للكتابة قوانين ونظم لكن سأكسر القاعدة وألقي التحية المباركة قبل الدخول في هذا الموضوع على أعزائي القراء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. سبق وان مر علينا فيروسات روعت العالم كله وعيشته ضمن جو نفسي رهيب مزيج من الخوف والذعر ولكن الفيروس الذي تفشى لدينا غير تلك الفيروسات لأنه فيروس اجتماعي . وفيروس الألقاب موجود في المجتمعات على مر العصور فهناك من يصاب بهذا النوع من الفيروسات ويسعى إلى الذهاب إلى محتضنه وهناك من لديه مناعة ضد فيروس الألقاب واكبر محتضن موسمي لهذا الفيروس هي انتخابات المجالس البلدية حيث تعتبر بيئة ملائمة لتواجد هذا الفيروس، فمن لديه مناعة ومحصن ضد هذا الفيروس بالمؤهل والشخصية القيادية بالفطرة والوازع الديني فعليه أن يبادر ويرشح نفسه ويحمل هذا الأمانة الثقيلة عنا، وقد سقت الحل قبل الدخول بالمشكلة عجلة مني وقد خلق الإنسان عجولا. وغير المحصنين مثلي ضد فيروس الألقاب عليهم أن يبتعدوا عن بيئة هذا الفيروس لكي لا يصابوا بما لا تحمد عقباه فإن من أعراض هذا الفيروس التي تصيب المصاب بهذا الفيروس انه يحمل ما أبت الأرض والسماء عن حمله قال تعالى «إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا» «الأحزاب:72» ، فلا تكن ظلوماً جهولا!، فليس ترشيح الشخص لهذا المنصب، - والذي لو سمي ثقل، وهم، ومغرم لكان أحسن - هو من اجل أن يحصل على لقب عضو في المجلس البلدي لمدة أربعة أعوام والتي يحاول من رشحوا أنفسهم إلى تقديم أنفسهم حتى ولو لم ينجحوا بالمرشح لمنصب المجلس البلدي السابق!! وهذه الفئة موجودة في كل مكان وليس في مجتمعنا الذي يمر بهذه التجربة الفتية والجديدة عليه. فلا بد من الحذر من هذه الفئة وعدم ترشيحها باتخاذ الإجراءات التالية لمعرفة المصاب بهذا المرض العضال من خلال الأعراض المرضية لهذا الداء. معرفة تاريخ المرشح العلمي والتأهيلي، والأخلاقي للمرشح، فبمعرفة هذه البوادر يتضح للمقدم على التصويت إصابة المرشح من عدمه، فصوت الناخب أمانة لا يضعها إلا في موضعها بعيداً عن الانحياز إلى الإقليم أو القبيلة أو المذهب بل إلى من يتمتع بالمؤهلات لشغل هذه المسؤولية العظيمة، ولا يساهم في تحميل أخيه الأمانة لأنها ثقيلة رفضتها السماوات، والأرض، فعلينا أن نعين المصابين بهذا الفيروس بعدم ترشيحهم لهذا المغرم ولابد للناخب أن يجعل صوته في مكانه الصحيح لأنه سوف تبنى نتيجة الاقتراع عليه، فلا يستهتر أي ناخب بصوته لان صوته يعتبر فيصل في ترشيح المرشح لعضوية المجلس البلدي، ولا يغتر ببشت هذا ولا مقر هذا الانتخابي ولا سيارة هذا المرشح ولا مظهر المرشح الخارجي كما نشاهده بالصحف هذه الأيام لوك وشعارات بل المعيار هو معرفة مؤهلات المرشح العلمية والعملية والتعاملية. وفي ختام وجهة النظر هذه أقدم النصيحة - وأنا بحاجتها أكثر من غيري - أن لا تكون المصلحة الخاصة مقدمة على المصلحة العامة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى ولنا فيه أسوة والذي امرنا الله بان نتبع أمره وننتهي بنهيه كما قال الله تعالى: « مَا أَفَاءَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ القُرَى فَللهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي القُرْبَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ» «الحشر:7» حيث قال المصطفى صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه). وأن يتحلى المرشح لهذه العضوية بأخلاق الإيمان وهي الإيثار التي امتدحهم الله ووصفهم بالمفلحون رزقنا الله وإياكم الفلاح بقوله تعالى: « وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ » «الحشر:9» ومن رشح نفسه بنية صادقة ولم يوفق فليعلم أن أجره عند الله قد كتب كامل لا ينقص شيء لأن النية الحسنة يؤجر صاحبها وقد أخذ الأجر وكفى المشقة وثقل الأمانة، وصلى الله على سيدنا محمد صاحب الخلق العظيم صلى الله عليه وسلم ولكم مني بالغ التحية والتقدير والحب.