رعت حرم خادم الحرمين الشريفين صاحبة السمو الأميرة الجوهرة بنت إبراهيم آل إبراهيم، مساء أمس الخميس حفل تخريج أربع دفعات من طالبات مدارس الذكر الأهلية لتحفيظ القرآن، بمركز الملك فهد الثقافي. وقد بدأ الحفل بالقرآن الكريم، ثم كلمة صاحبة المدارس الأميرة منيرة بنت سعود الكبير، فكلمة مديرة المدارس الأستاذة منى آل مشرف والتي شكرت في كلمتها راعية الحفل الأميرة الجوهرة آل إبراهيم وصاحبات السمو الأميرات الداعمات للمدارس، وكل من ساهم ويساهم في تشجيع حافظات القرآن الكريم. بعد ذلك أدت مجموعة من الطالبات نماذج للقراءات السبع، عقب ذلك ألقت راعية الحفل سمو الأميرة الجوهرة آل إبراهيم الكلمة التالية: كلمة الأميرة الجوهرة الحمد لله العليم الحكيم، الذي قال في كتابه العزيز {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} والصلاة والسلام على النبي الكريم محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين. أيتها الأخوات الفاضلات.. السلام عليكن ورحمة الله وبركاته.. يطيب لي في هذا اللقاء أن أكون بين أهل الذكر في دار الذكر لأرحب بكن جميعاً وأنا أشعر بالاعتزاز لرؤية هذه الثلة المباركة من حافظات كتاب الله والقائمات بتعلمه وتعليمه وتجويده وتحفيظه و«خيركم من تعلم القرآن وعلمه». أخواتي وبناتي: كم أنا سعيدة اليوم بلقائكن والتحدث إليكن في هذه المناسبة الرائعة فأنتن حاملات لواء القرآن في هذه البلاد التي أعلنت من يوم أن قامت أن دستورها كتاب الله، ولذا فلا عجب أن يكون الاهتمام بالقرآن الكريم هو الشرف الكبير الذي نحمله جميعاً. وكم نشعر بالسعادة ونحن نرى نموذجاً من وعد الله بحفظ القرآن قد تحقق على أيدي المخلصات من هؤلاء الأخوات اللاتي بذلن الجهد الكبير في الوصول إلى هذه النتيجة من الأعداد التي سمعت عنها ممن انتهين من حفظ القرآن الكريم أو أجزاء كثيرة منه من الشابات والفتيات والصغيرات والكبيرات والأمهات والزوجات. فهنيئاً لك يا حاملة القرآن بهذا الفخر والعلم الذي ضممتيه بين جنبيك، فقد قال الله تعالى: {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون}. وهنيئاً يا أم حافظة القرآن بابنتك وجزاك الله خيراً على تأديبها وتوجيهها وتشجيعها، ونرجو أن تنالي معها الأجر والشرف الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال عن صاحب القرآن: «فيعطي الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع على رأسه تاج الوقار ويكسي والداه حلتين لا يقوم لهما أهل الدنيا فيقولان بما كُسينا هذه فيقال بأخذ ولدكما القرآن». ويا حافظة القرآن إن المحافظة على القمة أصعب من الوصول إليها، فلا تهملي الحفظ والمراجعة، وما دمت حفظتيه في قلبك فاحفظي به جوارحك وعيشي به، فلما سئلت عائشة رضي الله عنها عن خُلق النبي صلى الله عليه وسلم قالت: «كان خُلقه القرآن». أخواتي وبناتي مازلنا ولله الحمد نعيش نعمة الاهتمام بكتاب الله في هذه المملكة المباركة، ومازال اهتمام كبار المسؤولين في هذه البلاد بالقرآن الكريم وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الذي نسأل الله أن يطيل في عمره على طاعته، ويزيده من فضله، ويوفقه للمزيد من الخير في خدمة الإسلام والمسلمين. لقد رصدت الدولة - وفقها الله - الميزانيات وأقامت المسابقات المختلفة ووضعت الجوائز السخية وعملت على طباعة المصحف الشريف وتوزيعه في العالم حتى صارت المملكة العربية السعودية مثلاً عظيماً في العناية بالقرآن الكريم وهو واجبها نحو القرآن وشرف تعتز به. أسأل الله الكريم، الجواد الرحيم، أن يديم عليكن ذكره، وأن يزيدكن من فضله، ويشرح صدوركن بكتابه، وأن يوفقنا أجمعين لما فيه خير الإسلام والمسلمين. والسلام عليكن ورحمة الله وبركاته. بعدها اصطفت زهرات صغيرات من رياض الأطفال والفصول الدنيا، لتقديم برنامجهن في حفظ القرآن بمدارس الذكر، ثم توالت فقرات الحفل وسط حضور غفير من الطالبات والمعلمات والمدعوات، بعد ذلك تشرفت (191) خريجة بالسلام على صاحبة السمو وتسلم شهاداتهن وههداياهن. وفي نهاية الحفل قدمت مديرة المدارس درعاً وهدية تذكارية عبارة عن مصحف شريف إلى راعية الحفل. يذكر أن صاحبة السمو الأميرة الجوهرة آل إبراهيم قدمت تبرعاً سخياً قيمته (1,000,000) مليون ريال للمدارس، كما تبرع الشيخ محمد السبيعي بمبنى للمدارس.