في كثير من قصائد الشعراء الشعبيين نجد التعبير الصادق عن أصالة الكلمة ، والمشاعر الحساسة ، والعواطف الجيّاشة ، ومن ضمن قصيدة جميلة وجزلة شديدة السبك والحبك للشاعر المتألق علي بن حمري قرأت هذا البيت الذي كان ضمن أبيات القصيدة وقد استوقفني كثيراً لدرجة الإعجاب فهذا البيت أتمنى أن يجود مداد قلمي بإنصافه .. فقد تحدث الشاعر عن الأخوة التي تعد من أسمى وأثمن ما يكون في الوجود .. فالأخ الوفي المخلص هو من يكون في عون أخيه ، ويتجنب ما يجرح مشاعره من الأقوال والأفعال السيئة التي تثير امتعاضه وتسبب المشاحنة . جروح العرب تبرى .. وجرح الاخو قتال جرح العرب واحد .. وجرح الاخو جرحين من الطبيعي أن الحياة لا تستمر صافية خاصة بين الإخوان ، وربما يحدث فيها ما يؤثر على صفوة الأخوة ، وقد تحدث بعض الأمور غير المحمودة التي تجد طريقها إلى نفوسهم ، وربما تسبب الجفوة والتباعد ، وقد تصل إلى حد الشقاق والجفاء ، وفي مثل هذه المواقف – لا سمح الله – يتضح مدى التحمّل والصبر .. فعندما يتحمّل الأخ فلتات اللسان ، وبعض الهفوات والصدمات والمتاعب من أجل أخيه حباً فيه وتقديراً له فهذا يدل على شجاعته وكرمه وقوّة تحمّله فمثل هذه الأمور لا يتحملها إلا الرجل الوفي حتى وإن كان الجرح قد أصبح جرحين .