نظم مهرجان الرياض للتسوق والترفيه لصيف هذا العام رحلة الباص السياحي لمدينة أشيقر التراثية شارك فيها أكثر من 50 شخصا من مرتادي المهرجان من مختلف الأعمار. وانطلق الباص ظهر الخميس الماضي بقيادة المنسق خالد العواجي باتجاه مدينة أشيقر التي تبعد عن مدينة الرياض 200 كيلو متر باتجاه الشمال الغربي والتابعة إداريا لمحافظة شقراء وتبعد عنها نحو 11 كيلو مترا، وتهدف الرحلة لتنشيط حركة السياحة الصيفية في الرياض والمحافظات القريبة منها. أشيقر الهادئة وتمتاز أشيقر بأنها مدينة هادئة تحيط بها الطبيعة من نفود وجبال ومزارع نخيل من جميع الجهات، وكانت تعرف بأنها مقصد العلماء الذين أسهموا في نشر العلم ونمو الحركة العلمية في نجد قديما، حيث اجتمع فيها في وقت واحد أكثر من 80 عالما، إضافة إلى أن بها مقوماتها السياحية من آثار قديمة ومنتزه مشيد على أحدث طراز فوق "ضلع الجنينة" الملاصق للبلدة من جهة الشمال، كما أن تربتها وبيوتها الطينية تميل إلى الحمرة والشقرة. "الرياض" رافقت الباص السياحي من بداية انطلاقه، وبمجرد وصوله أشيقر أدى الجميع صلاة العصر، وكان في استقبالهم القائمون على دار التراث وبعض من الاهالي. وبدأت الجولة بزيارة دار التراث والاطلاع على محتوياته واستمعوا إلى شرح موجز على الخرائط القديمة للبلدة والوصايا كوصية صبيح المورخة عام 747ه ووصية صقر عام 942ه ووصايا الأهالي الوقفية، وقدم لهم الشرح المؤرخ صالح الرزيزاء، والشيخ عبدالعزيز العامر، حيث ذكرا أن الرحالة "فلبي" زارها عام 1226ه. بعدها تجوّل الزوار في متحف حمد الضويان الذي يشتمل على نماذج مما كان يستخدم قديما من أدوات لجهاز العروس والمطبخ والدكان قديما مع عينات مما كان يباع، كذلك عدد من الحيوانات والطيور المحنطة وأبدى كثير منهم إعجابه بما شاهده. العامر يشرح عن دار الغرباء بمسجد الشمال وقال علي عبدالله النمير إنه دهش مما شاهده بهذه الدار التراثية، مشيدا بأهالي أشيقر واللجان العاملة في تحسين وترميم الدار. بعدها تجول الحضور داخل أحياء البلدة الستة وشاهدوا نماذج من البيوت المرممة، ويحيط بالبلدة أربعة ابواب رئيسة هي: باب المصاريع، والشريمي، والعقلة، والمريط، وفي البداية توجه المشاركون في الباص السياحي إلى حي الشمال وهو أحد الأحياء المرممة، وبه جامع الشمال الذي يعود تاريخ بنائه إلى الشيخ سليمان بن علي جد الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وبه مدرسة أبا حسين، التي تأسست عام 1347ه وبه دار للغرباء مخصصه لمن ليس له منزل، أو عابر سبيل مجهزة بكل سبل الحياة. بعدها اتجهوا إلى سوق أشيقر "المجلس" حيث تم التسوق من الدكاكين التي بها كثير من أدوات الماضي، بعدها اتجه الجميع عبر السوابيط التي تخترق الأحياء في قالب هندسي بديع، واطلع على المدرسة النظامية الأولى التي افتتحت عام 1369ه في دار محمد الخراشي، وكان عدد طلابها في ذلك الوقت 220 طالبا، وشاهدوا من الخارج دور الأمير إبراهيم الخراشي والمؤرخ إبراهم بن صالح بن عيسى - رحمهم الله - وأخذ الجميع الصور التذكارية أمام البيتين. المشرف على الباص السياحي خالد العواجي أبدى إعجابه بما شاهده، مؤكدا للجميع أن هناك زيارات أخرى للمنطقة، أما محمد بن عبدالله البليهي الذي كانت معه ابنته مناهل «11 سنة» وابنه هشام «سبع سنوات» فأشاد بما شاهده من إعادة ترميم للبيوت القديمة وتأهيل الآبار وإعادة بناء المساجد التاريخية وأسوار المدينة القديمة، مبيناً أن هذه الرحلة تختلف عن الرحلة السابقة لمزارع المراعي والصافي في الخرج، حيث رافق الباص في رحلتيه السابقتين من حيث غزارة المعلومات التاريخية. مجلس دار التراث ودعا خالد بن عبدالله البليهي إلى ضرورة أن تكون تمديدات الكهرباء داخل أحياء القرية التراثية، تحت الارض حفاظا على المنظر العام وسلامة الزوار، مبديا إعجابه من حرص أهالي أشيقر على تراثهم. بعدها اتجه الباص إلى قلب المقاشعية التي تم تأهيلها وإعادة الحياة لها والخضرة لمزارعها، وأكد المؤرخ الرزيزاء ان هذه البئر تعود للعصر الجاهلي، حيث بناها ابن مجاشع وحملت اسمه الى هذا الوقت وتم تأهيلها في وقتنا الحاضر من قبل أسرة الخراشي. أما عبدالعزيز العامر فيقول إن الأهالي هم من أعادوا ورمموا منازلهم على نفقتهم الخاصة. بعد ذلك توجه الجميع إلى مضياف تم تجهيزه في مدخل البلدة من جهة باب المصاريع وتكفل بإنشائه والصرف عليه عبدالرحمن بن عبدالله الخراشي، وتناول فيه الجميع الشاي والقهوة العربية مع تمر الخلاص الذي تشتهر به أشيقر، وبه عاملون على مدار الساعة لتقديم واجب الضيافة لزوار البلدة. ومع غروب الشمس عاد الباص إلى الرياض وهم في غاية السعادة، معربين عن رغبتهم في العودة مرة أخرى بعوائلهم، حاملين في أذهانهم ما شاهدوه في أشيقر من كرم أصيل من أهلها وتعامل راق وشاكرين لكل من أسهم في قيام هذا المرفق السياحي الجميل. جدير بالذكر أن الشابين عبدالمحسن المغيرة، وخالد الحمود، استقبلا الوفد السياحي ورافقاه في جولته وودعوه بكل رحابة صدر. الرزيزاء يشرح وصية صبيح المؤرخة بعام 747 ه مدرسة اشيقر الاولى افتتحت عام 1369ه بدار محمد الخراشي أطفال من زوار اشيقر امام ركن المرأة وركن المطبخ بالمتحف بدار التراث واستماع لشرح موجز عن مسجد الشمال ضيوف مهرجان التسوق مع العامر أمام منزل المؤرخ ابراهيم بن عيسى بعد ترميمه الزميل الحسيني مرشداً سياحياً