الوطن مُزج بدم وعقل وروح وجسد وعواطف أبنائه وعلى هذا متفقون، وإنما ما نهدف إليه هو موقع متقدم حقيقي لوطننا في قلب العالم، وهذا هو ما تحقق بفضل الله ثم بفضل قيادتنا الحكيمة، وفي كل عام تمر بنى ذكرى توحيد هذا الوطن على يد مؤسسه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- ونرى الكثير من المشروعات الجبارة والحاضر شاهد عيان على هذه التنمية والحضارة في جميع أوج الحياة، وأبرزها توسعة الحرمين الشريفين في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، والتي تُعد أكبر توسعة للحرمين في التاريخ، والتي حظيت باهتمام ومتابعة دقيقة من الملك عبدالله -حفظه الله-، وشملت التنمية والتخطيط الإنسان والمكان، والمواطنة الصادقة المخلصة هي لخدمة الوطن والوحدة الوطنية والالتفاف حول قيادتنا لا خيارات فيها ولا مساومة، ذلك الحب الذي لا يتوقف وذلك العطاء الذي لا ينضب، أيها الوطن المترامي الأطراف أيها الوطن المستوطن في القلوب أنت فقط من يبقى حبه وأنت فقط وطني، أيها الوطن الحاضن للماضي والحاضر، أيها الوطن يا من أحببته منذ الصغر أنت من تغنى به العُشاق وطني الحبيب ولا أحب سواه، وأطربهم ليلك في السهرات، أنت كأنشودة الحياة وأنت كبسمة العمر، وطني من لي بغيرك عشقاً فأعشقه ولمن أتغنى ومن لي وطني أيها الحب الخالد، وطني أرجو العذر إن خانتني حروفي وأرجو العفو إن انقصتك قدراً، فما أنا إلاّ عاشق حاول أن يتغنى بحب هذا الوطن، نعم إن الوطن غال بكل ما تحمله المعاني من الحب والعطاء بكل ما تجسده من قيم الإيثار وتطلعات البناء، إنها البذرة وهي مغروسة ترعرعنا وترعرعت معنا حتى آتت أوكلها التضحية من أجله واجب وطني علينا، ولضمان الاستمرار والاستقرار، ولضمان تنامي هذا الشعور جيلاً بعد جيل، أصبح لزاماً علينا أن نحرس على هذه الشجرة المباركة التي غُرست بذرة ومنذ وقت مبكر هذا الوطن الكبير الذي هو قبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، كان قبل توحيده مسرحاً للفوضى والقتل والظلم والاستبداد والخوف والنهب والعنصرية، فلا حياة إلاّ سوى رائحة البارود والموت، وعندما أراد الله لهذا البلد الآمن أن تسير فيه الحياة الطبيعية وفق الله الملك عبدالعزيز ورجاله، وبعد كفاح مستميت أستقرت الحياة التي جاءت ثمرة جهاد ونضال كفاح، حتى عاد لهذا الوطن هيبته وللنظام احترامه وأشاع الطمأنينة في نفوس القبائل، لتصبح المملكة بفضل من الله بكل أجزائها وحدة متكاملة متماسكة يتساوى فيها أمام شرع الله القوي والضعيف، وتعاقب على دفة الحكم من بعده أبناؤه البررة الملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد -رحمهم الله- وكلاً منهم قدم سجل عطر حافل بالانجازات والمشروعات التنموية حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-، هذا العهد الذهبي الذي تعيشه المملكة وشعبها الوفي والطفرة والحضارة والتنمية التي شملت جميع مدن وقرى وهجر هذا الوطن في جميع أوج الحياة، يستمد العون من الله عز وجل وبمساعدة عضديه ولي العهد الأمير سلطان وسمو النائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف وأبنائهم وأحفادهم والأسرة المالكة والشعب السعودي الوفي، الذي صمد في وجه الخائنين والمتربصين بأمننا وقيادتنا ووطننا حتى أصبح هذا الوطن وشعبه مثالاً يقتدى به في وفائه مع قيادته، في الوقت الذي تعصف فيه المشاكل بكثير من بلدان العالم وتموج بالصراعات والتقلبات، حققت بلادنا ملحمة تنمية فريدة الكل التف حول هذه القيادة وهذا الوطن، نعم أن قيادتنا ووطننا غير، فيجب أن لا نعطي الفرصة لخائن أو حاسد أو حاقد النيل من أمننا وقيادتنا والعبرة بمن حولنا خير شاهد، نعمة الأمن إذا فقدت فهي أول مُبشر بنار تستعر تأكل اليابس والأخضر، وتعيدنا إلى التناحر والفقر والمرض وتوقف حركة التنمية، كلنا في هذا الوطن معنيين بالوفاء له ولقيادتنا آل سعود. * شيخ شمل قبيلة النواشرة بالقنفذة