ربما - ولديك مبرراتك - تكون ميالًا للأخذ برأي المدرسة القائلة بأن النجاح الذي لا يعبر عنه بالأرقام لا يسمى نجاحاً ، وأن أي تقييم لا يمكن الثقة بنتائجه فضلًا عن الاحتفاء به وتصديره مالم تبرره الأرقام التي تعكس واقع الحال في ميدانه ، أياً كان ذلك الميدان ونوعه. لدينا مشكلة إنسان وأداء ولابد من الاعتراف بها أولًا قبل أن نناقش أي شأن عام لدينا ، وهناك مشكلة أخرى قد تكون ناتجة عن الأولى تتعلق بالكفاءة والانجاز وثقافة الأداء والجودة في بعض الوزارات والمؤسسات العامة ، ولكنك تفاجأ بحجم المنجز عند استعراض تلك الوزارات والمؤسسات لنتائجها وتقاريرها السنوية، ليس لأن هذا هو الواقع بل لأن هذه الجهات تمتلئ بالكتبة المهرة الذين يدبجون إنشاءً جميلاً ومؤثراً لكن على الورق فقط. بالطبع هذا لدى البعض - وقد تشاركني الرأي - أما البعض الآخر فإنه يقدم أرقاماً لا كلاماً بفكر جديد، وإنجاز متتابع كما في وزارة الداخلية والدلالات الكثيرة المعبر عنها بأرقام العمليات الاستباقية التي تجاوزت المئتيْ عملية جُنبِنا جميعاً في هذا الوطن الغالي ويلاتها لو لم يتم استئصالها في مهدها، وكذا ما يتعلق بمكافحة الجرائم ذات الصلة بالأفكار وغسيل الأموال والمخدرات وقوائم الخطر المتابَع بدقة وحذر جاد. وكذا وأنت تقرأ في تتابع إنجازات وتعديل مسارات العمل الجاد وتقويمه وفكره الجديد لتأسيس بنى تحتية نتجاوز بها إخفاقات الماضي في وزارة التربية خصوصا في قطاع تعليم البنات الذي تقوده أستاذة مشهود لها مسلكياً ومهنياً في عملها السابق بمعهد الإدارة. وغير بعيد من هذا، ميداناً ومجالًا، تميز وزارة التعليم العالي عندما تتأمل أعداد وتخصصات الطلبة المستجدين المقبولين في الجامعات المحلية وتلك المقاعد المتاحة لهذا العام البالغة 319482 مقعداً، وتعدد كفاءات التميز في غير مكان لمستقبل أمثل بالعشرات من الآلاف المتزايدة من المبتعثين في برنامج الملك عبدالله للعديد من الجامعات العالمية المرموقة ، وسوى ذلك الكثير من النجاحات والإنجازات المدعمة بالواقعية والأرقام هنا وهناك تشي بثقافة أداء جديدة..