الرياضة أصبحت حاضراً صناعة لذا لم تعد متابعتها مقتصرة فقط على الرياضيين، فهناك آخرون ليسوا في الوسط الرياضي وأصحاب مسؤوليات ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها سواء حديثاً أو منذ فترة طويلة .. الوجه الآخر الرياضي لغير الرياضيين تقدمه "دنيا الرياضة" عبر هذه الزاوية التي تبحث عن المختصر الرياضي المفيد في حياتهم وضيفنا اليوم هو الفنان التشكيلي الأستاذ عثمان الخزيم. * أين عثمان الخزيم الفنان التشكيلي عن الهم الرياضي في لوحاته ؟. - بالنسبة للوحات قد تكون مرتبطة بالحدث الرياضي؛ كأول مرة فزنا بكأس آسيا حيث قدمت لوحتين الأولىأهديتها للمدرب خليل الزياني والثانية للأمير فهد بن سلطان حينما كان نائبًا للرئيس العام وكان ذلك عبر احتفائية التلفزيون السعودي بمسرحه، وللعلم فالفنان التشكيلي لابد أن يمارس الرياضة مع الألوان، وأنا من المهتمين بالشأن الرياضي السعودي. البطاقة الحمراء أوجهها لعادل عصام الدين والصفراء للرزيزاء وأدعو سامي الجابر لمنزلي * بين الانتهاء من رسم لوحة وصافرة نهاية المباراة أين يكمن الاختلاف؟ - اللوحة أساساً هي هاجس فردي والمباراة وخاصة كرة القدم هي هاجس جماهيري بحت؛ الانتهاء من رسم لوحة هو انجاز بالنسبة لي مهم جداً وهو دائما للأفضل (( قريب من الفوز)) لكن نهاية المباراة أحياناً تأتي بالحسرة إلينا خاصة مع "وضع المنتخب السعودي". * جداريات الفنانين التشكيليين أين هي من مدرجات الأندية والملاعب وأروقتها؟ - الجداريات كفن للأسف أرى أن المجتمع يربطه بكل الفنانين التشكيليين أي أن المجتمع يعتقد أن كل فنان يستطيع تقديم جدارية؛ والواقع أن الجداريات هي هاجس بعض الفنانين وفيها من العلم ما يجب مراعاته حين تنفيذ وتصميم الجداريات كونها أعمالاً فنية كبيرة مرتبطة بمسافات الرؤيا عن بعد مما يفرض نوعاً ومقاييس معينة من الألوان والكتل والتكوين بحيث تكون أمام عين الرائي لها من بعد جميلة ومناسبة؛ ولذا فإنه ليس كل الفنانين لهم ارتباط بالجداريات؛ أما عن تواجدها في الملاعب فهذا لا يخص الفنانين بل العاتق على الرئاسة العامة لرعاية الشباب؛ ونحن رهن الإشارة. * عندما نرى الملاعب الأوروبية نشعر بأننا أمام لوحة فنية؛ متى يداخلنا الشعور ذاته لمجرد مشاهدتنا لملاعبنا السعودية؟ - يداخلنا هذا الشعور عندما يعطى الفنان التشكيلي السعودي الفرصة لتقديم خدماته الاستشارية؛ كونه بالتأكيد لديه عين رياضية مثقفة بالشكل واللون. * الفن التشكيلي في الأندية كان موجوداً في السابق، فلماذا اندثر حاضراً؟ - كان حاضراً عندما كان النشاط الثقافي والفني مرتبط بالرئاسة العامة لرعاية الشباب وعندما تحولت وزارة الإعلام إلى وزارة الثقافة والإعلام حسب توجيه سام كريم من لدن سيدي خادم الحرمين، انفصل النشاط عن الأندية الرياضة وبسبب ذلك الانفصال بين الرئاسة العامة ووزارة الثقافة والإعلام وكثفت الوزارة الأندية الثقافية المستقلة، أي أن كل سعي لتطوير الفن التشكيلي بمؤسساته. * كان لبيوت الشباب ميدان تجمع تنافسي للفن التشكيلي هل هو كذلك الآن؟ - نعم ولكن عندما تحول النشاط كما ذكرنا آنفا لوزارة الثقافة والإعلام تحول ذلك إلى مؤسسات الوزارة. أقول لمن يعترض على رسومات أجساد اللاعبين الدين المعاملة فالمؤمنون هينون لينون * أين تشاهد العقدة في تلك الفجوة بين الأندية وتفعيل الجانب الثقافي؟ - كان وجود الأندية الرياضة وجودًا اجتماعيًا أي أن كل مجموعة تعمل لها نادٍ معين بمجهودات فردية، وعندما تم تنظيم هذا النشاط من الدولة كانت الدولة حريصة كعادتها على أن يكون كل تجمع رياضي فرصة للوجود الثقافي والعلمي والفني، قبل أن تصبح الأندية الرياضة شبه "احترافية" وعندما أصبحت "احترافية" توجهت إلى كرة القدم فقط كونها المجال الاستثماري المقصود. * مشاركة الأندية السعودية خارجياً هل تراها مقنعة؟ و ما الذي تتمناه وأنت تشاهد أحدها يمثل السعودية خارجياً؟ - هناك ملاحظة لي على بعض الأندية السعودية خلال مشاركاتها الدولية، وهي عدم وجود شعار الدولة "السيفين والنخلة" على القمصان ويجب إن وجد أن يكون بموقع بارز. * اللوحة الفنية الآخاذة تراها في أداء أي نادٍ؟ - في احد اللقاءات التلفزيونية في رمضان الماضي سألني مذيع هل هنالك حرج لمعرفة ميولك، فأجبته مباشرة هذا السؤال لا يطرح على الهلاليين، لأنه يطرح على من ينتمي للأندية التي تعد بعيدة عن منصات التتويج. * مَن من اللاعبين السعوديين تشعر بأنه يحمل ريشة فنان في الملعب؟ -النجم الهلالي محمد الشلهوب ومن قبله كان كذلك المبدع الكابتن الفيلسوف يوسف الثنيان. * الرسومات التي نراها على أجساد اللاعبين الأجانب هل تدخل ضمن الفن التشكيلي؟ - في عصر الاحتراف وفي هذا الزمان لك أن تتخيل لو أن لاعباً سعودياً يلعب في أوروبا وقبل الصلاة كان في الملعب ولديه برهة من الوقت لتأدية الصلاة هل للآخرين حق بأن يمنعوه من تأدية صلاته؛ بالطبع لا ! ومن هنا فالدين المعاملة واعتقد بل أجزم أن التعامل الحكيم مع مثل هذه الظواهر قد يغير معتقد من نتعامل معه دون الرجوع إلى الحدة والرفض بشكل مباشر لأن المؤمنين هينون لينون. * لو طلبنا منك تشبيه الأندية بالمدارس الفنية فأيها تراه أقرب للسيريالية ومن منها يتشابه مع المدرسة التكعيبية والطبيعية وغيرها؟ - كرة القدم أساسًا الآن تتماشى مع الفن المعاصر بشكل كبير والدليل على ذلك فوز اسبانيا بكأس العالم لأن الفن المعاصر هو خليط بين كل هذه المدارس بحيث تخدم المدارس بعضها البعض وفي الأخير نقدم عملاً جباراً. * الكؤوس والدروع الحاضرة في المنصات السعودية؛ دائماً ما يصممها فنانون من خارج الوطن رغم عدم دقة جودتها في بعض الأحيان، أين هم الفنانون والمصممون السعوديون من تلك المنتجات المربحة؟ - أولاً أحمل تحفظاً على التصاميم المطروحة بالنسبة للكؤوس والميداليات، فمثل ما نعرف ان هنالك وبشكل عام أسساً أمنية بالتصميم تهتم بالسلامة، وأعني مثلاً كأس أو درع بطولة بعد الفوز يتبادله اللاعبون فرحاً بينهم مع حدة الحركة هنا فلابد أن يكون التصميم خالياً من أية حد قد يسبب خدوشاً، ولو نظرنا لكأس العام فتكوينه الكروي يجعله غير قابل للخدش والجرح. * هل أنت مع فكرة إنشاء مراسم في الأندية الرياضية؟ - أؤيد مثل هذا الموضوع وليست مراسم فقط؛ فمثلاً نادي الهلال قد يكون فيه مركز للموهوبين يعني بالرسم والخطابة والشعر والتمثيل لكون النادي محط أنظار وجامعاً لمشجعيه من الشباب ومثله الأندية الجماهيرية الأخرى. * أيهما أشد وطأة عليك تهشم لوحة فنية ثمينة أم عدم تأهل المنتخب السعودي لمونديال 2010؟ - أؤكد بأن عدم فوز المنتخب وليس التأهل وحده يحدث بركاناً بداخلي من الغضب والحزن، وبالنسبة للوحة فهي دائماً عزيزة علي وأنا أحفظها بأمان بعيدا عن الخدش أو التهشم ولا تنسى أننا تحدثنا قبل قليل عن التصميم الآمن. * حينما ترى وتسمع ضوضاء جماهير الملاعب ألا ترثي لحال صمت لوحاتك الفنية؟ - اللوحات الفنية هو بالأساس فن "نخبوي" ومن الفن التشكيلي ما هو فن اجتماعي يعني مثلا لو طلب مني أن ارسم قرية أو مزرعة أنفذها وهو نوع من أنواع الفن التشكيلي وله جماهيرية تفوق جماهيرية بعض الأندية. * هناك من يتهم المجتمع الرياضي بالشللية في بعض توجهاته؛ ماذا عن الوسط الفني التشكيلي؟. - الوسط الفني التشكيلي أولاً مرتبط بفن فردي وبالتالي ليس هنالك شللية بمعناها الحقيقي، وشللية الوسط الرياضي ظهرت بسبب بعض الإعلاميين المتلبسين عباءة النقد وينسون النقاد أنهم هم آخر المتمتعين بالعمل الإبداعي سواء في كرة القدم أو غيرها. * هل تعتقد أن هناك ثمة تشابه بين ما يحدث في كواليس الرياضة وكواليس المعارض التشكيلية من اختلافات وإثارة ونقاشات حادة؟ - بالتأكيد الاختلاف هو حجر البناء أو طوبه، متى ما كان الذي يبني واعياً بمسيرة البناء. * قبل خمسة أعوام سللت ريشتك واقتحمت المجال الرياضي من خلال برنامج في القناة الرياضية لم يدم طويلاً، هل كان ذلك بحثاً عن نقطة ضوء أم للفت الانتباه بأن هناك فنانين سعوديين، ولماذا فضلت أن يكون ذلك عبر الرياضة؟ - قبل 5 سنوات كان لدي برنامج اسمه " فن بيوت" و قصة ولادة هذا البرنامج انه عندما كان الأستاذ عبدالعزيز الرويشد مديراً للقناة الرياضة استضافوني في حلقة خاصة عن اليوم الوطنى وطلب مني الرويشد تقديم عمل للقناة الرياضية، وبدأت فكرة فن بيوت لدعم انتشار الفن التشكيلي بين الشباب، وطرحت الفكرة على الأستاذ عبدالعزيز واستحسنها، وقدمنا البرنامج انا والمخرج سامي السعيد عبر الرياضية السعودية لثلاث حلقات، وخلال تصويرنا للحلقة الرابعة تغيرت إدارة القناة الرياضة وعين الأستاذ عادل عصام الدين مديراً وكان هنالك توجيه على أن تختص القناة الرياضية فقط بالبرامج الرياضية ويتم تحويل النشاطات الثقافية والفنية إلى القنوات الأخرى السعودية وأوقف البرنامج، والأستاذ عادل عصام الدين لم يكن يعرف سبب إيقاف البرنامج. * إذا كان من أهم المميزات التي يتم من خلالها تمييز اللاعب الجيد المهارات الفردية والبنية الجسدية واللياقة البدنية فما هي المزايا التي يتم الاعتماد عليها لمعرفة الفنان التشكيلي المتميز؟ - الفنان التشكيلي واللاعب المتميز هما شبيهان لكن بالمقلوب، يعني اللاعب متميز في (شبابه) والفنان يتميز أكثر في (شيبوبته)، وهنا اقصد الخبرة هي الفارق. * ما الفرق بين الرياضة والفن وفق ما تراه ؟ - الرياضة والفن كلاهما ضرورة للحياة. * بمعيار النسبة المئوية ما نصيب الرياضة من اهتماماتك؟ - اعتقد أن الاهتمام بمقدار 45% والممارسة " لك عليها شوي" . * أي الألوان تراه يشكل الغالبية السائدة في منزلك؟ - هناك قاعدة ثابتة لي مع الألوان؛ ليس هنالك لون مفضل عن لون إلا "الملعب" فالألوان دائما تقدم بعضها البعض. * هل تميل بلوحاتك لألوان معينة دون أخرى؛ وهل لها علاقة بالميول؟ - أحب الألوان الصريحة لأن الألوان هي الحياة ولك أن تتخيل أن ترى الحياة دون ألوان يعني مثل "أبيض وأسود"، أما ميولي فهو للأزرق السعودي. * شكل لنا منتخباً من التشكيليين فربما واجهنا الانجليز في نهائي كأس العالم يوما ما؟ - عثمان الخزيم حارس مرمى سعد العبيد دفاع فهد الربيق جناح أيسر ناصر الموسى مراقب المباراة ومحمد المنيف لاعب وسط وصالح النقيدان حكم المباراة وعلي الرزيزاء بالاستديو التحليلي. * متى كانت آخر زيارة لك للملاعب الرياضية؟ - بدون ضحك؛ قبل 20 عاماً في اشبيليا باسبانيا لحضور أول مباراة لماردونا مع ناديه الجديد آنذاك اشبيليا. * البطاقة الحمراء في وجه من تشهرها؟ - للأستاذ عادل عصام الدين لإيقافه برنامجي. * ولمن توجه البطاقة الصفراء؟ - للفنان علي الرزيزاء. * لمن توجه الدعوة من الرياضيين لزيارة منزلك؟ - أوجهها لحبيبي سامي الجابر. * هل سبق وأن أقدمت على عمل وكانت النتيجة "تسلل" بلغة كرة القدم؟ - كثير كون عملي التشكيلي يعتمد على تعدي خطوط التماس.