كشفت أمس صحيفة " الخبر " الصادرة باللغة العربية أن مصالح الأمن الجزائرية تتوفر حاليا على قائمة اسمية تشمل تفاصيل دقيقة عن هوية فاعلين ينشطون على مستوى المساجد وكليات الشريعة والمدارس القرآنية والزوايا . وذكرت الصحيفة استنادا إلى مصدر لم تكشف عن هويته قالت إن له صلة بالتحقيقات التي تكون مصالح الأمن الجزائرية قد شرعت فيها منذ شهر مايو الماضي ، أن القوائم الاسمية التي صارت تتوفر عليها أجهزة الأمن في الجزائر كانت ثمرة مسح وطني شامل قامت به خلية تم استحداثها على مستوى المديرية العاملة للأمن الوطني كلّفت ب " متابعة نشاط الحركات الدينية عبر الوطن " و " كشف الهوية السياسية للأئمة والمدرسين في المساجد " و " معرفة التوجهات الفكرية و السياسية والدينية لأساتذة الجامعات الإسلامية وكليات الشريعة " . وأوردت الصحيفة أن الهدف الأهم من عملية المسح هو " تحديد التيار الديني الذي يحظى بأكبر عدد من الأنصار داخل المساجد من أئمة ومصلين " في محاولة ل " فهم الصراعات " التي باتت تشهدها عدد من المساجد في البلاد . وتأتي عملية المسح التي وضعت مساجد الجزائر وجامعاتها الإسلامية وزواياها ومدارسها القرآنية تحت مجهر مصالح الأمن لأزيد من ستة أشهر كاملة ، في وقت كانت مصالح بوعبد الله غلام الله ، وزير الشؤون الدينية والأوقاف ، شرعت منذ تفجيرات 11أبريل 2007 التي استهدفت مبنى رئاسة الحكومة بقلب العاصمة الجزائر، في حملة توعية لحشد أئمة الجزائر ضد ما أسمته " الفكر المتطرف " تحت شعار " عودة المسجد إلى المجتمع والدعوة إلى السلم والتكاتف والتمسك بالدين " ، وهي الحملة التي ما تزال متواصلة وانخرط فيها أئمة جميع مساجد الجزائر البالغ عددها 15 ألف مسجد، من خلال تكثيف دروس الوعظ والمحاضرات بهدف تقريب الناشئة إلى مفاهيم الدين الإسلامي الداعية إلى التسامح والوسطية والاعتدال قصد حمايتهم من الوقوع في فخ التشدد والتطرف والغلو . وما تزال بعض الكتابات والتعاليق والتحاليل السياسية والصحفية التي تحسب على التيار العلماني الفرنكفوني في الجزائر تشير بالبنان إلى المساجد وتتهمها بتكوين أصوليين ومتشددين ومتطرفين في الفترة التي أعقبت تأسيس الحزب الإسلامي المحظور " الجبهة الإسلامية للإنقاذ " لزعيمها الشيخ عباسي مدني وحتى في مرحلة ما بعد إقرار ميثاق السلم والمصالحة وهذا على خلفية التحقيقات التي أظهرتها تحريات جهاز الأمن الجزائري بعد تفجيرات 11 أبريل والتي كشفت تردد مروان بودينة، الانتحاري الذي فجر نفسه داخل سيارته المفخخة أمام مبنى القصر الحكومي، على أحد مساجد "حي البدر" بمنطقة باش جراح، المعروف عنها كونها إحدى أهم معاقل الأصولية في العاصمة الجزائر.