التلاحم بين قيادتنا وهذا الشعب السعودي ليست وليدة الساعة، ولكن أكّدتها ما يجري من أحداث من حولنا جعلتنا أكثر تماسكًا والتفافًا حول قيادتنا ووطننا؛ لأن الوطن مُزج بدم، وعقل، وروح، وجسد، وعواطف أبنائه، وعلى هذا متفقون، وإن ما نهدف إليه هو موقع مُتقدم حقيقي لوطننا في قلب العالم، وهذا هو ما تحقق -بفضل الله، ثم بفضل قيادتنا الحكيمة- وفي كل عام تمر بنا ذكرى توحيد هذا الوطن على يد مؤسسه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- ونرى الكثير من المشاريع الجبارة، والحاضر شاهد عيان على هذه التنمية والحضارة في جميع أوجه الحياة، وأبرزها توسعة الحرمين الشريفين في مكةالمكرمة، والمدينة المنورة، والتي تعتبر أكبر توسعة للحرمين الشريفين في التاريخ، والتي حظيت باهتمام، ومتابعة دقيقة من الملك عبدالله -حفظه الله- وشملت التنمية والتخطيط الإنسان والمكان، المواطنة الصادقة المخُلصة هي لخدمة الوطن والوحدة الوطنية، والالتفاف حول قيادتنا لا خيارات فيها، ولا مساومة على هذا الوطن، ذلك الحب الذي لا يتوقف، وذلك العطاء الذي لا ينضب. هذا الوطن الكبير الذي هو قبلة المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، كان قبل توحيده -بفضل من الله على يد الغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود- كان مسرحًا للفوضى، والقتل، والنهب، والعنصرية القبلية، فلا حياة إلاّ سوى رائحة البارود والموت، وعندما أراد الله لهذا البلد الآمن أن تسير فيه الحياة الطبيعية، وفّق الله هذا الملك العادل ورجاله، وبعد كفاح استقرت الحياة التي جاءت ثمرة جهاد ونضال وكفاح؛ حتى عاد لهذا الوطن هيبته، وللنظام احترامه، وأشاع الطمأنينة في نفوس القبائل، وجمع كلمة الوطن على كلمة الحق لا إله إلاّ الله محمد رسول الله، بعد أن كان الشرك يخيم على كثير من البلدان، ووجههم للعمل البناء، والتعاون المثمر من أجل غدٍ مُشرقٍ، فعم الأمن والعدل والاستقرار، ربوع البلاد، وأصبحت هذه المملكة -بفضل من الله- بكل أجزائها وحدة متكاملة متماسكة، يتساوى فيها أمام شرع الله القوي والضعيف، وتعاقب على دفة الحكم من بعده أبناؤه البررة الملوك: سعود، وفيصل، وخالد، وفهد -يرحمهم الله جميعًا- وكل منهم قدّم سجلاً عطرًا حافلاً بالإنجازات، والمشاريع التنموية حتى عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- هذا العهد الذهبي الذي تعيشه المملكة، وشعبها الوفي، والطفرة، والحضارة، والتنمية التي شملت جميع مدن وقرى وهجر هذا الوطن في جميع أوجه الحياة، يستمد العون من الله عز وجل، وبمساعدة عضديه سمو سيدي ولي العهد الأمير سلطان، وسمو سيدي النائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف، وأبنائهم، وأحفادهم، والأسرة المالكة الكريمة، والشعب السعودي الوفي، الذي صمد في وجه الخائنين والمتربصين بأمننا، وقيادتنا، ووطننا حتى أصبح هذا الوطن وشعبه مثالاً يقُتدى به في وفائه مع قيادته آل سعود. وبهذه المناسبة يشرفني بالأصالة عني، ونيابة عن أهالي محافظة القنفذة -حاضرة وبادية- أن أهُنئ قيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو سيدي ولي عهده الأمين الأمير سلطان، وسمو سيدي النائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف، والأسرة المالكة الكريمة، والشعب السعودي الوفي، بهذا اليوم الوطني، تلك الذكرى الخالدة. محمد أحمد الناشري - القنفذة