عادل الغانم: كان لدعم ولاة الأمر لوالدي كبير الأثر على أن يصل برسالته إلى العالمية خلود الغانم: عرفناه الأب الحاني.. الذي فاخر بنا في حياته لنفخر بما قدمه لوطنه الخياط: منجزات المحتفى به عربياً جسدت رؤية رائدة أثمرت عن إنشاء عدة معاهد الشهري: الراحل اهتم بتعليم الكفيفات في ظل الموقف الاجتماعي الرافض لتعليم الفتاة النصار: دعم تجربة الجامعة.. وكان يرفض شكره بمقولته المشهورة: هذا واجبنا تتمة لما نشرته (الرياض) عن الأمسية الاحتفائية التي نظمتها الجمعية بالرياض مساء أمس الأول، بقاعة مركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالرياض، تحت عنوان "الشيخ عبدالله بن محمد الغانم: مواقف وإنجازات" بمشاركة مدير معهد التربية الفكرية بشرق الرياض الأستاذ عادل بن عبدالله الغانم، ومدير المعهد السعودي البحريني للمكفوفين بمملكة البحرين الأستاذ عبدالواحد بن محمد خياط، وعضو مجلس إدارة الجمعية ورئيس اللجنة الاجتماعية والإعلامية الأستاذ سلمان بن ظافر الشهري، وعضو مجلس إدارة الجمعية ورئيس اللجنة الثقافية الأستاذ رائد بن حسين النصار، والأستاذين عوض القحطاني وسعود بن سليمان الجبر.. حيث قال رئيس مجلس جمعية المكفوفين الخيرية ناصر بن علي الموسى، إن إقامة ندوة عن الشيخ عبدالله بن محمد الغانم – رحمه الله – تأتي من قبيل الوفاء والعرفان، من الجمعية لما قدمه الغانم طيلة حياته لهذه الشريحة من مجتمعنا، إذ إنه يعد رمزا ومثلا يحتذى به من قبل المكفوفين بوجه خاص، إذ هو رمز من رموز التربية الخاصة في المملكة، وعلم من أعلام المكفوفين في العالم.. مشيرا إلى أن الجمعية ستظل تتذكره نموذجا للمنجزات بما قدمه المحتفى به من إسهامات محليا وعربيا ودوليا.. وقد استهل عادل الغانم حديثه عن مقتطفات من حديث والده عبر مرحلة الطفولة التي رأى فيها روعة وجه والده وجمال السماء والكون، إذ لم يظن يعلم حينها أنه آخر يوم في بصره عندما عاد إلى المنزل ليصاب بمرض الجدري.. ومنها إلى تعلمه للقرآن الكريم، ومنها إلى الرياض التي كانت مرحلة تحول في حياته، ليكمل تعليمه دارسا للعلوم الشرعية والاجتماعية.. ليتعلم خلالها طريقة برايل التي تعلمها ضمن أربعة أوائل من الطلاب المكفوفين، ومن ثم الأخذ في تعليمها.. مستعرضا زيارة جلالة الملك سعود لمدرسة جبرة التي كانت بها فصول المكفوفين في بداياتها، وزيارة الملك فيصل، ومنها إلى ما وجدته هذه الشريحة في عهد الملك خالد والملك فهد – رحمهم الله – وصولا إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله. ومضى الغانم مستعرضا العديد من المواقف التي يذكرها عن والده مع ولاة الأمر من جانب، ومواقف خلال إسهاماته التعليمية من جانب آخر.. مختتما حديثه بتوجيه الملك عبدالله له وإخوانه في مواساته لهم.. إلى جانب دعم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض لدعم المكفوفين على مستويات مادية ومعنوية مختلفة. الشيخ عبدالله الغانم من جانب آخر تحدث عبدالواحد خياط عن إنجازات الغانم من منظور عربي، وذلك من خلال إسهام الراحل وجهوده في تأسيس المكتب الإقليمي في الشرق الأوسط للمكفوفين، الأمر الذي ظهر عنه وجود مكفوفين يحملون شهادات علمية في تخصصات مختلفة من خريجي المعهد من خلال معهد النور بالمحرق، الذي تحول إلى مدين عيسى للمكفوفين، بعد إحدى زياراته للمسؤولين في البحرين، التي كانت بمثابة المحفز إلى جانب العديد من المشاريع التي حرص عليها المحتفى به من خلال ترؤسه للمكتب الإقليمي.. مشيدا بحرصه على اهتمامه بمجال التجهيزات للمكفوفين، وإقامة المؤتمرات لهم، إلى جانب تقديم الدورات التدريبية لهم.. مختتما حديثه بالعديد من المواقف التي جمعته بالغانم رحمه الله، الذي وصفه بالحريص المخلص، والعصامي المثابر صاحب الهمة الوثابة والطموح الجسور. أما سلمان الشهري، فقد وصف الغانم، بأنه من الأشخاص الذين يستحقون الإعجاب ممن عاصره وعرفه، لما يلتفت إليه الأنظار من الاعتداد بإعداد ذاته بذاته، ليصبح رائدا في مجاله معلما وإداريا، وصاحب إسهامات محلية وعربية ودولية. ومضى الشهري مستعرضا حديثه بالمحتفى به عبر مجالات التربية والتعليم والإدارة وجوانب من سيرته الشخصية عبر ستة جوانب: الطموح والتحدي، الجانب الإنساني، الجانب الوطني، الثقة التي نالها من قبل ولاة الأمر والرؤساء، الغانم الذكي، الغانم ذو الطرفة والأريحية.. عارضا لقاء تسجيليا قال فيه الراحل بأنه كان يطبع ستين كلمة في الدقيقة بلغة برايل.. مختتما حديثه بجهود الراحل في تعليم الكفيفات قبل خمسين عاما التي شبهها المحاضر بالمعجزة الاجتماعية. مختتما حديثه بتسجيل للغانم، الذي تحدث فيه عن موقف الملك فهد – رحمه الله – عندما شق الصفوف للسلام على الغانم، في أحد مؤتمرات رؤساء الدول العربية، التي اراد من خلالها أن يوصل رسالة إلى الحضور بأهمية دعم المكفوفين، ولتعزيز دور الغانم عربيا وعالميا. الغانم ممثلا للمكفوفين العرب على منبر الأممالمتحدة كما وصف رائد نصار، المحتفى به من جوانب ثلاثة بدأها بمحور "خدمات بلا حدود" ركز فيها على دور الغانم من خلال رئاسته للمكتب الإقليمي للمكفوفين.. أما الثاني فعن "نبارك وندعم تجربتكم" متحدثا عن تجربة الشيخ لدعم تجربة جامعة الملك سعود، وذلك من خلال مد الجامعة بتجهيزات ومترجمين وتقديم خدمات طباعية وتجهيز مكتبة ناطقة بكلية الآداب بالجامعة.. إلى جانب المخيمات والوفود من وإلى الجامعة، وخدمات برامجية مساندة للجامعة.. أما الثالثة فوسمها النصار ب "وقفات" مستعرضا خلالها العديد من مواقف المحتفى به من خلال ما عرض له المتحدث من مواقف.. والتي ذكر منها أنه كان متواضعا يرفض شكره على ما يقدم ويقول مقولته المشهورة: هذا واجبنا. تلا ذلك مشاركة لعوض القحطاني، تحدث فيها من خلال عمله مديرا للعلاقات العامة بالمركز الإقليمي للشرق الأوسط للمكفوفين.. فمشاركة لسعود الجبر، الذي استهل حديثه من خلال بدايات تعلم الراحل لطريقة برايل، من خلال جمعه للمكفوفين في منزله وتعليمهم لغة برايل، إذ عرف عنه بأنه لا يعمل لنفسه فحسب، وإنما يعمل من أجل المكفوفين الآخرين في المملكة وفي البلدان العربية.. مستعرضا العديد من الطلبات التي كان يتقدم بها إلى ولاة الأمر الذين كانوا لا يردون له طلبا.. مختتما حديثه بالعديد من المواقف التي جمعته طالبا بأستاذه الشيخ عبدالله الغانم رحمه الله.. أعقب ذلك عدة مداخلات حاضرات وحضور الأمسية التي جاء منها مداخلة للأستاذة خلود بنت عبدالله الغانم، التي وصفت والدها بالأب الحاني الحنون، الذي كان يفاخر بأبنائه في مختلف المواقف، ضاربا لهم أروع صور الأبوة في تربية فلذات أكباده، الذين وجد فيه أبوة لمسوا فيها أروع مواقف العطف ووجدوا خلالها أبا مثالا فاخر بهم في حياته ليفاخروا به في مماته ابا حانيا وإنسانيا مربيا ورائدا.. حيث اختتم الاحتفاء الذي اختتم بتكريم المشاركين في الندوة. وقد شهدت الأمسية قصيدة رثائية في الغانم، وجملة من مداخلات الحضور التي تقاطعت في عدد من المحطات التعليمية والوظيفية للمحتفى به، والتي التقت في الإجماع على ريادة الغانم وعصاميته التي قدمت للمكفوفين الكثير من الإسهامات التعليمية على مستويات مختلفة، عبر ما شغله من مناصب تعليمية وإدارية مختلفة.. والتي جاء من ضمنها مداخلة لابنة المحتفى به خلود بنت عبدالله الغانم، التي تحدثت عن والدها التي وصفته بأنه الأب الحنون الذي فاخر بأبنائه طيلة حياته، ليفاخرون بما قدمه لقيادته ووطنه والمكفوفين من إنجازات يفاخرون بها طيلة حياتهم. والشيخ عبدالله بن محمد الغانم من مواليد جلاجل بسدير، حيث عاش فيها طفولته وتعلم في كتاتيبها، ثم انتقل بعدها إلى الرياض طلبا للعلم والمعرفة، حيث استطاع أن يكمل تعليمه النظامي ليلتحق بعد ذلك بالتعليم الجامعي ويتخرج منه متخصصا في علوم الشريعة.. حيث شغل – رحمه الله - رئيس المكتب الإقليمي للجنة الشرق الأوسط لشؤون المكفوفين، حيث جمع إلى جانب اعتماده – بعد الله سبحانه وتعالى – على نفسه في طلب المعرفة والصبر في سيبل تطوير ذاته، إذ تميز بالذكاء والفطنة وسرعة البديهة.. إلى جانب ما كان يمتع به من حس البصيرة وحس الإرادة الشخصية القيادية التي أهلته لتسنم العديد من المناصب في مجال رعاية المكفوفين وأحد الإعلام المبرزين في مجال جمعيات المكفوفين وأنشطتها المختلفة إذ أصبح رمزا ومضرب مثل في هذا المجال.. حيث أصبح رمزا من رموز هذا المجال محليا وعربيا. عادل الغانم لقد كان الغانم من الرواد الذين كان لهم إسهامات عدة في مجال تقديم طرائق خدمة لتعليم وتعلم ذوي الإعاقة البصرية، إذ كان أحد رواد تعليم طريقة برايل في المملكة، إذ أسند إليه الإشراف على الفصول التي تم افتتاحها آنذاك للتعلم عبر هذه الطريقة من خلال فصول مسائية فتحت لهم في بدايات هذه الطريقة. إلى جانب ما تميز به عطاء الغانم في مجال خدمة ذوي الإعاقة البصرية، إلى الإسهام في وضع تصورات تنطلق من خلال إيمانه بدوره ورسالته تجاه هذه الشريحة من مجتمعنا، إذ تجاوز دور الناشط في طرق إفادتهم تعليميا إلى أن يكون صاحب حضور إداري خدمة لهم، فلقد كان من الأسماء الرائدة بوصفه إداريا كلف بالعديد من المهام الإدارية لمدارس ومعاهد خاص بتعليم المكفوفين، والتي كان منها إدارته لأول معهد من معاهد التعليم الخاص، بوصفه أول مدير لمعهد النور للمكفوفين بالرياض، حيث عين بعد ذلك مديرا للتعليم الخاص بالمملكة. أما على المستوى العربي فقد أسس المكتب الإقليمي للجنة الشرق الأوسط لشؤون المكفوفين بالرياض، وعمل رئيسا له حتى صدور القرار السامي بتحويله إلى مكتب سعودي، ومن ثم ضمه إلى الأمانة العامة للتعليم الخص بوزارة المعارف آنذاك.. أما على المستوى الدولي فقد كان للغانم دور بارز في الإسهام والإشراف على المؤتمر الدولي للمكفوفين الذي عقد في الرياض عام 1405ه، والذي نتج عن ثماره دمج المنظمتين العالميتين "الاتحاد الدولي للمكفوفين" و"المجلس العالمي للمكفوفين" حيث تم انتخاب عبدالله الغانم رئيسا للاتحاد العالمي للمكفوفين لمدة أربع سنوات، ليكون الغانم بذلك أول رئيسا للاتحاد، الذي برهن من خلاله الغانم، على ما يمتلكه من روح عصامية أبت إلا أن تجعله صاحب معرفة تسلحت بالعلم إذ انتظم في مقاعد الدرس حاصلا على الشهادة الجامعية منتظما.. وفي مسيرة الإسهام الفاعل كان رائدا في البحث عن طرائق تخدم أصحاب الاحتياج البصري فكان مبدعا يهندس الوسيلة البصرية المناسبة لأصحاب البصيرة المبصرين من خلالها.. وكان الإداري الناجح الذي استطاع من خلال دوره الإداري أن يقدم خدمة أوسع من خلال دوره مديرا ليقدم مزيدا من العطاء الأوسع خدمة للطريقة والمعلم وصولا إلى خدمة الطالب الكفيف.. ليواصل بعصاميته وإرادة وثابة عطاؤه المتفرد في خدمة هذه الشريحة على المنابر العربية والدولية، وصولا إلى الريادة العالمية في خدمة المكفوفين. عبدالواحد الخياط مثل الغانم المملكة في عدة مؤتمرات دولية للمكفوفين، إذ كانت خبرته بهذا المجال علما.. وعملا.. وإعدادا.. وتدريبا.. وإدارة.. وإشرافا.. إلى جانب تعلمه للغة الإنجليزية مقومات نجاح وتميز جعل من الغانم رمزا على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي. لقد استطاع عبدالله الغانم أن يقدم ريادة متفردة في مختلف المستويات الإدارية التي شغلها، جامعا بين فن الإدارة المبصر، حسن الرؤية إلى تطوير واقع الكفيف تعليميا ومهاريا.. لما يمتلكه الغانم من مقومات الإداري العصامي إلى جانب ما أعد نفسه به من ثقافة جمعت بين علوم الدين والأدب ومعارف إنسانية واجتماعية مختلفة.. حذق خلالها اللغة الإنجليزية، التي أراد من خلالها التحدث باسم هذه الشريحة في محافل دولية وعالمية خلال مسيرته التأسيسية والإدارية في مجال تعليم المكفوفين وتدريبهم.. إذ كان همه الجلي في خدمة شريحة ذوي الاحتياجات البصرية، ليجد كل التأييد والدعم من لدن ولاة الأمر ماديا ومعنويا.. ومن خلال ما قدمته وزارة المعارف آنذاك منذ إنشاء قسم التربية الخاصة، الذي تحول إلى قسم التعليم الخاص بوزارة التربية والتعليم.. إلى جانب إسهامه المتعددة في إنشاء معاهد خاصة بالمكفوفين في عدة دول عربية. إن الحديث عن الراحل عبدالله الغانم، وعن مواقفه وإنجازاته، ما هو إلا حديث تجربة كفيف منحه الله عن نعمة البصر، نعمة البصيرة، التي استطاع من خلالها أن ينظر إلى الأمور بعمق المادي منها والمعنوي.. وأن يدون بعصاميته مسيرة من الطموح والعمل والإنجاز.. ليظل الغانم لدى مجايليه رمزا متفقا على تفرده.. ورائدا قدم للريادة ما تستحقه من عصامية علمية وعملية. جهاز الترجمة الذي تعلم به الغانم الإنجليزية