تجمع مئات الافغان في العاصمة كابول لتشييع جثمان برهان الدين رباني (رئيس مجلس السلام الاعلى والرئيس الافغاني السابق ) والاحتجاج على مقتله على يد انتحاري - يوم الثلاثاء- . وكان رباني قد قتل في هجوم بالقنابل على منزله في كابول. وتعطلت الحركة في شوارع كابول مع اغلاق الطرق المحيطة بمنزل رباني حيث يصل رفاقه السابقين لتوديع جثمانه. وذكر مسئولون افغان( لبي بي سي * : إن رباني كان يستقبل اثنين من قادة حركة طالبان في منزله وقت الهجوم، ومن غير الواضح ما إن كان الضيفين من طالبان متورطين في الهجوم. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية : إن الانفجار أودى بحياة رباني وقع بالقرب من سفارة الولاياتالمتحدة، وهو الهجوم الثاني خلال أسبوع في منطقة كابول ، التي توجد فيها معظم مقار البعثات الدبلوماسية الأجنبية. وقال مراسل للوكالة الفرنسية: إن سيارة إسعاف وصلت إلى مكان الحادث الذي طوقته قوات الشرطة بأعداد كبيرة. وفي وقت لاحق ذكرت الوكالة : أن الشحنة الناسفة التي قتل بها رباني كانت مخبأة في عمامة أحد الضيفين اللذين كان يستقبلهما . وقد استقبل رباني ضيفيه باعتبار أنهما يحملان رسالة هامة من حركة تتعلق بمحادثات السلام التي يشرف عليها. وقد انفجرت القنبلة بمجرد أن قام الإنتحاري الذي يحملها بمعانقة رباني لتحيته. وكان الرجلان قد وصلا إلى منزل رباني في صحبة معصوم استنقاذي وهو أحد مساعدي رباني، وذلك وفقا لأحد المصادر ، وإن كانت الروايات لا تزال متضاربة بشأن كيفية دخول المتفجرات إلى منزل رباني الذي يخضع لحراسة مشددة. غير أن أكثر الروايات تواترا هي ما قاله رئيس الشرطة الجنائية في كابول / محمد زهار ، والذي قال: إن رجلين حضرا إلى منزل رباني للتفاوض معه نيابة عن حركة طالبان ، وكانت المتفجرات مخبأة في عمامة أحدهما عندما دخلا إلى المنزل. وأضاف زهار : أن رباني استشهد بينما أصيب معصوم استنقاذي وثلاثة آخرين بجروح خطيرة. وقال مصدر طلب عدم ذكر اسمه لوكالة الصحافة الفرنسية : إن الإنتحاري قتل على الفور بينما أصيب زميله الذي كان معه واعتقل لدى قوات الأمن. واضاف المصدر نفسه : أن رباني كان في زيارة لدبي ولكنه قطعها وعاد على وجه السرعة إلى كابول عندما علم بأن ممثلين من طالبان يريدان مقابلته. وأوضح المصدر أن رباني قتل بعد وقت قصير للغاية من وصوله من المطار إلى بيته. ولم يتسن الإتصال بحركة طالبان للتعليق على هذه الانباء. ويختص مجلس السلام الاعلى الذي كان رباني يرأسه بإجراء المفاوضات الرامية لتحقيق مصالحة بين حركة طالبان والدولة الأفغانية برئاسة / حامد كرزاي . ويذكر ان رباني كان يشغل من قبل منصب رئيس افغانستان كما أنه زعيم المعارضة الرئيسي في البلاد. وقد تولى رباني قيادة جهود السلام في افغانستان بعد أن عيَّنه الرئيس حامد كرزاي رئيسًا للمجلس الأعلى للسلام المكلف بالتفاوض مع حركة "طالبان"، وهو المجلس الذي فشل في مهمته حتى الآن . وأعلنت بعثة أفغانستان في الأممالمتحدة :أن الرئيس الافغاني / حامد كرزاي سيقطع زيارته الحالية للولايات المتحدة ويغادر - الثلاثاء - عائدا إلى كابول ، وذلك عقب اغتيال برهان الدين رباني . وقد اجتمع في وقت سابق من الثلاثاء مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وذلك قبل يوم من إلقائه كلمة بلاده أمام الجمعة العامة للأمم المتحدة - الأربعاء- . وقد أدان الرئيس الأمريكي مقتل برهان الدين رباني وتعهد بأن ذلك لن يثن الولاياتالمتحدة عن استكمال مهمتها في افغانستان. وفي الوقت نفسه صرح الرئيس الافغاني /حامد كرزاي في بداية محادثاته مع الرئيس /أوباما على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك : بأن موت رباني لن يحول دون مواصلة الجهود الرامية لإحلال السلام في أفغانستان. وفي نيويورك ايضا صرح وزير الخارجية البريطاني/ ويليام هيغ بأن اغتيال برهان الدين رباني لن يوقف جهود أفغانستان لتحقيق السلام على اراضيها. وقال هيغ :"إن برهان الدين رباني قد عمل مخلصا وبلا كلل من أجل السلام وضمان مستقبل أفضل لبلاده، ونحن واثقون من أن اغتياله لن يفت في عضد الحكومة الأفغانية في مواصلة جهودها من أجل السلام والمصالحة". كما أدان الرئيس الفرنسي /نيكولا ساركوزي اغتيال رباني ووصفه بأنه عمل إرهابي يتصف بقدر كبير من الجبن. باب