** لستُ متأكداً إن كان هذا النظام موجوداً في سائر شركات الطيران العالمية أم لا ؟! ** ولكنني أشعر بأهمية تطبيقه على رحلات الخطوط السعودية ولاسيما "الطويلة" منها.. ** هذا النظام الذي أتحدث عنه هو : ** نظام تأمين الرعاية والخدمة الصحية على طائرات السعودية بدلاً من الاعتماد على النداءات الموجهة إلى ركاب الطائرة بحثاً عن طبيب يعالج حالة صحية مفاجئة أو طارئة بين الركاب.. ** فقد كنتُ عائداً منذ أسبوعين من رحلة طويلة من الولاياتالمتحدةالأمريكية .. وخلال الرحلة وقعت حالتان مرضيتان استدعتا "توسل" مضيفات الرحلة إلى الركاب.. أملاً في أن يوجد بينهم طبيب واحد لإنقاذ صاحبيْ الحالتين اللتين لم يفصل بينهما سوى ساعتين من الزمن.. ** صحيح أن توفير طبيب مختص على طائرات الخطوط السعودية الطويلة مثل (الرياض / باريس) أو (جدة / لندن) أو (مدريد).. أو (بومباي) أو إلى أي مكان في العالم تزيد مدة الطيران إليه على (3) ساعات.. سيكون مكلفاً.. ** وصحيح أن وجود طبيب.. قد لا يتمكن من التعامل مع مختلف الحالات التي تقع أثناء الرحلة.. وبعضها قد يكون معقداً للغاية .. يتراوح بين جلطات القلب أو الدماغ أو الساقين التي تتسبب فيها الرحلات الطويلة في العادة نتيجة عدم توفر الحركة الكافية أثناءها.. ** لكن الأكثر صحة هو : أنه لا التكلفة العالية.. ولا الطبيب المتخصص أثمن وأغلى من حياة الإنسان وتأمين سلامته.. ** كما أن الانفراد بهذا النوع من الرعاية أو الخدمة الطبية المتميزة لركاب الخطوط السعودية قد يرفع من مكانتها .. ويعطيها الأهلية في التفوق ومعالجة الفروق الواضحة بينها، وبين شركات الطيران الحديثة، ولاسيما في منطقة الخليج.. وربما يعطيها الأولوية والأسبقية على ما عداها من شركات طيران أخرى لم تفكر بعد في تقديمها أيضاً.. ** وعلى قدر علمي.. فإن الكثير من شركات الطيران العالمية تعتمد وجود رجل أمن أو أكثر على متن كل طائرة مقلعة لمواجهة الحالات الأمنية الطارئة.. منذ رُزئت رحلات الطيران الجوي بلوثات الإرهاب وآفاته خلال العشرين سنة الماضية .. وهو إجراء وإن كان ضرورياً ومهماً.. إلا أنه ليس أكثر أهمية من الحفاظ على روح إنسان أو أكثر يتعرضون لمكروه على متن أي رحلة طويلة.. ** فقد لا يتوفر طبيب واحد على متن أي رحلة.. ** وقد لا تكون الرحلات الجوية نفسها مهيأة حتى بالحد الأدنى من العلاج الإسعافي لمواجهة حالات الاختناق أو الإغماء أو التقيؤ.. أو الدوخة.. أو السقوط المفاجئ بحكم عدم وجود كل ذلك في حساب الرحلات الجوية أساساً.. ** وبالتالي فإن أسبقية الخطوط السعودية إلى تنفيذ هذا المقترح.. واتخاذها قراراً بتوفير طبيب (مخ وأعصاب) أو طبيب باطنة.. أو أي تخصص تقرر الجهات لمعنية أن الحاجة إليه ملحة هذه الأسبقية ستحسب لها كثيراً.. ** وعندما أربط الطلب.. برحلات السعودية الطويلة فإنني أجد أنها - على كثرتها - قد لا تشكل عبئاً كبيراً يتساوى مع عبء طلب توفير طبيب على كل رحلة داخلية أو خارجية مهما كانت مدة الطيران فيها.. وإن كنت أتمنى ذلك (كمسافر) .. وأتمناه (كإنسان) .. ليس على الخطوط السعودية فحسب وإنما على جميع خطوط الطيران العربية والعالمية الأخرى .. ** والله هو الحافظ والأمين.. *** ضمير مستتر ** (لا شيء أهم من روح الإنسان.. وإن دفعنا الملايين من أجل ذلك).