحائط .... شباب يتجهون إلى آليات التدمير لأنفسهم وللممتلكات العامة .... قد يقتلون أرواحا بريئة وقد يقطعون أشجارا جميله .. وقد يقتلعون أنوارا تساهم في ضياء هذه المحافظة ... ولكن أين الوعي ؟؟؟ وأين التوجيه؟؟؟ وأين المتابعة؟؟؟؟ فالاستهتار واضحا وجليا من بعض قائدي المركبات بالأنظمة المرورية فبرغم الجهود المبذولة من رجال المرور إلا إنها جهودا تحتاج للمضاعفة و ملاحظاتي على ذلك بحكم خبرتي بالسلامة المرورية حيث هو مجال عملي لسنوات طويلة بالقطاع الخاص ، السرعة الزائدة وخاصة بطريق الملك فهد (القاعدة) وبشكل مخيف جداً و تجاوز الإشارات المرورية وهذا أيضا ما يشوه حضارة هذه المحافظة الجميلة,,,, وهذه الأشباح وتلك هي من يشوه الجمال والنقاء ... بل وتخرب هذه الوجوه ما يصنعه الرجال المخلصون ..قد لا تكون كتابتي عن الحضارة والأصالة أول فكرة عن الخرج ولكنها ناتج تجربة ومشاهده يومية ,,, بالنهاية ،، أتمنى أن تجد مقالتي هذه صداها عند المسئولين بالمحافظة وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير عبد الرحمن بن ناصر بن عبد العزيز الرائد القائد صاحب الأيادي البيضاء... لكي تتوهج الخرج بجمالها . أحمد بن فهيد الجلعود