شيعت العاصمة المقدسة ظهر أمس ابناً من ابنائها وشاعراً من شعرائها البارزين الأديب الشاعر محمد عواض الثبيتي بعد صراع طويل مع المرض. حيث امتلأت مقبرة المعلاة بعد أن أديت الصلاة عليه بالمسجد الحرام بجمع كبير من الأدباء والشعراء والمثقفين ووجهاء واعيان العاصمة المقدسة والمواطنين ليشاركوا في تشييعه إلى مثواه الأخير. وتتقبل أسرته العزاء بمنزله بوادي جليل بمكةالمكرمة. (الندوة) التقت عدداً من الشعراء . خسارة كبيرة في البداية تحدث الشاعر عابد الحربي قائلاً: لقد أثرى رحمه الله الساحة الشعرية بكل ما هو جميل ويعد من أبرز شعراء الساحة الشعرية بأسلوبه المتميز وله بصمة خاصة في الشعر ولقد حاول البعض مجاراته ولكنه يمتاز بنوعية رائعة من اختيار الكلمات وصياغتها بأسلوب متفرد لا أستطيع أن أقول لأمثاله عندما يرحلون هو مصير كل كائن حي فإن رحيله يعد خسارة كبرى للشعر ومتذوقي الشعر وللمكتبة العربية بشكل عام والسعودية بشكل خاص ، نرجو الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته (إنا لله وإنا إليه راجعون). تكريم الراحل وقال الشاعر عبدالله عبيان في الواقع لقد فقد المشهد الثقافي السعودي أحد أبرز الشعراء في الوطن العربي وبالتأكيد فإن رحيل الشاعر الثبيتي لن يمحو اسمه من ذاكرة الابداع وستظل الأجيال تردد قصائده طويلاً وهذا هو أكبر انتصار للمبدع الحقيقي الذي لا ينتهي مشواره مع الإبداع بانتهاء حياته ، وقال الجميع مطالب بتكريم هذا الشاعر الذي ينل التكريم الذي يستحقه في حياته وبالتالي فإننا جميعاً من مؤسسات ثقافية وافراد مطالبون بتسليط الضوء على هذا المشوار المضيء وذلك من خلال التغذية بمشواره الإبداعي الحافل داخل أروقة الجامعات أو من خلال النقاد وانشطتهم الثقافية والمتنوعة ،كذلك اعتقد أن تكريمه في مهرجان الجنادرية مطلوب والاهتمام بمؤلفاته ونتاجه لأن نادي حائل الأدبي تقدم مشكوراً بطباعة ديوانه الأخير ، كما أن على أسرته جميعاً أن تقدم ما تبقى من انتاجه المضيء وتقديمه لاحدى دور النشر لتقديمه للمتلهف لإبداعاته ، رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته (إنا لله وإنا إليه راجعون). تجربة متميزة وقال الدكتور سعيد السريحي الناقد والأديب المعروف استطاع محمد الثبيتي أن يجمع في تجربته الشعرية بين روح القصيدة العربية ورموزها وكذلك تقنيات القصيدة المعاصرة فكانت تجربة متميزة على مستوى القصيدة العربية المعاصرة منحته مكانة استثنائية وعرضته في الوقت نفسه لنقمة الكثيرين الذين لم يستوعبوا هذه التجربة ..رحم الله فقيدنا الغالي واسكنه فسيح جناته، والهمنا جميعاً وأسرته ومحبيه الصبر والسلوان (إنا لله وإنا إليه راجعون). لغة فائقة ويضيف الدكتور عبدالمحسن القحطاني رئيس نادي جدة الأدبي محمد الثبيتي شاعر موهوب ومبدع لم يرض أن يقف عند المنجز من الشعر مع أنه طبع ديواناً تناظرياً بمعنى صدر وعجز ثم أحدث منعطفاً مهماً في الشعر شكلاً ومضموناً يمثل مع كوكبة من الشعراء السعوديين توظيفهم للتراث واخراجه بمنظور جديد وفي شكل جديد هذا الشكل لم يخدع الاذن العربية بل اتسق معها وحاول أن يجعلها تقبل هذا الجديد ومحمد الثبيتي رحمه الله يعطيك لغة فائقة ورائعة ، استعمل رموز التراث استعمالاً جديداً كالنخلة والبيد والصحراء والتضاريس والريح رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته . وداعاً سيد البيد وقالت ثريا زكريا بيلا الكاتبة وعضوة اللجنة النسائية بنادي مكة الثقافي الأدبي: ودعت مكةالمكرمة عاصمة الثقافة الاسلامية أحد أبنائها البارين والذي طالما تغزل في حبه وانتمائه لها وكتب أجمل قصائده الشعرية الرائعة متغزلاً بكل حرف من حروف مكةالمكرمةالمدينة التي أحبها وعاش فيها سنوات من عمره وها هي الآن تضم بين ثراها الطاهر جسد ابنها ومحبها الشاعر محمد عواض الثبيتي. لقد كان رحمه الله صوتاً شعرياً شرف الوطن بشعره المميز داخل وخارج المملكة وفي جميع المحافل الخارجية التي كان يحييها بقصائده الرائعة وشاعريته المميزة والتي يعرفها كل من سمع روائع الثبيتي وأحبها وحسنا ما قام به نادي جدة الأدبي في ملتقى قراءة النص العام الماضي من تكريم شاعرنا الراحل وهو على فراش المرض فكان الحاضر الغائب وهكذا المبدعون وإن غابوا بأجسادهم فأعمالهم حاضرة وشاهدة عليهم أسأل الله العظيم أن يجعل معاناته الأخيرة مغفرة له وكفارة وأن يلهم أهله وأبناءه ومحبيه الصبر والسلوان في فقيد الشعر وتبقى دواوينه الرائعة غذاءنا التي ستذكرنا به فوداعاً سيد البيد. الثبيتي في سطور ولد الشاعر محمد عواض الثبيتي عام 1952م في منطقة الطائف ، حصل على بكالوريس في علم الاجتماع وعمل في وزارة التربية والتعليم. أعماله الشعرية: عاشقة الزمن الوردي، تهجيت حلما .. تهجيت وهما، بوابة الربح ، التضاريس ، موقف الرمال . أصدر النادي الأدبي في حائل مؤخراً أعماله الكاملة في مجلد واحد، يضم جميع انتاجه الشعري . حصل على عدد من الجوائز أهمها: - الجائزة الأولى في مسابقة الشعر التي نظمها مكتب رعاية الشباب في مكة سنة 1397ه عن قصيدة من وحي العاشر من رمضان. - جائزة نادي جدة الثقافي عام 1991م عن ديوان (التضاريس). - جائزة أفضل قصيدة في الدورة السابعة لمؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري عام 2000م، عن قصيدة (موقف الرمال ..موقف الجناس). - جائزة ولقب (شاعر عكاظ) عام 2007م في حفل تدشين فعاليات مهرجان سوق عكاظ التاريخي الأول.