رعى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الليلة قبل الماضية الحفل الختامي لمنافسات الدورة الثانية عشرة للمسابقة المحلية على جائزة “ سموه “ لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات، بحضور سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل شيخ وذلك في قاعة الملك فيصل في فندق إنتركونتيننتال في الرياض. وكان في استقبال سموه في مقر الحفل معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ ووكلاء الوزارة وأمين عام الجائزة الدكتور منصور بن محمد السميح. وبدئ الحفل المعد بهذه المناسبة بتلاوة آي من القرآن الكريم ، ثم ألقى الأمين العام للمسابقة كلمة أكد فيها أن العناية بالقرآن الكريم تعلما وتعليما ، وتفسيرا وتفهيما ،درب درجت عليه هذه البلاد ، ومنهج اختطه ولاة الأمر ، وطريق ساروا عليه. وقال “ حيثما قلبت النظر في الآفاق فلا تجد إلا مظهرا من مظاهر العناية بالقرآن الكريم ، وصورة مشرفة للاحتفاء بكلام رب العالمين” ، مستشهدا على ذلك بطباعة الملايين من نسخ المصحف الشريف مقروءاً ومسموعاً ، والمدارس الخاصة بحفظ القرآن الكريم وتعلمه ، والحلقات في المساجد التي تعج بالتالين والحافظين صغاراً وكباراً ، ناهيك عن المسابقات المخصصة لحفظ القرآن الكريم بجميع أنواعها وعموم فئاتها واختلاف الجهات المشرفة عليها ، مروراً بالمؤتمرات العلمية ، والدراسات البحثية والنقاشات الأكاديمية ، التي تعنى بكلام الله تعالى ، وتعريجاً على وسائل الإعلام المتخصصة بالقرآن الكريم ما بين مسموع ومشاهد. وأشار الى أن المملكة أصبحت رمزاً للعناية بالقرآن الكريم ، ومنبراًَ يصدح بكتاب الله تعالى آناء الليل وأطراف النهار. بعدها ألقيت كلمة المتسابقين ألقاها محمد بن عبدالله العسيري رحب فيها بصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز والحضور منوها بما تقوم بهذه هذه البلاد المباركة وحكومتها الرشيدة من العناية بالقرآن الكريم على أحسن وجه ومن ذلك هذه المسابقة المباركة. وأشار إلى أن هذه المسابقة أوقدت جذوة الاهتمام بالقرآن الكريم وشعلة التنافس في ميادينه حفظا وأداء وتجويدا وتفسيرا “وهي بذلك توجه شباب الأمة إلى سلوك هدي القرآن الذي يحملنا على الرفق والسهولة ويجنب الجور والخشونة ويربي في أبناء الأمة البر بالوالدين والسمع والطاعة لولاة الأمر”. ثم ألقى سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل شيخ كلمة أثنى فيها على جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لحفظ القرآن الكريم للبنين والبنات، مؤكدا أن مثل هذه الجوائز والمسابقات تشجع الطلاب والطالبات على حفظ كتاب الله ودراسته. وتوجه سماحته إلى سمو الأمير سلمان في مستهل كلمته قائلا “ في هذه الليلة المباركة نشاهد كوكبة من أبناء هذا البلد المبارك جاؤوا واجتمعوا على آيات القرآن الكريم ونزلوا ضيوفا على جائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز.. فهنيئا لكم هذه الرعاية الكريمة وهذا العطاء الجزيل وهذا التشجيع لكتاب الله جل وعلا “. ورأى سماحته أن هذه الجائزة تحفظ الشباب من الخوض فيما لا يعنيهم وتوجه طاقاتهم وقدراتهم الذهنية لحفظ كتاب الله الذي فيه عصمة من الفتن والبلايا والارتقاء بهم في درجات الفضيلة وحمايتهم من الانزلاق في الأفكار والأخلاق الضالة ، كما أنها جمعت أبناء هذا البلد على اختلاف المناطق وجسدت فيهم الوطنية الإسلامية الحقة كالجسد الواحد والقلب الواحد. وعد سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ هذه الجائزة نهضة قرآنية تربي أجيال المستقبل للعناية بكتاب الله والاهتمام به كونها تدعو أرباب السلطة والخير للتنافس في هذه الأعمال الصالحة ، مؤكدا أنها حققت أهدافها. ودعا الحافظين والحافظات إلى أن يشكروا الله العلي القدير على هذه النعمة وأن جعل لهم من يحثهم على الخير ، وأن يعتنوا بكتاب الله وأن يهتموا به وأن يراجعوا حفظه ومذاكرته وتدارسه فيما بينهم سائلا الله للجميع التوفيق وأن يعيد الله هذه الجائزة أعواما عديدة وأزمنة مديدة. إثر ذلك استمع الجميع إلى نموذج من تلاوات الطلاب الفائزين. عقب ذلك ألقى معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد كلمة رحب فيها بسمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز والحضور حامدا الله على مايسر من تجدد هذا اللقاء على جائزة سموه في دورتها الثانية عشرة التي دخل فيها من المتسابقين المئات من الشباب والنساء وتسابقوا فيها في معظم مناطق المملكة ولله الحمد فآتت أكلها وتميز المتسابقون فيها ممن فاز بجوائزها بأنهم مقدمون في المسابقات الدولية ، وحضوا بجوائز كثيرة ولله الحمد والمنة ، مرجعا ذلك إلى توفيق الله جل وعلا أولا وآخرا ثم لجهود سمو الأمير سلمان عبدالعزيز ، شاكرا سموه على هذه العناية المتوالية التي أصبحت بها هذه الجائزة من أميز الجوائز في العالم الإسلامي تجاه حملة القرآن والمتسابقين فيه. وقال “ إن القرآن الكريم نزل ليكون ذكرا لهذه الأمة كما قال جل وعلا : “ لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون “ يعني به تذكرون بين الأمم وبه يرفع شأنكم بين الأمم وهذا هو الذي كان في عهد النبوة حيث رفع الصحابة رؤوسهم بهذا القرآن بمتابعتهم لنبيهم صلى الله عليه وسلم وجاهدوا الناس بهذا القرآن فتح قلوب قبل أن يفتحوها بأي شيء آخر. وأبان أن الدولة السعودية الثالثة التي أقامها الإمام المصلح والملك الراحل عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه أقامها وهو الخبير بواقع عصره على الكتاب والسنة وعلى توحيد الأمة بكلمة التوحيد وأقامها على جمع الناس على هذه العقيدة وهذا الدين “ وأشار إلى أن الجميع ينظرون إلى ما يقوم به ولاة الأمر وفقهم الله تعالى - خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وفقهم الله - من التأكيد على هذا الأصل العظيم وهو القيام على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. ونوه بما يقوم به سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز في هذا الجانب ومن ذلك تنظيم هذه المسابقة داعيا الله أن يجعل ذلك في موازين أعماله معربا عن شكره لجميع من شارك في هذه المسابقة مهنئا الفائزين على فوزهم. بعد ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الكلمة التالية.. بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على نبيه الكريم. سماحة المفتي.. أخي العزيز الشيخ صالح.. أيها الأخوة الكرام والأبناء من المشايخ والحضور.. أيها الأخوات والبنات.. يشرفني أن أكون هذه الليلة بينكم في هذا الحفل الكريم. ومن أجدر بهذه البلاد أن تحتفي بكتاب الله ؛ فهي مهبط الوحي هبط على نبي عربي منها بلغة عربية وقام الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وأعوانه بنشر هذه الرسالة في كل أنحاء الدنيا ، وهي لا تزال والحمد لله ، تنتشر في كل أنحاء الدنيا. إذن أيها الأخوة هذه البلاد وأبناؤها أولى الناس بالحفاظ على كتاب الله وأولى الناس بالعناية به، فنحن والحمد لله في دولة قامت على الكتاب والسنة ، الدولة الأولى بقيادة الإمام محمد بن سعود عندما تبنى وعاضد الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - ، وقامت الدولة السعودية الثانية بقيادة الإمام تركي ونهجت نفس النهج ، وقامت الثالثة على يد الملك عبدالعزيز إمامنا وهي لا تزال والحمدلله برعاية أبنائه وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين حفظهما الله. أيها الإخوة كما قلت لكم من الأولى منا بالعناية بكتاب الله لكني أقول هذه مسؤولية يجب علينا جميعا أن نتحملها ، ونحمد الله عز وجل أن جعل كتاب الله وسنة رسوله هي دستور هذه البلاد، ونرى والحمد لله العناية بالقرآن في كل مكان وفي كل حفل. نشكر الله عز وجل على نعمة ، ونسأل الله عز وجل أن يديم فضله علينا ، وأن يحفظنا من كل سوء ، وأن يوفق هذه الدولة وشعبها لما يحب ويرضى. ونحن والحمد لله دولة وشعب يد واحدة ، وهذا بفضل الله، وأسأل الله عز وجل لكم وللإخوان جميعا التوفيق والسداد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عقب ذلك كرم سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز الفائزين في المسابقة في فروعها الخمسة. ثم دشن سموه موقع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الرسمي ( بوابة الوزارة الإلكترونية ) والمواقع المتفرعة منه على شبكة المعلومات الدولية “ الانترنت “ وهي : (موقع الأمانة العامة لمسابقة القرآن الكريم ، موقع فرع الوزارة بالمنطقة الشرقية ، موقع وكالة المطبوعات والبحث العلمي ). حضر الحفل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز المستشار الخاص لسمو أمير منطقة الرياض وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي بندر بن سلمان بن عبدالعزيز ومعالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ،ومعالي رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد ومعالي المستشار في الديوان الملكي الشيخ ناصر الشثري وعدد من أصحاب الفضيلة والمعالي وكبار المسؤولين.