اتصل.. شارك ..رسائل sms ...أرقام...جوائز مالية...بريد إلكتروني ...جميعها من قتلت جمالية برامج الأطفال التي نشاهدها حالياً في فضائياتنا العربية وتحديداً خلال شهر رمضان المبارك ، فلم نعد نشاهد تلك البرامج التي تجذب الصغار قبل الكبار إلى مشاهدتها ، برامج خلعت القيمة الفكرية والعلمية والأدبية والثقافية لفكر الطفل السعودي والخليجي ، وتوجهت إلى الهدف المادي البحت من قبل شركات الإنتاج والقنوات الفضائية والتي تسعى دوماً للكسب السريع ونهب جيوب أولياء أمور الأطفال بمسابقات رمضانية رديئة الفكر والطرح ، مستغلة عقول الأطفال وتملكهم لوسائل الاتصال الحديثة في التواصل عبر الوسائط والرسائل المكلفة. الجمهور والمشاهد افتقد بساطة وجمالية برامج الأطفال القديمة في العقود الماضية سواء عبر شاشة القناة الأولى السعودية أو القنوات الخليجية التلفزيونية منها والإذاعية، كان أسلوبها تقليدياً ومشوقاً في نفس الوقت يبدأ من الاتصال الهاتفي المباشر أو بالتواصل عبر البريد العادي وكتابة المشاركات يدويا والإجابة على المسابقة وتسليمها لرجل البريد المختص وفي نهاية الشهر الفضيل يتم الإعلان عن الفائز أو الفائزة بأسلوب تشويقي وبسيط ينتظره الكثير من الأسر مع أطفالهم، وهو ما نفتقده الآن مع سهولة التواصل في وسائل الاتصال الحديثة بأنواعها. بوستر حبابة وحتى في البرامج التوعوية تستمر هي الحالة, ومنها نعود لذاكرت الخليج و( حبابة-الكويت ) ذاك البرنامج الخليجي الشهير, الذي قدمته إذاعيا وتلفزيونيا الفنانة الكويتية مريم الغضبان (1948- 2004م) – رحمها الله – ولمدة تتجاوز 30 عاماً متواصلة وبأسلوب بسيط وقصصي مشوق للأطفال وحتى للكبار، لم تستطع حتى الآن وسائل الإعلام في كسر جماهيرته ونجاحه في العقود الماضية، وأصبح الآباء الآن يتندرون من حظ أبنائهم في متابعة البرامج الهزيلة والتي تهدف لنهب ما في جيوبهم من أموال ، بل أن هذا البرنامج الجماهيري(حبابة) قدم وجوه فنية كبيرة في الساحة الآن والذي شاركوا في هذا البرنامج منذ طفولتهم ومنهم (حياة الفهد ومحمد المنصور وهدى حسين واختها سحر حسين) وغيرهم الكثير. لا أحد ينسى تلك الكلمات التالية التي كانت ترددها حبابة على مر الأجيال:(زور ابن الزرزور ما عاد بمقدور زور ابن الزرزور يذبح بقة ولا يترس سبعة جدور)، جملة لم تمت طوال(35)عاماً عبر الإذاعة فلم نعد نسمع هذه الجملة أو ما يشابهها عبر برامج الأطفال الحالية، فيما لم تترسخ في أذهان الأطفال " شخبط شخابيط ، وبابا طلع معاشه" وغيرها من الكلمات الهزيلة.