معلقون ام مشجعون؟.. هذا هو العنوان الابرز لاداء معلقي الجولة الرابعة من دوري "زين" الذين لم يحالفهم النجاح في الوصف والتعليق وامتاع المشاهد بالصوت والمعلومة، اغلبهم منفعلون ويحشرون انفسهم في امور هم في غنى عنها، لا يعرفون كيف ينصفون الفريق المتفوق ويشرحون لماذا لم يجاريه الطرف الآخر؟ لا نعلم لماذا؟ لرغبتهم بفوز فرقهم ام للإيحاء للمشاهد بأنهم متفاعلون مع اداء اللاعبين بينما هم يصطنعون هذا التفاعل بأسلوب ممجوج، وربما تصاب أذن المشاهد بالانفجار من كثرة صراخ هذا المعلق او ذاك وندبه للحظ على الفرص الضائعة والاهداف المهدرة، مع الاسف ليس هناك متعة، هناك عويل والنتيجة تسطيح و"تشويه" لجو المباراة بعبارات تصلح بالمدرج وليس عبر المايك، نماذج مع الاسف تسيء للتعليق وتصيبه في مقتل وكأنها جاءت اليه بالبراشوت والذي كدنا ان ننسى زمنه الجميل قبل اعتزال محمد رمضان ومحمد البكر وناصر الاحمد وابراهيم الجابر وجيل متميز أعد بصورة سليمة لهذ المهمة، في لقاء الهلال والاهلي كانت المباراة مثيرة ومليئة بالهجمات والاهداف وتنوع الاداء والتحولات طوال ال90 دقيقة، ولكنها افتقدت للمعلق الذي يواكب هذه التحولات وينقل الصورة كما هي، انشغل كيف ان الاهلي انهار وكأنه يوجد له المبررات، ونسي لماذا انهار؟ وكيف كان عطاء الطرف الآخر؟ وهل كان يستحق الرباعية ام لا؟ في هذه المباراة، لم نستمتع بأداء الهلال واهدافه ونعرف كيف تلقى الاهلي الخسارة؟ والسبب معلق يشطح كثيرا عن جو المباراة وكأنه يختلق الاعذار ويقتل المتعة ويحشر أنفه في قضايا بعيدا عن مهمته الاصلية؟ وفي لقاء النصر والفتح كان المعلق هو الآخر يشوهها بصراخه، صحيح ان للنصر هدفا غير محتسب وللفتح ركلة جزء لم تحتسب، ولكن التبرير ومحاولة مجاملة فريق على حساب الآخر ليس من مسؤوليات المعلق الواعي الذي يعرف كيف يضيف المتعة على المباريات دون المساس بأحقية فريق ما بالانتصار، حاول ان يجزم بصحة هدف النصر واتبعه بصراخ ومطالبات يمكن ان تصدر من مشجع لا معلق يحترم نفسه والمشاهد معا، حتى تصورنا ان الفتح قدم من جزر الواق واق وليس من مدينة عزيزة على قلوب جميع السعوديين هي المبرز بالاحساء، وحتى النصراويين العقلاء بكل تأكيد انهم استاؤوا منه لأنه قبل ان يزعجهم بصراخه فهم يؤمنون ان فريقهم يستحق الخسارة والفتح يستحق الانتصار! محمد البكر