في مجال المسؤولية الاجتماعية الوطنية وخدمة المجتمع تجتذبك أفعال وتحبطك أخرى.. فهناك من قطاعنا الخاص من يؤمن بمبدأ "الجعجعة" دون الطحن، حيث يقدم أعمالاً اجتماعية "هزيلة" ربما يستفيد منها في "تصريف" بضاعته أكثر من تقديمه لخدمة وطنية اجتماعية لكنه في الوقت نفسه "يملأ" الصحف إعلانات ومواد صحفية تشير إلى دعمه ومساندته للمجتمع! بينما تجذبك أعمال لقطاعات خاصة يعتلي قمة الهرم فيها شركة الاتصالات السعودية حيث "تفعل" الخير أكثر من أن "تقوله" فقد تابعت عن كثب بعد أن أتيحت لي الفرصة للاطلاع على "بعض" مجهودات الشركة في مجال المسؤولية الاجتماعية أثناء انعقاد أحد معارض المسؤولية الاجتماعية بالمملكة ما تقوم الشركة بنشره من مواد إعلامية عن دورها الوطني فأيقنت أن بإمكان "المواطن" المخلص في أي مكان أن يخدم وطنه ومجتمعه.. كما أيقنت أيضا أن أولئك الفاعلين للخير في وطننا "وهم كثر بحمد الله" لا يحتاجون إلى من يعرف بأدوارهم الوطنية أو يتحدث عنها لكنني أمام كل هذه المعطيات تمنيت ولا أزال أتمنى أن تقوم وزارة الشؤون الاجتماعية باعتبارها الجهة الحكومية المعهود لها خدمة وتطوير العمل الاجتماعي والخيري الوطني بتبني جائزة وطنية على مستوى عال يتم من خلالها تقدير تلك الجهود الوطنية الصادقة التي تتبنى استراتيجية "الطحن دون الجعجعة"!! وهي استراتيجية توجب على الجهات الحكومية وعلى المجتمع بكافة قطاعاته العمل على البحث عن معتنقيها وتقديرهم وتحفيز الآخرين "الغافلين عن خدمة المجتمع" أو "المتبنين لاستراتيجيات الجعجعة دون الطحن" للعمل "بصدق" في خدمة المجتمع المحلي كجزء من رد الجميل ودون ضوضاء تحدث "المنة" في تقديم الخير والعطاء. وما دام الحديث في هذا الشهر الكريم عن العطاء وعن التحفيز والتقدير فإنني وبعد الاطلاع "بإعجاب شديد" على برنامج الوفاء الصحي الذي قدمته ولا تزال تقدمه شركة الاتصالات السعودية للوطن من خلال وزارة الصحة أقترح أن يتم إطلاق اسم شركة الاتصالات السعودية على تلك المراكز التي بادرت شركتنا الوطنية بتشييدها في مناطق مختلفة من الوطن العزيز ففي هذا تقدير لشركتنا الوطنية الرائدة وتحفيز للآخرين لبذل مزيد من الجهد و"فعل الخير" وليس "القول" الذي لا يسمن ولا يغني من جوع فهل نرى في قادم الأيام ما يساهم في تطوير وتنمية دور قطاعنا الخاص في مجال المسؤولية الاجتماعية وهل نلمس احتفاء من وزارة الصحة بهذه الشركة الوطنية وهذه المشاريع الوطنية الرائدة "غير المسبوقة" التي قدمتها شركة "لا ترتبط أعمالها بوزارة الصحة" وهنا مربط الفرس فبعض مشاركات القطاع الخاص التي يمكن تصنيفها بالاجتماعية ترتبط، بشكل واضح، بالقطاعات ذات العلاقة بأعمالها ربما "لتحسين الصورة" أو "لبناء علاقة أكبر" يعود أثرها الإيجابي على تطوير العلاقة بين الجهتين لكن مبادرة شركة الاتصالات في مجال حيوي وطني مهم تعد في نظري خطوة رائدة تستحق من مؤسسات الوطن الخيرية والاجتماعية والحكومية تقديرا من نوع خاص يتناسب مع حجم العطاء وجودة الفكرة.. ودمتم صائمين قائمين مغفورا لكم بحول الله.