مرض فُصام * المشكلة التي لديّ هي أبني الذي يبلغ من العمر 15 عاماً ، فجأة صار مختل عقلياً (كما نقول باللهجة العامية) ، بكل ما تعني هذه الكلمة بهذا المعنى. لقد أصبح كثير الحركة ، عدوانياً ويتصرف بسلوكيات غريبة جداً ؛ أصبح يتعرّى أمام الناس ويقوم بحركاتٍ بذئية ، حتى أمام والدته و شقيقاته يقوم بحركاتٍ جنسية مُستهجنة. أخذناه إلى مستشفى نفسي وقرروا دخوله إلى المستشفى ، وأعطوه أدوية نفسية ولكن الآن بعد مضي أسبوعين فإن أبني ما زال مضطرباً ، حتى يخلع ملابسه ، ليُصبح عارياً تماما ًأمام الأشخاص الغرباء ، ويتكّلم بكلام غير مفهوم ، ويعتقد بأن الآخرين ضده. للأسف مرةً آخرى فإن الأطباء لم يتمكنوا من تشخيص مرضه ، ويقولون بأنهم يُعالجونه حسب الأعراض ، ولكن كما ذكرت سابقاً ، لم يحدث أي تغيّر أيجابي في حالته العقلية . حاولوا أن يستبعدوا الأسباب العضوية ، ولكنهم لم يستطيعوا أن يقومون بعمل الأشعة المقطعية أو الأشعة بالرنين المغناطيسي نظراً لهيجانه برغم أنهم حقنوه بمواد مهدئة لكنه لم يستجب لهذه الأدوية وبقي هائجاً في مكان إجراء الفحوصات الإشعاعية. كانوا يُفكرّون في أن تكون هذه السلوكيات بسبب تأثير تعاطي مخدرات ، ولكني واثق تمام الثقة من أنه لم يتعاط أي مادة مخدرة أو منشطة. قال الأطباء إن احتمال أن تكون نوبة ذُهان حادة أو بداية لمرض الفُصام أو اضطراب وجداني ثنائي القطب. فما هو رأيكم أجزل الله لكم الثواب ووفقكم لعمل الخير. ن. ش - أخي العزيز ، من رسالتك يتضّح بأنه فعلاً يعاني من أحد الاضطرابات التي ذكرها الأطباء المعالجين. التشخيص سيظهر في المستقبل ، والآن ليس المهم التشخيص بقدر أهمية أستجابته للأدوية التي تُعطى له. بعد أن يستجيب للأدوية فعند ذلك يمكن القرب من التشخيص ، خاصةً إذا ظهرت الأعراض بصورة أكثر. في حالة كون المريض مُصاباً بالفُصام فإن أعراض الفُصام ستظهر بعد وقتٍ قد يطول ، لأن تشخيص الفُصام يحتاج إلى أن تكون الأعراض مستمرة لأكثر من ستة أشهر. الاضطراب الوجداني ثنُائي القطب ، تكون أعراضه واضحة ، حيث تكون الأعراض تتماشى مع الحالة الوجدانية للمريض. فإذا كان الاضطراب نوبة هوس ، فإن الأعراض تكون عبارة عن ارتفاع في المزاج وكثرة الحركة وكثرة الكلام مع عدم ترابط في الأفكار ؛ حيثُ ينتقل المريض من فكرة إلى فكرة أخرى دون وجود رابط بين هذه الأفكار. كذلك قد يقوم المريض بصرف الأموال بدون مبرر ويقوم بتبذير الأموال في أمور غير ضرورية، وهذا قد يوقعه في مشاكل مالية كبيرة. كذلك قد يدّعي مريض الهوس بأنه شخص مهم و يتوّهم أفكار عظمة عن شخصه، مثل إنه شخص مهم ذا مكانةٍ عالية ، وقد يدعّي أنه مُرسل من الله أو أن لدية قدرات خارقة غير بقية البشر ، أو أن يكون الشخص المصاب بالاضطراب الوجداني ثُنائي القطب مُكتئباً يُعاني من انخفاض المزاج و بقية أعراض الاكتئاب المعروفة. النوبة الذهانية الحادة القصيرة ، لا تستمر أكثر من شهر ، حيث تكون الأعراض شبيهةً بأعراض الفُصام إلا أن هذه الأعراض الذُهانية تختفي بعد أقل من شهر ، وإذا استمرت أكثر من شهر فإنها تُعطى تشخيصاً آخر وإذا تجاوزت الأعراض واستمرت أكثر من ستة أشهر فإنها عندئذ تُعطى تشخيص مرض الفُصام. بالنسبة لأبنك فإني أعتقد بأن كل الاحتمالات واردة و لكن الأكثر قرباً من واقعه هو أن يكون يُعاني من نوبة ذهانية حادة قصيرة ، وربما تمتد إلى أن تُصبح مرض فُصام ، وهذا الأخير الأرجح نظراً لأن العمر و طبيعة الأعراض تميل نحو الفُصام ولكن كل أمر وارد، ولكن المهم الآن هو علاجة ومحاولة ايجاد علاج يستجيب له هذا الشاب، وإنشاء الله يكون ذلك قريباً.