بدأت الانتفاضة من تونس وهي بداية ما يسمى بالربيع العربي، وثار شباب تونس وانتصرت ثورة الياسمين على حكم ابن علي الذي استمر 23 سنة، ولأن جيش تونس التزم الحياد جنّب الشعب التونسي تقديم الكثير من الضحايا، وتلاه شباب مصر الذي استمد عزيمته وإقدامه من نتائج ثورة شباب تونس ونجحت ثورة 25 يناير وفاز شباب مصر بالنصر على مبارك بعد حكم دام 30 سنة، وكذلك صار جيش مصر الشجاع سبباً في حقن دماء المصريين لالتزامه الحياد كما فعل جيش تونس من قبل. مبارك وابن علي من الموالين للغرب بكل ما أوتيا من قوة، جعلا مصالح الغرب فوق مصالح شعبيهما وبلديهما ليبقيا على مقعديهما إلى ما شاء الله ويورثانهما لأبنائهما، يتمتعون بخيرات البلاد والمقربين منهم دون غيرهم تحت نظر وتأييد الغرب على تعاقب قياداتهم ومع ذلك أيد الغرب ثورة شباب تونس وثورة شباب مصر واصدروا أوامرهم لابن علي ولمبارك بالتنحي وتخلوا عنهم وجعلوهم طعماً ليجتذب بلاداً عربية أخرى غزت مصالحها روسيا والصين وزاد تغلغلهما فيها واستبعدتا شركات الغرب من الاستثمار فيها وكذلك نفوذهم، وثار شباب ليبيا وشباب سوريا وشباب اليمن تجتذبهم نشوة انتصار ثورة تونس ومصر، واستغل الغرب الفرصة التي سنحت واخترقوا مسيرة ثورة شعوبها، في الظاهر لنصرتهم من خلال دعمهم بقوة الناتو وباطنها الانتقام من روسيا والصين والحاق خسائر فادحة بشركاتها وحرمانها من استثماراتها في تلك الدول، أما السودان الذي حاصر الغرب قائدها عمر البشير بقرار المحكمة الدولية الظالم، فقد عرف البشير مقصدهم ورغب ان يخفف من عبء الدولة ويوقف الحرب التي أوقد نارها الغرب بين شمال السودان وجنوبه، ولموافقة حكومته فقد استفتي شعب الجنوب لمعرفة رغبتهم في الاستقلال من عدمه، واستقل جنوب السودان عن شماله ونظراً لأن الصين تقود مسيرة ضخمة لتنمية السودان وشركاتها تستثمر مشروعاتها فقد استغلت أمريكا وإسرائيل استقلال جنوب السودان لاستخدامها منطلقاً لإثارة الفتن في الشمال لازعاج الصين وابعادها عن استثماراتها في السودان. حرب المصالح بين الشرق والغرب اشتعلت في الشرق الأقصى قبل ان يصل لهيبها إلى الشرق الأوسط، وبأن تكاتف الشرق للدفاع عن مصالحه من خلال منظمة شنغهاي للتعاون التي أنشئت في 2001/6/15م وتضم في عضويتها روسيا والصين وكازاخستان وقرغيزستان واوزباكستان وطاجيكستان إلي جانب دول أخرى بصفة مراقب هي منغوليا وباكستان والهند وإيران، ومن ثمار تعاونهم صمود طالبان أمام حلف الناتو والحاق خسائر فادحة بالغرب الذي لم يتمكن من الانتصار في أفغانستان ولا في باكستان وقد تتهاوى مشاريعهم في الهند أيضاً، الصين غزت أصدقاء أمريكا اقتصادياً الذين يطلون على بحر الصين وهي تسعى لطمأنتهم للتخلي عن تشبثهم بأمريكا والاستقلال بذاتهم وتهيئتهم للانضمام لمنظمة شنغهاي للتعاون التي قد يتطور تعاونها من رعاية المصالح التجارية ومحاربة تجارة المخدرات والارهاب لتكون حلفاً عسكرياً عوضاً عن حلف وارسو الذي حُل بعد تفكك الاتحاد السوفييتي، وكل ما يخشاه العالم ان تتطور حرب المصالح الباردة بين الشرق والغرب وتقود لحرب عالمية ثالثة مدمرة لا قدر الله.