المستثمر المحلي يعاني الكثير من المصاعب والعقبات ، ولكي اكون اكثر دقة ووضع مثال حاول احد المستثمرين بناء فندق في جدة فماذا حدث له ؟ يقول انه استغرق سنتين ولم يستطع إنهاء الاجراءات او الحصول على الرخصة ، وينطبق ذلك على بناء المصانع وغيرها من الرخص التي تتطلبها هذه اللاعمال في القطاع الخاص، مازال الاستثمار الاجنبي وهيئة الاستثمار تسابق الزمن لكي تحصل على « التصنيفات « بغض النظر عن ماذا ستضيف للاقتصاد الوطني . اصبح الهم الاكبر والتحدي لهم « أرقاما « ولكن حين نتحدث بالارقام « الحقيقة « عن ماذا قدمت للاقتصاد الوطني لا نجد الا ان الاستثمار الاجنبي ركز على مواردنا الرخيصة والتي نملك بها الميزة النسبية اي النفط ومشتقاته فهل هذه تحتاج كل هذا الصخب الاعلامي والترويج غير المنتهي من الملل، تقول هيئة الاستثمار انها جلبت 550 بليون ريال ، وليتها اضافت أين اتجهت هذه 550 بليونا كم مصنعا جلبت وما هي الخبرات التي اضافت وكم عدد السعوديين الذين وظفتهم وما هي المنتجات ( غير النفطية ) التي اضافت في الاقتصاد الوطني ، اليس موارد الدولة كإيرادات تصل 86٪ منها نفطية منذ خطة التنمية الاولى منذ السبعينيات وفماذا تغير ؟ لا شيء الى اليوم نعتمد على النفط بنسبة اكبر لأن انتاج السبعينيات من النفط ليس كما هو اليوم. موارد المملكة رخيصة في النفط ومشتقاته واستخراج النفط لدينا هو الارخص فنعرف الطبيعة الجغرافية للمملكة ويستخدم البنزين في النقل والكهرباء وكلها مدعومة من الدولة بمعنى كل الخدمات اللوجستية أيضا رخيصة ، اتمنى من هيئة الاستثمار ان تسرد لنا وتعدد لنا حتى نشعر بالملل كم عدد المصانع والمنتجات التي اضافتها هيئة الاستثمار من المستثمرين الاجانب ، نحن دولة لا نملك ميزة زراعية او سياحية او مياها او كهرباء او نقلا ، فلماذا لا تسوق هيئة الاستثمار مشروع النقل العام بالمملكة الذي هو يشكل أزمة كبرى ؟ لماذا لا تسوق المملكة سياحيا ببناء فنادق بدلا من المعاناة ونقص الغرف الفندقية ؟ لماذا لا تسوق للمملكة مشاريع بنية تحتية للسياحة ؟ لماذا لا تسوق وتجلب لنا جامعات أجنبية ؟ عشرات ومئات المشاريع متاح الفرص بها والاستثمار ولكن لا نجد إلا استثمارا يركز على موارد الدولة الرخيصة والمدعومة وهذا سيكون أثره كارثيا مستقبلا . اصبح المتلقي والمتابع يدرك كل رقم ينشر او معلومة ويجب ان لا ينظر لها انها ستقبل على علاتها بل اصبح العالم مفتوح المعرفة والمعلومات ، فلا يجب ان يسوق اننا نملك ما لا يملكه الاخرون ، فالاستثمار الاجنبي لدينا يفترض انه يضيف لا يأخذ فقط بمعنى تبادل مصالح لنا كدولة ومواطنين ويستفيد المستثمر ايضا ، يجب ان ننتهي من قصص الافضل والاحسن وغيرها من العبارات التي اصبحت تعبر عن حالة سلبية للمتلقي والمتابع ، نريد الاخرين ان يتحدثوا عن الانجاز لدينا لا ان يروج والواقع يقول شيئا اخر كليا. رفقا بنا.