تتميز تجربة الشاعر المبدع مشعل بن فالح الذيابي بوجود الكثير من القصائد ذات المواضيع الفريدة والمُتصاحبة دائماً مع الإجادة والثراء في عناصر القصيدة الجمالية، وفي هذه القصيدة يُعبر الشاعر تعبيراً صادقاً عن الأثر العميق الذي يتركه رحيل أو فقد كبار السن، من أولئك الرجال الذين عركتهم الحياة وشحنتهم بالحكمة والتجارب والصفات النبيلة، ففقدهم يترك في نفس كل من أدركهم وحاورهم ونهل من حكمتهم أو استضاء بشمس معارفهم الكثير من الحزن والأثر الذي لا تمحوه السنين: البارحه عن عيني النوم انتحى نادمت ليلي والخلايق ممرحه سهرت لين ان العرب كلٍ صحى والضيق في صدري وعيّا يبرحه فالصدر همٍ من ونيني ما استحى وفالعين حزنٍ بالعباير تشرحه دنياً تدور وتدّرج مثل الرحى حتى جبال العز خلتها برحه شيابنا أهل الجود شمطان اللحى أهل النبا اللي كل صدرٍ يشرحه من فوقنا كانوا مثل شمس الضحى واليوم غابوا في لحود الأضرحه واللي بقى منهم تعزّر وانلحا له منظرٍ حتى العدو ما يفرحه غصنٍ تقشر عنه عيدان اللحا أدنى مهبٍ يعترض له يطرحه من شوفته فالقلب وسمٍ ما انمحى ودمعٍ تهامل فوق خدي وجرحه