من بين أهم الاتفاقات التي عاد بها وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس إلى بلاده في ختام زيارته للجزائر الأحد كان ترحيبه بالاقتراح الجزائري القاضي بإرسال «أئمة مؤهلين ومكوّنين» إلى فرنسا لتأطير أماكن العبادة هناك وتقديم الإسلام السمح في الغرب. الاقتراح الجزائري جاء على لسان وزيرها للشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله الذي كان من بين الوزراء الذين التقى بهم مانويل فالس وعلى رأسهم وزير الداخلية دحو ولد قابلية، حيث لم يتردد الوزير الجزائري في إبراز رغبة بلاده في إرسال أئمة مؤهلين ل «مساعدة مسلمي فرنسا على ممارسة ديانتهم في سكينة وهدوء». وإن رحّب وزير الداخلية الفرنسي باقتراح الجزائر إرسال أئمة إلى مساجد فرنسا فإنه لم يتردد هو الآخر في وضع ما يشبه الشرط لاستقبال هؤلاء، بعدما أعرب هو الآخر عن رغبة بلاده في أن يتمكّن مسلمو فرنسا من ممارسة دينهم بعيداً عن كل تأثير سياسي وهذا عندما قال مصرحاً للصحافة عقب خروجه من مكتب غلام الله «إن الهدف هو أن يتمكن الفرنسيون والفرنسيون الجزائريون والجزائريون المقيمون بفرنسا من ممارسة ديانتهم بكل هدوء وسكينة وهم كلهم إرادة على إبعاد الطابع السياسي عن المسائل الدينية» ، في إشارة إلى التجاذبات السياسية التي تحيط بالمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية الذي أنشأه ساركوزي العام 2003 عندما كان وزيراً للداخلية لكنه ظل رهين «مزاج السلطات الفرنسية في علاقاتها بالدول التي تنحدر منها الجالية المسلمة» مثلما كشف عنه الجزائري دليل أبو بكر عميد مسجد باريس في لقاء مع صحيفة «الخبر»الجزائرية نُشر في نهاية مايو الماضي. وكانت الجزائر أرسلت في يوليو الماضي 50 إماماً من بين 120 إمام تم تأهيلهم لتقديم الدروس والوعظ في مساجد تابعة للمسجد الكبير في باريس لفترة أربع سنوات.