بحضور كثيف لصاحبات السمو الملكي الأميرات والأكاديميات والتربويات وأمهات الطالبات كرَّمت صاحبة السمو الأميرة منيرة بنت سعود الكبير وصاحبة السمو الملكي الأميرة منال بنت مساعد بن سعود بن عبد العزيز آل سعود - حفظهما الله - وخريجات الصف الثالث ثانوي بمدارس دُور الذكر لتحفيظ القرآن الكريم مساء يوم الخميس الماضي بمركز الملك فهد الثقافي. ابتدأ الحفل بآيات من الذكر الحكيم تلتها الطالبة أروى الغامدي. ومن ثم أنشودة ترحيبية للخاتمات الخريجات، بعد ذلك كلمة مديرة المدرسة منى الغامدي حيث رحبت بالحضور وأعربت عن اعتزازها لتتويج الخاتمات وقالت: فمشاعري متناقضة ما بين الفرح الشديد والحزن العميق، فالفرحة بتخرُّج بناتي بالصف ثالث ثانوي وخاتمات كتاب الله من الصف ثالث متوسط لا يُمكن أن توصفها أية كلمات أو مشاعر.. وقدمت الغامدي تهنئتها للأمهات وللآباء حيث ستتوّج بناتهن - بإذن الله - بتيجان في الجنة وشكرت جميع الحاضرات والمشاركين. بعد ذلك كلمة والدة الطالبة نجلاء الرشيد أ. شيخة الدوسري نيابة عن الأمهات وصفت شعورها وشعور الأمهات وفرحتهن بإنجاز بناتهن وما تميزت به هذه الأمة من حفظ لكتاب الله حيث أصبح لها هوية تعرف بها، جاء فيها: تميزت أمتنا الإسلامية عن سائر الأمم بحفظ كتاب الله فلا يُوجد على هذه البسيطة من يحفظ أفرادها قديماً أو حديثاً.. صغاراً أو كباراً.. ذكوراً أو إناثاً كتاب ربها كما أُنزل سوى أمة محمد صلى الله عليه وسلم وبهذا أصبحت لها هوية تختص بها عن سواها وتحقق في حفظها لكتاب ربها العمل بما جاء فيه من العبودية وهي الخضوع والتذلل والانقياد لله تعالى بطاعة أوامره وترك نواهيه، والوقوف عند حدوده؛ تقرباً إليه سبحانه، ورغبة في ثوابه، وحذراً من غضبه وعقابه، فهذه هي العبودية الحقة ولا تكون إلا لله. وأشارت الدوسري إلى معنى الهوية فهي: تعريف الإنسان نفسه فكرًا وثقافة وأسلوب حياة.. أو هي مجموعة الأوصاف والسلوكيات التي تميز الشخص عن غيره. هوية أي أمة هي ذاتها ووجودها، وقد تحددت هوية الأمة الإسلامية منذ بدأت آيات القرآن الكريم تتنزل على سيد الخلق صلى الله عليه وسلم من قوله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}.. إلى قوله تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} تحددت هذه الهوية بالأسوة التي كان يقدمها الرسول صلى الله عليه وسلم لهذه الأمة.. وأضافت مؤكدة على أن استقلالية الهوية أمر مهم وخطير ينبغي أن نغرسها في نفوس أبنائنا وبناتنا مع حليب أمهاتهم، بل قبل ذلك نغرسها في نفوس الآباء والأمهات لينقلوها إلى الأبناء. كما لا يمكن المحافظة على استقلالية الهوية دون معرفة هذه الهوية بالتفصيل من أصغر سلوك إلى أكبر قضية في الأمة وأصغر الأشياء التي لا تبدو مهمة ولكنها جزء من الهوية كأن يبدأ الإنسان ارتداء النعلين باليمين وعندما يخلعهما يبدأ بالشمال.. وفي دخول المسجد وفي الخروج منه، وعندما يُطفئ المصباح في الليل أو يُبقي باب بيت الخلاء مغلقاً. وشددت الدوسري على أن بعد المعرفة يأتي الاعتزاز، والاعتزاز يقود إلى المحافظة والاستقلال، بل إن ذلك يقود إلى دعوة الآخرين إلى هذه الهوية. قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ}.. المنافقون: (8).. {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً}..فاطر: (10).. {أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً} النساء: (139).. وقال عمر رضي الله عنه: (إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العز في غيره أذلنا الله). وأوصت الدوسري بضرورة تثبيت وغرس الهوية الإسلامية في نفوس أبنائنا وتربيتهم على أسسها، وهذه مسؤولية الجميع، فكلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته. بعدها قدمت الطالبات أنشودة: «أيا أمي وأنت أبي هنيئاً».. تلا ذلك أوبريت: «لكي لا يتناثر العقد».. بعده كلمة الخريجات ألقتها بالنيابة عنهن الطالبة عهود الراشد.. أعقب ذلك مشهد: «لغة القرآن». ثم اختتم الحفل بمسيرة للخريجات ألقت خلالها المعلمة نورة البرناوي كلمة المعلمات بالنيابة عن زميلاتها.. ومن ثم كرَّمت الأميرة منيرة بنت سعود الكبير الخريجات الحافظات للقرآن وسط فرحة وتشجيع الحاضرات وسعادتهن بما قُدم وبتميُّز الخريجات.