تعهد الرئيس الافغاني حميد كرزاي الجمعة خلال مراسم تشييع برهان الدين رباني الرئيس الافغاني السابق والمفاوض مع حركة طالبان الذي اغتيل قبل ثلاثة ايام في كابول مواصلة جهود السلام في افغانستان. وسجل انتشار امني كثيف في كابول لحماية المشاركين في الجنازة التي ستنطلق من القصر الرئاسي. وقتل رباني في منزله الثلاثاء بعبوة خباها انتحاري تحت عمامته وزاره في منزله في كابول الثلاثاء مدعيا انه موفد من قبل طالبان. الا ان كرزاي شدد على ان اغتيال رباني لن يوقف الجهود لاقامة اتصالات مع المتمردين ولو ان الحرب ستستمر ضدهم. وصرح كرزاي "دم الشهيد (رباني) وغيره الذين سقطوا دفاعا عن الحرية يلزمنا بمواصلة الجهود على التوصل الى السلام والاستقرار". واضاف "سنواصل جهودنا للتوصل الى السلام بناء على رغبة" رباني ولو انه "من مسؤوليتنا في الوقت نفسه ان نحارب اعداء السلام باصرار". وادلى كرزاي بكلمته بينما جثمان رباني مسجى في القصر الرئاسي حيث القى مئات المسؤولين الافغان والسفراء الاجانب النظرة الاخيرة على النعش الملفوف بالعلم الافغاني والمغطى بالزهور. ومن المقرر ان يوارى الجثمان الثرى على تلة مطلة عل العاصمة حيث تجمع مئات من السكان وهم يحملون صور رباني ولافتات لحضور مراسم التشييع. وتعهد بعض المشيعين الغاضبين بالثار لاغتيال رباني بطل المجاهدين سابقا ضد القوات السوفياتية في الثمانيات من القرن الماضي، والذي كان يحظى بقاعدة شعبية واسعة في شمال البلاد ذي الغالبية من الطاجيك. وقال عناية الله وهو طالب جامعي من الطاجيك "كلنا مفجوعون، لقد خسر الشعب قائدا عظيما". واضاف "نتعهد الانتقام لبرهان الدين رباني ونطالب الحكومة بالقبض على المسؤولين عن اغتياله". وقال "نريد ان تتم محاكمة المسؤولين عن تنظيم اللقاء (الاخير بين رباني والانتحاري) حتى ولو كانوا من اعضاء المجلس الاعلى للسلام". واعلنت الشرطة نشر عناصر اضافيين "في اعلى مستوى استنفار" لضمان الامن خلال الجنازة، كما وضع الجيش والاستخبارات في حالة تاهب. وصرح محمد زاهر رئيس قسم التحقيقات الجنائية في كابول لوكالة فرانس برس "لقد اتخذنا احتياطات اضافية من خلال نشر قرابة 3 الاف شرطي خصوصا للجنازة". وانتشر عناصر الشرطة وبعضهم على متن عربات مدرعة في شوارع كابول حيث فرض طوق امني في المنطقة القريبة من منزل رباني ومنع وصول السيارات بينما اخضع المارة للتفتيش. وقال كرزاي ان الانتحاري تمكن من الوصول الى رباني (71 عاما) عندما ادعى انه يحمل قرصا مدمجا "سي دي" عليه "رسالة سلام" من طالبان. ويبدو ان الانتحاري انتظر طيلة اربعة ايام حتى عاد رباني من رحلة الى الخارج قبل ان يفجر عبوته عندما عانقه للسلام عليه.