نستقبل هذه الأيام ليالي عيد الفطر المبارك، نفرح بها ونشتاق لساعاتها التي ترسم لنا الابتسامة، وتكتب لنا عناوين الفرح القادم، الجميع يجب أن يطلق العنان للشموع لتضيء المكان وللعصافير لتغرد في كل الزوايا والأشجار، لنجعلها تطير بحرية لتطربنا بكل لحن جميل، لنحجب الحزن ونبعده جانباً، لننسى كل لحظة تكدر صفو مجالسنا، لنجعل دموع اللقاء والفرح هي المسيطرة، ولنرفض كل دمعة حزن قد تخيم علينا، لنتذكر كل طفل يتيم ولنبدأ بالأقرباء فكم هم بحاجتنا لنشاركهم بهجة العيد، لنجعل أطفالنا يفرحون معهم ويشاركونهم اللعب والانطلاق، لنهدي لهم أي لعبة، لنقدم لهم حلاوة العيد، ما أرخص ثمنها وما أغلى وقعها عليهم، لنرم بالبخل جانباً هذه الأيام، لنكن كرماء في العطاء وفي الابتسامة مع الآخرين وخاصة الأطفال، لنجعل صغارنا يستمتعون بطفولتهم وبلحظات العيد الجميلة، كبار السن من الأقارب والمعارف لهم حق السؤال والزيارة، لنقبل رؤوسهم ونهنئهم بحب وحنان فهم كالأطفال أو أكثر حساسية منهم يحتاجونها بشغف وينتظرونها بلهفة، كم تمر الساعات دون أن نضحك ونبتسم خلال أيام العام المليء بالنشاط والعمل المتواصل ليل نهار، ليأتي العيد فينسينا كل ما مضى، لنفتح معه صفحة جديدة مشرقة كإشراقة كل يوم جميل بجمال من حولك من الأهل والزوجة والأبناء والأحباب والأصدقاء، لنبارك لمن نعرف ولا نعرف، لنجعل أحلامنا تتحقق في هذه الليالي الرائعة بروعة اللقاء والاجتماع، لتكن كل أحاديثنا عن كل ما هو مُفرح، لنبارك لكل الجيران، لنستفيد من كل الوسائل الحديثة بالتواصل مع الجميع، لنبدأ ونبادر ولا ننتظر الغير، لنجعل التكشير والعبوس في غير تلك اللحظات، فما أسرعها وترحل إن استفدنا منها وغيرتنا وإلا سنبقى كما نحن نكرر أيام العام العملية ونكرر لحظات الحزن المزعج، لنرسم معاً أجمل لوحة لهذا العيد، لنشكر كل من يساهم في رسم البسمة والبهجة من خلال المهرجانات المقامة والمسرحيات والأمسيات الشعرية وغيرها، لنعيش بود صادق كل لحظات السعادة قبل أن ترحل. مني للجميع باقة ورد يفوح شذاها لتعطر كل ركن في وطني الغالي. وقفة للشاعر محمد بن سعد المشعان: والعيد أقبل مزهواً بطلعته كأنه فارس في حلة رفلا والمسلمون أشاعوا فيه فرحتهم كما أشاعوا التحايا فيه والقبلا فليهنأ الصائم المنهي تعبده بمقدم العيد إن الصوم قد كملا كل عام وأنتم بخير..