عاش الشارع الرياضي السعودي خلال الفترة الراهنة تقلبات في التوجهات والآراء والانشغال بقضايا هامشية، تحولت الى اختلافات وخلافات وصراعات عبر الفضاء وفي الملاعب وعبر اعمدة الصحف، وتبدو الصورة مكررة الى ما كنا نعيشه قبل اعوام عدة، وكأن الجميع لايستفيد من الدروس ويتعلم من التجارب، وخلال الفترة القصيرة الماضية كان لاعب وسط المنتخب والاتحاد محمد نور المحور الابرز، إن تم ابعاده قامت الدنيا ولم تقعد، وإن أُعيد الى "الاخضر" تطايرت الاسئلة من رؤوس الكثير من الرياضيين.. لماذا؟، أمر غريب ما يحدث ، لاتعلم ما الذي يريد ان يصل اليه الشارع الرياضي؟ وماذا يدور في اذهان المنتسبين اليه؟ بعد مباراة استراليا وما واكبها من انتقادات يصدر بعضها نتيجة حرقة وألم ظننا ان التركيز سيكون على كيفية اعداد "الاخضر" وتهيئته نفسيا، ظننا التخلص من عقدة لماذا أبعد هذا وضم ذاك؟، وإذ بنا نكرر السيناريو الممل وكأن منتخب الوطن معلقة آماله بعناصر معينة، احترموا الاسماء الموجودة، ادعموها وساندوها، لاتختزلوا شخصية المنتخبات السعودية والاندية في لاعبين معينين، اجعلوا جميع العناصر مهمة، لاتجردوها من الثقة، المنتخب ليس نور او ياسر او ابراهيم غالب او احمد عطيف، المنتخب منظومة متكاملة تمثل وطنا مترامي الاطراف، ومن يحظى بثقة الاستدعاء يستحق ان ندعمه ونقف بجواره، اما من يتم ابعاده فلسنا فنيين او خبراء حتى نجرد المدرب من كامل صلاحياته ونظرته الفنية التي لايمكن ان نرتقي لها. انتهت مواجهة استراليا بخيرها وشرها وما واكبها من نقد وجلد وتجاوزات، ثم بدأت بكل أسف قضية الوصول الى تايلاند قبل المباراة بساعات معدودة، اذن نحن من يخلق القضايا، ويصنع المشاكل في طريق رياضتنا، امامنا ايام معدودة لابد ان تتوحد الجهود من خلالها، "الاخضر" يمثل الوطن ويمثلنا جميعا، ومواجهة تايلاند تعد بمثابة تجديد الامل ورسم البسمة واعادة الروح الى "الاخضر"، اعتبارا من اليوم فلنلق خلف ظهورنا أي مناكفات او خلافات ، ونجعل اعيننا وافئدتنا باتجاه "الاخضر" ولاسواه، مهمة اعلامية وجماهيرية كبيرة لابد ان نقدرها وان نؤمن ان أي عمل لايمكن له ان ينجح ما لم تتظافر الجهود وتبرز محبة الرياضة "الام" على أي شيء آخر. فالايام المعدودة التي تفصلنا عن "مواجهة بانكوك" الحاسمة، تحتاج من المسؤول والاعلامي والمشجع واللاعب والاداري والمدرب وقفة موحدة، لانريد ان تتفرع مشاكلنا الرياضية وان ننسى من خلالها "المهم والاهم" وهو مساندة "الاخضر"، تهيئة الاجواء أمر مهم للغاية، لانصنع الاخفاق بايدينا واقلامنا وتصرفاتنا وتعاطينا مع الاحداث الهامشية، انما نصنع النصر بحول الله بعملنا وقربنا من بعضنا البعض ، فالمنتخب السعودي لايمثل نفسه انما يمثل اطياف المجتمع الرياضي وغير الرياضي كافة، وانتصاره مطلب وطني. على الضفة الاخرى يخوض نادي الاتحاد السعودي مواجهتين آسيوتين مرتقبتين في جدة وفي كوريا، ومن حيث الاهمية تأتيان بعد مواجهة المنتخب السعودي، ومطلوب من الجميع الوقوف خلف "العميد" ومناصرته في مهمته الوطنية، فلا مجال للخوض في الهوامش واشغال الادارة بأشياء يمكن معالجتها داخل اطار النادي بعيدا عن الشوشرة وتضخيمها، ومتى ما خلقنا الاجواء المناسبة لمنتخباتنا وانديتنا فهي قادرة بحول الله على استعادة الامجاد، والاتحاد من الاندية التي حملت كثيرا لواء تمثيل الكرة السعودية في مناسبات كثيرة فلنمهد له طريق الفوز، ونرسم له خطوط النصر بالتعاون والتكاتف والوقوف خلفه.