مدخل للشاعر شالح بن هدلان الخنفري : وأخوي يا اللي يوم الإخوان فلات من خلقته ما قال ذا لك وذا لي في هذا البيت نقرأ مشاعر الأخوة الصادقة النابعة من الأعماق كتبها الشاعر ضمن قصيدة جميلة وشامخة في أخيه الفديع الذي يُعد مثلاً رائعاً في حسن أخلاقه وشجاعته وأمانته وطاعته لأخيه الأكبر شالح فقد كان يحترمه أشد الاحترام ، وكذلك شالح كان يرى أخاه الفديع هو كل شيء بالنسبة له بل كان يفضله على نفسه ويفاخر به في المواقف والمناسبات ، فقد كانا مثلاً أعلا بما كانا يتصفان به من صفات جميلة لذا فقد أصبحا مضرباً للمثل في حسن الخلق والأخوة الحقيقية الصادقة بين الإخوان فقد ضربا أروع الأمثال في المعاملة الحسنة واللطف والصدق والمحبة والوفاء فيما بينهما .. فمثل هؤلاء الأخوة الفديع وشالح تعتبر قصصهم من جواهر التاريخ ومن حسن الأفعال وسوف تبقى في الذاكرة ولن تنمحي على مر الأزمان . والأخوة الصادقة من شيم العرب ، ومن إحدى مفاخرهم ، وأمجادهم ، لذا يجب أن يكون التعامل بين الإخوان دائماً بحسن التصرف ، والاحترام المتبادل فيما بينهم ، وكذلك التمسك بالعادات الحسنة التي تبين معدن الرجل العربي الأصيل . وعندما يتحمّل الأخ بعض الهفوات والصدمات والمتاعب من أجل أخيه حباً فيه فهذا يدل على شجاعته وكرمه وقوّة تحمّله فمثل هذه الأمور لا يتحملها إلا الرجل القوي فتبعد عنه الدنس والعيوب .. عكس الإنسان الضعيف المغلوب على أمره الذي يسهل عليه التجريح وفلتات اللسان ولا يبالي بقلة الأدب والمروءة . وأغلب الشعراء الشعبيين نجدهم عندما يتحدثون عن الأخوة ومعاشرة أهل الطيب يتحدثون عن مشاعر تتدفق بمشاعر الحب والإخلاص وأحاسيس صادقة تعبر عن التضحية والتقدير ، ويحذرون أيضاً من (خوّة) الأنذال التي تعود عواقبها دائماً غير محمودة كقول الشاعر عبدالله بن شايق القحطاني : ترى خوة أهل الطيب يالطيبين أطباب يطيب السقيم وخوة اللاش سلالي تغانم شبابك يا بيض الوجه دامك شاب ترى البدر لو يطلع قمر عود اهلالي والحياة ربما لا تستمر صافية بين الإخوان فقد يحدث فيها ما يؤثر على صفوة الرفقة المخلصة وتحدث بعض الأمور الغير محمودة التي تؤثر على صفو الأخوة فتجد طريقها إلى النفوس بين الأخوة وربما تسبب الجفوة فيما بينهم وقد تصل إلى حد الشقاق والتباعد والجفاء وفي مثل هذه المواقف – لا سمح الله – يتضح مدى التحمّل والصبر ويفرق المعدن الطيّب من الرديء وفي هذا الحال يقول الشاعر سليمان بن شريم : إلا شفت جفوى من رفيقي لقيتني صبوراً على فرقاه في كل الاحوالي ما أبين أسراره .. وعاره يعورني أخليه في فاله .. وأنا أروح في فالي والأخوة أسمى وأثمن ما يكون في الوجود .. والأخ الوفي المخلص هو من يكون في عون أخيه ويتجنب ما يجرح مشاعره من الأقوال والأفعال السيئة التي تثير امتعاضه وتسبب المشاحنة فيما بينهم ، ولابد من الحرص على حب الخير لأخيه وللجميع ويوفي حق مواثيق الأخوة والحرص دائماً على الوفاء والود وحسن النوايا فما أصعب أن يفقد الأخ أخاه .