هل يمكن لوزارة التعليم العالي أن تتبني فكرة إقامة سنة تحضيرية للمبتعثين؟ سؤال من وجهة نظري جدير بالاهتمام والمناقشة. وقد يبدو من الوهلة الأولى أن هذا السؤال بعيد عن واجبات وزارة التعليم العالي التي تنفذ برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث. إذ إن دورها ينحصر في فتح مجالات الابتعاث في تخصصات يحتاجها الوطن، واختيار من تنطبق عليهم الشروط للابتعاث، ومن ثم ابتعاثهم ومتابعة تحصيلهم الدراسي بالخارج. واليوم تتبنى الوزارة مشكورة محاولات توظيف المبتعثين الخريجين وذلك بإقامة "يوم المهنة" للخريجين. إلا انه ومن وجهة نظري، أن تتبنى الوزارة تأهيل المبتعثين قبل ابتعاثهم، أهم بكثير من البحث لهم عن وظيفة بعد تخرجهم. فإذا ما كان الخريج مؤهلاً علمياً، فإنه حتماً لن يجد صعوبة في البحث عن الوظيفة المناسبة جداً. ولكي يتحقق المراد من الابتعاث وتُبلغ المنى، فلا بد من تهيئة الطلبة المبتعثين قبل ذهابهم إلى الخارج. صحيح أن الوزارة تقوم مشكورة بإقامة دورات تأهيلية للطلاب، إلا أن تلك الدورات تتسم بالوعظ والإرشاد أكثر من كونها تؤهلهم لمعترك الحياة الدراسية في الخارج. وفي ظني، أن لدى وزارة التعليم العالي فرصة مواتية للنجاح في تأهيل المبتعثين وذلك بالاستفادة من إمكانات الجامعات السعودية وتبني فكرة إقامة سنة تحضيرية كاملة وليكن اسمها "السنة التحضيرية لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للمبتعثين الجدد". ويجب أن تكون رسالة السنة التحضيرية واضحة بتقديم برامج ذات نوعية عالية وتمتاز بالحيوية والتحدي ليتعلم المبتعثون الجدد في بيئة تعاونية مهارات تساعدهم على النجاح بدراستهم في الخارج. وبالتالي، فإن مواد برنامج السنة التحضيرية يجب أن تتضمن مواد لتعليم اللغة الإنجليزية، والرياضيات، والإدارة والعلوم والتقنية، هذا بالإضافة إلى مواد متخصصة في بناء النفس وطرق النجاح ومهارات علمية متخصصة في مجالات البحث العلمي، وطرق الدراسة السليمة وإدارة الوقت وكيفية استثماره، واحترام الثقافات وبناء التفكير النقدي. . كذلك يجب أن تتضمن السنة التحضيرية مواد إجبارية وأخرى اختيارية وأن تساعد الطلاب في التهيئة للامتحانات التي تطلبها الجامعات العالمية (مثل : TOEFL, IELTS, SAT-I, SAT-II ). وإذا ما تم تطبيق السنة التحضيرية للمبتعثين، فإن الوطن سوف يجني بإذن الله ثمار تقليل فرص المنسحبين من البرنامج والعودة خاليي الوفاض. فمن خلال برنامج التأهيل، تتم تهيئة الطلاب خريجي الثانوية العامة الذين استوفوا شروط الابتعاث لتمكنهم من القبول والنجاح في الجامعات العالمية. وعندما ينهي الطالب برنامج السنة التحضيرية بنجاح، فإن له/لها الحق حينئذ الالتحاق في أي من الجامعات العالمية المرموقة والتي تشملها قائمة الوزارة. وحتى تكون السنة التحضيرية وسيلة لفرز المتلاعبين وغير الجديين، فمن الأفضل اشتراط أن يحصل طالب السنة التحضيرية على معدل مرتفع (وليكن 4 من 5 على الأقل) كشرط أساسي ليتمكن من الالتحاق بالبعثة. وحتى لا يبخس حق الطالب، فإنني اقترح أن يتم إعطاء طالب السنة التحضيرية مكافأة مماثلة لما يستلمه الطالب في الجامعات السعودية. آملا أن يتحقق الهدف ، وان يوفق الجميع لخدمة وطننا المعطاء، وللجميع مودتي * مشرف برنامج التوأمة العلمية العالية جامعة الملك سعود